كان الراحل الأمير محمد العبدالله الفيصل - رحمه الله - أحد أبرز من ساهموا في ريادة النادي الأهلي وحصاده للبطولات، وأحد أبرز رواد الفكر الرياضي وتطبيق العمل الاحترافي، وحظي النادي الأهلي في عهده بدعمه المادي والمعنوي، وكان أحد أهم أعضاء الشرف المهتمين بدعم ورقي ناديهم ورئيسًا للنادي ورائدًا رياضيًا يلفت الأنظار بأفكاره النيرة وخطواته الرياضية التي أضحت مجالاً للتطبيق العملي حيث كان أول من طبق نظام الاحتراف في النادي الأهلي قبل تطبيقه رسميا.

وكان قد أعلن اعتزاله الوسط الرياضي بعد إشرافه على فريق الأهلي في الفترة من عام 1996 ـ 2002، نجح خلالها في إعادة الفريق لسابق عهده، حيث أصبح الفريق في عهده، المنافس الأكبر على المسابقات السعودية ولعب في جميع المناسبات الكبيرة.

ويسجل له تأسيس دورة الصداقة الدولية التي كانت تعقد صيف كل عام بمدينة أبها وحظيت باعتراف مباشر من قبل الاتحاد الدولي الفيفا قبل أن تتوقف بعد ركض استمر ثماني سنوات.

كما كان أول من دعم الانتفاضة الفلسطينية من خلال التنازل لها عن حصة دخل مباريات ناديه عام 1998، بالإضافة لاعتماده الاحتراف الكلي للاعبي النادي الأهلي من خلال إقرار التمارين الصباحية التي كانت تطبق في النادي دون سواه من الأندية.

يقول عضو شرف الأهلي أحمد حكيم الذي عمل مع الفريق الأول خلال فترة إشراف الأمير محمد العبدالله الفيصل عليه "كانت تلك الفترة من أجمل الفترات التي عملت فيها، فقد تعلمت من الأمير محمد العبدالله كثيراً خاصة في إدارة العمل والانضباط الفني والإداري، وكان الجو صحيا ونقيا يدفع الجميع للعمل دون أي مشاكل".

وأضاف "كان الأمير محمد العبدالله واضحاً في خطواته، كما أنه أول من طبق الاحتراف بشكله الأوروبي ووقتها عارضه كثيرون، وهو الوحيد الذي أوجد التدريبات الصباحية للاعبين، وأعطاهم دروساً تعليمية وألزمهم بالحضور الصباحي للنادي كما هو الحال في أوروبا، وبعدها شاهدنا الكثير من المدربين في السعودية، يفرضون على اللاعبين أداء التدريبات الصباحية لأن السهر مشكلة اللاعب السعودي".

وتابع" آمن الأمير محمد العبدالله بفكرة إقامة معسكرات للفرق السعودية في الداخل مع توفر البيئة والتجهيزات والمنشآت، وأذكر أنه في دورة الصداقة في أبها أنشأ ثمانية ملاعب جديدة للتدريبات، كانت مفيدة، وحتى الفرق والمنتخبات التي لعبت في دورات الصداقة تمنى بعضها وحرص أن يقيم معسكراته في أبها للأجواء الرائعة وتوافر كل الإمكانيات".