هذه الجملة، تحديدا، استوقفتني كونها صادرة من وزير إسرائيلي سابق يبدو أنه ذو أصول عربية. قمت بالرد عليه بما تيسر، وكذلك الضيف الثالث المشارك، حتى اضطر معاليه للانسحاب قبيل انتهاء الحلقة.
للجملة المذكورة أبعاد كثيرة منها أن النظام الصهيوني يفزعه أي موقف عربي أو خليجي سواء على مستوى الأفراد أو الدول أو التحالفات، رغم أن التحالفات العربية المتمثلة بالجامعة العربية، قد تكون في حالة احتضار بينما يبقى بصيص أمل في مجلس التعاون الخليجي.
الوزير الإسرائيلي يجهل أو يتجاهل التحالفات الدولية العديدة كحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي وغيرهما، بينما يستكثر على الدول العربية والخليجية مواقفها ضد الاستيطان الإسرائيلي، وخصوصا قضية الضم الأخيرة المقرر تنفيذها مطلع هذا الشهر يوليو 2020، وقد أجمع المجتمع الدولي بما فيه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على إدانة القرار، الأمر الذي أدى إلى تراجع نتنياهو عن هذا التصعيد الإجرامي.
نحن نختلف مع بعض القوى الفلسطينية كحركة حماس المصنفة جماعة إرهابية، حتى في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2001 إلى اليوم، تخللها تعليق المحكمة الأوروبية الحكم ثلاث سنوات لتعود المحكمة ذاتها عام 2017 وتقضي بقانونية تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية.
خلافنا مع المنظمة وبعض الرموز الفلسطينية، لا يعني بالضرورة التخلي عن القضية الفلسطينية برمتها، فهي قضية وجودية في دم الشرفاء.
صحيح أننا نلنا من بعض أفراد الشعب الفلسطيني، المنحازين لمنظمة حماس الإرهابية، الجحود والأذى تجاه بلدنا وقيادتنا، غير أننا تعلمنا من الدبلوماسية السعودية الصبر والحلم والنفس الطويل، وأن المبادئ ثابتة ثبات الجبال لكل الأجيال.