سنغافورة ذلك البلد الذي كان ينخره الفساد والتخلف في مرحلة الستينيات. أصبحت في مصاف الدول المتقدمة، بالاعتماد الكلي على (المعلم) الذي تم الاهتمام به وتطويره، ليصبح اللبنة الأساسية في بناء المجتمع والمستقبل. وكما يقول الحكيم كونفوشيوس (إن المهمة الأساسية للمعلم هي أن يعلم الناس أن يعيشوا بنزاهة واستقامة). وكما نعلم فمعايير النزاهة والاستقامة لا تتعايش مع الفساد والانحراف والتخلف.
إن قدرة العقول في المجتمعات المتأخرة لا تهتم بالبحث والتطور، فنجدها تحصر نفسها في مساحة ضيقة بعيدا عما يحدث في العالم من تقدم وتطور، ويتولد عن هذا أن تصبح تصورات وأحلام وتخيلات تلك الشعوب مملوءة بالفراغات والأمور السلبية، فينشأ دماغ الطفل وقد تشبع بقدرته الخارقة على التفكير السلبي.
لألبرت آينشتاين مقالة شهيرة وهي (أن الجميع أذكياء)، ولكن طريقة التعليم هي التي تحدد كيف يتم استغلال هذا الذكاء الفطري، وكيف يتم توجيهه. في فيديو شهير لـ (prince Aa ) يمثل فيه دور مدع عام على مشرعي التعليم بالعالم، فيقول: إذا حكمت على سمكة بقدرتها على تسلق شجرة، فإن تلك السمكة ستظل تعتقد طول عمرها أنها غبية. إن تحويل الطلبة إلى روبوتات، وإرغامهم على السباحة عكس تيار قدراتهم واختيارهم ورغباتهم، سيجعلهم فاشلين. التعليم التقليدي يتسبب في قتل الإبداع والاستقلالية والتميز لدى هؤلاء الأطفال.
ثم يقارن بين ما حصل قبل مائة عام والآن، فالسيارات تطورت، والتلفونات أصبحت أجهزة جوال ذكية، ولكن ظلت فصول الدراسة بطريقتها التقليدية طاولة وكرسي وزحام وبيئة تعليم غير صحية!! ويتساءل: هل بهذه الطريقة يتم إعداد الطلاب للمستقبل؟ ومن المسؤول عن تهيئة طلاب ليكونوا كالآلات التي تجيب عن الأسئلة وتحفظ المعلومة دون أن تفهمها.. يقف معلم أمام ثلاثين طالبا، كل واحد منهم له موهبة وله حلم وله احتياج، ومع ذلك يتم تدريسهم المعلومة نفسها وبالأسلوب نفسه. ثم يستطرد... المعلمون هم من يقومون بأعظم مهنة في تاريخ البشرية ولكن أين الاهتمام بهم. إن المعلمين يصلون إلى عقول الأطفال، فيشكلونها كيفما أرادوا، والمشكلة من وجهة نظره، ليست في المعلمين ولكن في تلك المناهج المفروضة عليهم. (وطاق طاق طاقية رن رن يا جرس).