طالعتنا الزميلة "الشرق" بخبر مفاده أن مواطناً اتهم عيادة بيطرية بالتسبب في وفاة طائر يملكه من نوع "ببغاء"، ورفع دعوى قضائية ضدها، وطالب فيها بتعويضه 18 ألف ريال، حيث تنظر المحكمة في محافظة جدة دعواه. و تقول الصحيفة أيضاً: "المواطن الذي وصف طائره بالمتميز عن باقي الطيور، معتبراً إياه واحداً من أفراد عائلته، إنه تنازل عن شراء سيارة كي يستطيع اقتناء (الببغاء)، رافضاً تعويضاً قدمته له العيادة وقدره 5 آلاف ريال". ولصاحب "الببغاء" المكلوم أوجه رسالتي فأقول: أعلم عظم فاجعتك، وهول مصيبتك، وحبك لـ"ببغائك" الناطق - باعتقادي - وتضامناً مع الألم الذي ألم بك، سأنثر لك بعض الأرقام حول "الفواجع البشرية" لعلها تخفف عنك بعضاً مما نزل بك.. حيث أحيطك علماً بأن آخر إحصائية حصلت عليها عن الأخطاء الطبية تفيد بأن لدينا 1758 حالة، مع العلم أن حالات الأخطاء الطبية حول العالم ما يقارب 98000 حالة لما يقارب 230 دولة، مما يعني أننا تجاوزنا محيط الدولة "كعدد"، واستولينا على أخطاء دول أخرى، وتم ضمها لأرقامنا!

وأضيف لك، أن ما يقارب 19% ممن تعرضوا لأخطاء طبية في مستشفياتنا هم من الأطفال نتج عن أغلبيتها تشوهات خلقية عند الولادة وإعاقة جسدية وعقلية! ولتعلم يا "صاحب الببغاء" أنه - وبحسب إحصائية صادرة من الهيئة الصحية الشرعية الأساسية في جدة صدرت مؤخراً - تمت إدانة الأطباء في قضايا الأخطاء الطبية بنسبة 100%! لكن المضحك في الأمر هو ماهية العقوبات المتمثلة في الآتي: "تعويض المتضرر, وإلغاء الرخصة التي تتم على (نطاق ضيق جداً)، والسجن لفترات مختلفة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تتجاوز ستة أشهر"!

كنت أحدثك عن أرواح "البشر" الضائعة، وتقول لي: (ببغاء)!.. "ببغاء ايه.. اللي أنت جاي تقول عليه"!.. والسلام.