تغيرت الظروف اليوم تجاه التربية للأبناء والبنات، وصار الوالدان يتحملان المزيد من المسؤولية بعد أن شاركتهما الحياة الصاخبة في التأثير على التربية.

ولم يصبح النمط السابق هو المسيطر حيث البيت والمدرسة والمسجد، ولا حتى التلفزيون والسوق والأصدقاء، وإنما انفتح علينا العالم الجديد بإعلامه واتصاله وتقنيته، بشكل يكاد أن يكون المسيطر على تربية عقول ومن ثم سلوك الجيل الجديد.

ولذا من الواجب على الآباء والأمهات أن يراقبوا أولادهم ويشرفوا على مراحل حياتهم حتى بلوغهم سن الرشد، مع ملاحظة أن يراعوا الفروق الزمنية بين جيل الآباء وجيل الأبناء، وأن يدركوا أن الجيل الجديد أصبح يعرف أكثر من والديه تجاه مستجدات الحياة.


وعلينا أن نربيهم فيما نملكه من أخلاقيات وسلوكيات، وأن نتربى منهم فيما يملكونه من قدرات ومهارات، لأنهم خلقوا لزمان غير زماننا، ومتغيرات لا علاقة لها بثوابتنا، فلا ننفرهم مما يمكن قبوله، ولا نراعيهم فيما لا يمكن السكوت عنه.

لأنه من الملاحظ الفجوة الكبيرة بين الأجيال في المعارف والأخلاقيات، فالجيل السابق أعلى في الأخلاق، والجيل الجديد أعلى في المعرفة، وأعني التقنية وليس المعرفة العلمية التي أصبحت اليوم تئن من مستوى هذا الجيل، الذي هجر العلوم نحو ملاحقة التقنية والتسلية على حساب الثقافة والوعي.

والحكمة تقتضي الجمع بين علم وأخلاق السابقين ومعرفة ومهارة اللاحقين، من أجل جيل جديد يتسلم الراية لتحقيق مستقبل أجمل.