(1)

قرأت في كتاب: (حياتك بلا قلق أو توتر) أنَّ الكآبة أكثر الأمراض النفسية شيوعا، فمن كل خمسة أفراد هناك مصاب بالاكتئاب! وذلك لسبب بسيط جدا، فتتبع الأخبار، والإسهاب في تقصي الإحصائيات يسقط المرء في بئر القلق والكآبة، ويصبح واحداً ممن تتزين له أحزانه وتسافر معه في يقظته وأحلامه.

(2)


في عصر المتغيرات وانعدام الثوابت أشرف العالم على أيام اجتمع بها (البلاء، والوباء، والغلاء) تتصدى لها المجتمعات الراقية (بالأناة، والوعي، والإنابة إلى خالقها)، ولكن من دواعي السرور أن النوازل لن تدوم وسوف تصبح من أوراق الذكريات المطوية، ونمضي متجاوزين هذه الأزمة بأمان واطمئنان.

(3)

أجدر القرارات الشخصية وأصعبها في هذه الحقبة هي أن تكون عنصرا يبث الطاقة الإيجابية ويتصدى للسلبية، فإني على يقين تام من أن مجالسة بعض الناس باتت تسبب الاحتقان وتجلب الاكتئاب، وتشعرك أن غدا يوم البعث والنشور!!

(4)

أول الحلول لكي تطمئن ولا تعصف بك أوهامك وتغرق بين وحل مشاكلك، هو الإيمان بوجودها، ثم وضع الحلول لها، ثم الشروع بحل عقودها وتحمل أوزارها سواء أكانت إيجابية أم سلبية.

(5)

تعلمت من الضوائق الماضية، أن النأي عن البعض راحة للبال، وعزلة الإنسان بنفسه تتيح له أن يسبر أغوارها ويتعرف على طبيعتها. (والحجر المنزلي) أشاع في عقلي عِظم نعمة الحرية والتنقل كيفما أشاء.

‏(6)

لقد انتصر الكادر الطبي على الأسقام والأوبئة كل من جدري والملاريا والطاعون وغيرها، عبر العصور السالفة، ولكنهم وقفوا مكتوفي الأيدي أمام القلق والاكتئاب والحسد والكراهية.

(7)

يقول العالم النفساني ويليام جيمس (إن الله يغفر لنا أخطاءنا ولكن الجهاز العصبي لا يغفرها قط)، دل ذلك على أن الحالة السيكولوجية السيئة التي نمر بها بعض الأحيان كفيلة بأن تدمر صحتنا وتعجل في مصرعنا.

(8)

لا تسمح لنفسك بالثورة من أجل التوافه، واستعن على طرد القلق بديمومة الحركة بهيئة متواصلة. «لا وقت للقلق» هذا ما قاله بالضبط ونستون ‏تشرشل عندما كان يعمل لأكثر من ثمانية عشر ساعة في اليوم، حين كانت الحرب العالمية في ذروتها، ولما سأل هل هو قلق من جراء المسؤوليات الضخمة الملقاة على عاتقه، قال إني مشغول جدا إلى حد أنني ليس لدي وقت للقلق.