أعتقد أن النجم الدولي ياسر القحطاني كان منسجماً مع نفسه وهو يعلن الابتعاد دولياً، ليمنح الفرصة لآخرين قادرين أو على الأقل مناسبين لمنهجية إحلال وتبديل يبدو أن المنتخب السعودي الأول مقبل عليها، خصوصاً أن المنتخب سيعمل لتحقيق هدفه الاستراتيجي البعيد المتمثل ببلوغ نهائيات كأس العالم 2018.
يقف القحطاني اليوم على مشارف الثلاثين، وهو بكل تأكيد لن يكون مؤهلاً بعد ثماني سنوات ليكرر رواية الكاميروني روجيه ميلا صاحب الإنجاز الأسطوري في مونديال إيطاليا 1990، فكرة القدم تغيرت اليوم عنها عام 1990، وباتت المؤهلات البدينة واللياقية مختلفة، وتضاعفت سرعة الأداء مرات ومرات منذ ذلك التاريخ.
وحينما يقرأ القحطاني التاريخ بعناية، ويدرك أنه لن يكون ضمن كوكبة لاعبي المرحلة المقبلة، فإنه يختار أن يخط السطر الأخير في مشواره الدولي بقرار ذاتي، وفي هذا احترام لمشواره، وذكاء يحسد عليه، فثمة فارق كبير بين من يترجل مختاراً عن صهوة جواده، ومن يجبر على الترجل لعدم جدوى بقائه.
خطوة القحطاني تحتاج خطوات مماثلة من بعض اللاعبين الذين باتوا على مشارف الاعتزال الكروي عموماً، وليس الدولي وحسب، وفي اعتقادي فإن هؤلاء مطالبون بمناقشة مصيرهم مع المدير الفني للمنتخب، الهولندي فرانك ريكارد بكثير من الشفافية والتفهم، للتوصل في المحصلة إلى صيغة نهائية تفيد الأخضر، وتبقي بعض عناصر الخبرة، وتزيح آخرين طالما أن هناك جيلاً ينتظر الفرصة ويحتاج العمل الهادئ منذ الآن ليعيد الأخضر إلى أيقونة المنتخبات المونديالية في روسيا 2018.