بدأت طبول الحرب تقرع في ليبيا بين مصر وتركيا، استعداداً للمواجهة التي يجمع مراقبون أنها قادمة خلال أيام قليلة جدا، فبعد رفض حكومة الوفاق لمبادرة القاهرة السياسية، بضغوط من تركيا، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن ليبيا جزء من الأمن القومي المصري، وأن التدخل العسكري المصري في ليبيا بات شرعيا مدعوما من البرلمان الليبي، وأن «سرت - الجفرة» خط أحمر ممنوع عبوره من جانب المرتزقة الأتراك وميليشياتهم الإرهابية، ليبقى السؤال هل يتوقف الأمر عند ضربات محدودة بين الطرفين المصري والتركي أم يتطور إلى حرب شاملة؟.

تصعيد وقصف الوطية

بدأ التصعيد في ليبيا بزيارة وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان معا لطرابلس، وهذا حسب الأعراف العسكرية يعطي فكرة إلى أن هناك أمرا كبيرا يجهز له.


وهي رسالة واضحة من أنقرة باستمرار التصعيد، (تمنع الأعراف العسكرية وجود وزير الدفاع ورئيس الأركان بأي جيش في مكان واحد خارج البلاد) إضافة إلى إعلان وزير الدفاع التركي في مؤتمر صحفي عقده بشكل منفرد أنهم جاؤوا إلى ليبيا ليبقوا إلى الأبد، وهو ما يعني أن تركيا باتت تحتل طرابلس وتتصرف وكأنها ولاية تركية، إلا أن الرد المصري جاء سريعا بضرب قاعدة الوطية الجوية وتدمير نظام الدفاع الجوي التركي الذي تم تركيبه قبل أيام.

السمسار التركي

قالت المصادر إن صواريخ هوك لحكومة الوفاق ليست إلا خدعة تركية، فقد حصلت أنقرة على "نظام هوك" من أمريكا بمبلغ 270 مليون دولار عام 2001، مستعمل بعد خروجه من الخدمة في الجيش الأمريكي، وتم بيعه لحكومة الوفاق بمبلغ أكبر من ثمن شرائه من 19 عاما، وتدميرها من جانب القوات المشتركة المصرية الليبية يعتبر هزيمة نكراء لتركيا وميليشيات حكومة الوفاق، وهو ما دفع مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، للتأكيد أن الخيار العسكري أمام تركيا في الشأن الليبي يواجه تعقيدات، موضحا أن تركيا باتت تخشى الهزيمة العسكرية في ليبيا.

خسائر في الأرواح

خسائر تركيا وميليشيات الوفاق الإرهابية لم تكن فقط في تدمير منظومة الدفاع الجوي بالكامل إذ تم قتل وإصابة العشرات من الضباط الأتراك والمرتزقة خلال قصف قاعدة الوطية، وتم رصد عربات الإسعاف تنقل الجثث والمصابين إلى مستشفى الجميل.

صوت السياسة

يسعى عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي مع تصاعد صوت البارود جاهدا لحل توافق سلمي بخروج كل القوات الأجنبية من ليبيا والسيطرة على الميليشيات حتى لا تتحول ليبيا إلى نموذج سوري أو يمني جديد أو كما قال الرئيس الجزائري قد تتحول ليبيا إلى النموذج الصومالي وتصبح نقطة لتمركز التنظيمات الإرهابية بعد تصاعد دخول المرتزقة ليبيا ليصبحوا نحو 15 ألف مرتزق إرهابي.

روسيا بين الشك والريبة

ينظر المجتمع الدولي بعد الصمت الأوروبي إلى دور روسيا في ليبيا بمنطلق الشك والريبة، فهي لا تدافع عن حلفائها حتى النهاية وتبدع في عقد أنصاف الصفقات ولا تعقد الصفقات الكاملة، وهو ما يجعل الجميع لا يراهنون عليها إلى مدى بعيد، رغم أن روسيا من الممكن أن تكون مفتاحا لحل الأزمة الليبية إذا قررت التدخل لدعم عقيلة صالح وإنهاء الوجود التركي أو على الأقل شل حركة القوات التركية داخل ليبيا وإيقاف إطلاق النار وإعلان عالمي عن تواجد قوات روسية داخل قاعدة الجفرة وبدء مفاوضات سياسية لتحقيق مبادرة عقيلة صالح التي تتوافق مع إعلان القاهرة.

استهداف قاعدة الوطية الجوية

- طائرات مجنحة، يرجح أنها طائرات الرافال فرنسية الصنع

- تم تدمير منظومات الدفاع الجوي التركي من نوع MIM 23 Hawk

- تدمير منظومة الرادار MPQ-64 Sentinel 3D air defense radar

- ضرب وتدمير منظومة الحرب الإلكترونية أرض/جو- كورال KORAL Electronic Warfare System