حلت جائحة كورونا وتأزمت وتدنت وهي بحول الله باتجاه الرحيل حسب رأيي، وها هي المستشفيات الخاصة تباشرنا بسوء فعلها كما هو ديدنها، وإليك عزيزي القارئ ما وراء ذلك.

في بداية الأزمة كان يتوجه المريض المشتبه بحالة كورونا إلى المستشفى الخاص فيقول له المستشفى الخاص بالفم المليان: «روح المستشفى الحكومي ما لك عندنا شيء»، ويقبع تحت هذا الرد المقيت أحد أمرين: إما أنه عاجز عن تناول حالة المريض طبيًا وعاجز أيضا عن الطرق الوقائية والتعقيم، أو أنه يخاف على «سمعته» لئلا يقال هناك مريض كورونا؛ ولا ألومهم فالكثير من المستشفيات الخاصة لا تجيد تنظيف الممرات من الغبار والفاين مما تراه العين «المغمضة» فضلا عن أن يعقموا مايكروبات لا ترى إلا بمجهر إلكتروني أمثال كورونا.

مرت الأيام وتأزمت كورونا وأصبح بعض المستشفيات الخاصة يباشرنا بوجه «المختلس»، فيأتي المريض وهو يعاني من «ربو له معه عشرين سنة» ويشخصونه في طرفة عين «كورونا» ليرسلوا لوزارة الصحة فاتورة تلو فاتورة قائلين: ترانا عالجنا مرضى كورونا معكم؛ وهم عن العلاج أبعد ما يكون إلا من رحم الله.


ومرت الأيام وهاهي الأزمة كأنها تنوي أن تضع أوزارها؛ وتباشرنا بعض المستشفيات الخاصة بالوجه «المتلكع» فترتكب المخالفات بأنواعها مستغلة الأزمة؛ تتجول في ممر ما في مستشفى ما؛ فتجد رائحة «الدجاج المضغوط» تعج في الأسياب؛ وفي نفس هذا السيب يوجد مختبر يحلل «دم الناس»! وفي آخر ذلك السيب الذي ضاق ببنائه و«بمضغوطه» الصندوق الذي يحلب؛ أقصد يحاسب المرضى وفيه جهاز آلي، ولكن هذا الجهاز يطلب منك إدخال رقمك السري بأصابعك؛ فصاحب المستشفى «تحتفظ الوطن باسمه» لا يريد دفع كم مائة ريال لشراء جهاز آلي عبر الموجات «اللي جابوه البقالات».. بل لازم تحاسب بيدك! وكل هذا يحدث وأنت في زمن كورورنا.

هذا بسيط؛ بل الطامة أنك تجد السيب الذي يبلغ طوله 30 مترا على الأقل ليس فيه إلا «علبة» معقم صغيرة؛ لا ترى إلا «بالكلفة» يعني تبغى تتعقم رح بيتكم..!

هذه المستشفيات لا يقل دخلها اليومي عن مئات إلى عشرات الآلاف وهي «تستخسر» أن تضع معقماً لا يتجاوز ثمنه 25 ريالًا.. وتستخسر أيضًا أن تدعم وزارة الصحة بعلاج مريض كورونا واحد؛ كما تستخسر أن توجد للعاملين غرفة طعام فيها «شفاط» بـ 35 ريالا! مأساة وأي مأساة!

ختامًا فإني لا أتحدث عن «عبدالله الصوينع» الرجل الذي سلم مستشفاه «الجديد» الخاص ذا المائة سرير، والذي لم يدر له ربحا بعد؛ سلمه بما فيه من مقدرات تعادل عشرات الملايين لوزارة الصحة؛ أنا لا أتحدث عن مثل هذا فهذا «أبيض وجه» و«طويل ذراع»، وتشهد الدنيا لكرمه ووفائه؛ لكني أتحدث عن الغالبية من أرباب هذا النشاط التجاري؛ وأنا أتحدى أن تأتوني بمستشفى من المستشفيات «العنكبوتية» التي تفرعت محليًا ودوليًا ورأس مالها بالمليارات؛ أتحدى أن يأتي مستشفى واحد منهم ويقدم علاجا لمريض كورونا واحد! أنا لا أتحدى على مستوى مريض كورونا طارئ فهذا «بعيد »، لكني أتحدى أن يعالجوا مريضا حالته متوسطة، «وللعلم هذا المريض يكلف علاجه حوالي 40 ريالا فقط» علاج ملاريا+ مسكن+ زنك.. فهل سيفعلون؟! أتحداهم.

أدام الله حكومتنا وأعزها فهي لحافنا الدافئ وغطاؤنا الضافي، وأما المستشفيات الخاصة في نظري فمعظمها «يأكلون ولا يشبعون؛ ويطمعون ولا يعفون؛ ويأخذون ولا يعطون»، ودمتم في غنى عنهم، ودمتم بصحة.