على الرغم من أن نسبة الرضا المجتمعي عن الخدمات المقدمة لكبار ‏السن في المملكة وصلت إلى 60% حسب استطلاع للرأي العام، ‏أجراه المركز السعودي لاستطلاع الرأي العام لتحديد مدى معرفة ‏المواطنين بالخدمات المقدمة للمسنين وقياس الرضا، إلا أن النتائج ‏التي أظهرها الاستطلاع كشفت جهلاً كبيراً في تفاصيل تلك الخدمات، ‏حتى إن الجهل بوجود برامج لتقوية علاقة المسن بأسرته وصلت إلى ‏‏86%، وهي نسبة مهولة وكبيرة جدا، تؤكد الحاجة إلى زيادة ‏التعريف بالبرامج المخصصة للمسنين، وتعمم الفائدة منها، وتحفظ ‏لكبار السن قدرهم ومكانتهم وحقوقهم في الحصول على خدمات ‏أقرتها الدولة وعملت بها.‏

تعريف المسن

يعرف المسن في المملكة بأنه ذاك الذي تجاوز الـ65 عاما من عمره، ‏وأعداد المسنين في ازدياد مطرد مع تحسن الرعاية الصحية، ورفع ‏مستوى الاهتمام بالكبار على مختلف المستويات.‏


وكانت دراسة أجرتها الجمعية السعودية لمساندة كبار السن «وقار» ‏توقعت أن ترتفع أعداد المسنين من 5% من إجمالي السكان محليا ‏عام 2019 إلى 11.1% في عام 2030، وأن تبلغ 20.9% في ‏‏2050.‏

ويطرح تحديد سن المسنين جملة من التساؤلات، وأهمها:‏

ـ هل لهذه المرحلة العمرية خصائص معينة تتطلب توفير احتياجات ‏خاصة؟

ـ ما أبرز الخدمات التي تقدمها الجهات المختلفة الرسمية والخيرية ‏للمسنين؟

ـ ما مدى معرفة المجتمع وذوي المسنين ورضاهم عن الخدمات ‏المقدمة للكبار؟

ـ في ظل أزمة وباء كورونا الحالية، هل توجد تدابير معينة يجب ‏تقديمها للكبار؟.‏

خصائص المرحلة

يوصي الدكتور محمد مسلّم الضمور بالرفق بالكبار، ويشير إلى أن هذه ‏الشريحة من المجتمع مهمة جدا، وتحتاج منا إلى الرعاية والعناية ‏الخاصتين، نظرا لخصوصية مرحلتهم العمرية.‏

وقال الضمور «كشفت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع نسبة ‏المسنين في العالم إلى 17% بواقع 16.6 مليار مسن بحلول عام ‏‏2050، ومع تقدم السن تتبدل حياة الإنسان، حيث تبدأ معالم ‏الشيخوخة بالظهور وكذلك نسبة من الأمراض، ويبقى الهم الأساسي ‏هو تحسين نوعية الحياة».‏

وبيّن الضمور أن «هناك بعض المشكلات الاجتماعية لدى المسنين، ‏تتمثل في العزلة والوحدة الاجتماعية وانخفاض معدلات التشارك ‏الاجتماعي، وارتفاع مؤشرات الخوف من الموت والاكتئاب وبروز ‏الشخصية الانفعالية نتيجة لشعورهم الداخلي بأن دورهم في الحياة ‏أصبح هامشيا وليس فاعلا في حياة الآخرين، خاصة الأبناء».‏

آثار التقاعد

أشار الضمور إلى أن «لتقاعد المسن آثارا قد تكون مصحوبة ‏باضطراب نفسي أو عقلي، منها ما يجعل الفرد يشعر بالقلق من ‏الحاضر أو من المستقبل، كما يشعره بالخوف والانهيار العصبي، ‏خاصة إذا فرضت عليه حياته الجديدة بعد التقاعد أسلوباً جديداً من ‏السلوك لم يألفه من قبل، ولا يجد في نفسه المرونة الكافية لسرعة ‏التوافق معه».‏

جهل كبير

أثبتت نتائج استطلاع أجراه المركز السعودي لاستطلاع الرأي العام ‏جهلاً شديداً بالخدمات المقدمة للمسنين، والتي تعد حقا في حقوقهم، ‏بعدما أولتهم الدولة عنايتها الخاصة، وتنظر إليهم بعين التقدير ‏والمراعاة.‏

وتطرق الاستطلاع إلى قياس وتحديد مدى معرفة المواطنين ‏بالخدمات المقدمة للمسنين وقياس الرضا عنها.‏

وعلى الرغم من أن المملكة هيأت كثيرا من الخدمات والبرامج لكبار ‏السن، إلا أن 71% من العينة المشاركة في الاستطلاع أكدوا أنهم لا ‏يعلمون بخدمة إجراء الفحوص الطبية المبكرة لكبار السن في بعض ‏المستشفيات الحكومية، في حين أن نسبة من يعلم بهذه الخدمة يمثلون ‏‏29% من العينة.‏

وكشفت النتائج أن نسبة الرضا عن هذه الخدمة بلغت نحو 79%.‏

توعية بالتغذية

أكد 79% من المشاركين في الاستطلاع أنهم لا يعلمون شيئا عن ‏برامج التوعية بالتغذية المناسبة لكبار السن، مقابل 21% يعلمون ‏عنها.‏

وحددت نسبة الرضا عن هذه الخدمة بـ85%.‏

علاج منزلي

‏45 % من المشاركين في الاستطلاع أكدوا أنهم يعلمون عن برامج ‏العلاج المنزلي التي تقدم لكبار السن، مقابل 55% لا يعملون شيئا ‏عنها، وهي النسبة الأقل من حيث نتائج الاستطلاع.‏

في المقابل، بلغت نسبة الرضا عن هذه الخدمة بين المشاركين ‏بـ64%.‏

بطالة أولوية

بين 33% من المشاركين في الاستطلاع أن لديهم علماً بخدمة ‏‏«بطاقة أولوية» التي تمنح المسنين الأفضلية في تلقي الخدمات ‏الصحية، مقابل 77% من المشاركين الذين يجهلون وجودها.‏

وبلغت نسبة الرضا عن الخدمة معدلا جيدا وصل إلى 75%.‏

إعفاء من الرسوم

أظهر الاستطلاع أن 82% من أفراد المجتمع لا يعلمون عن إعفاء ‏كبار السن من بعض الرسوم الحكومية، ومنها رسوم بعض ‏التأشيرات، في حين أن من يعلمون ذلك لم يتجاوزوا الـ18%.‏

وبلغت نسبة الرضا عن هذه الخدمة معدلا ممتازا وصل إلى 86%.‏

تقوية العلاقة

سُجلت أعلى نسبة في الجهل بالخدمات المقدمة لكبار السن وبلغت ‏‏86% وتعلقت بجهل أفراد المجتمع بوجود برامج لتقوية علاقة المسن ‏بأسرته، وهي التي لا يعلم عنها إلا 14% فقط من المشاركين في ‏الاستطلاع.‏

وبلغت نسبة الرضا عن هذه الخدمة معدلا ممتازا للغاية وصل إلى ‏‏94%.‏

خدمات 5 مجالات

صنفت الخدمات المقدمة لكبار السن إلى 5 مجالات، وبلغت نسبة ‏الراضين عنها بشكل إجمالي 60% من المشاركين، وهذه الخدمات، ‏هي:‏

‏1ـ الخدمات التعليمية:‏

ومنها برامج محو الأمية وتعليم الكبار وغيرها.‏

‏2ـ الخدمات الصحية:‏

ومنها تقديم رعاية صحية أولية وخدمات الرعاية المنزلية وبرامج ‏إعادة التأهيل والوقاية، وتوفير وحدات طبية متنقلة وتقديـم الأدوية.‏

‏3ـ الخدمات الاجتماعية.‏

‏4ـ الخدمات المكانية.‏

‏5ـ خدمات الدعم المادي والعيني:‏

وهي التي يقدمها عدد من الجهات لمساعدتهم في تخفيف الأعباء ‏المادية وتوفير حياة كريمة.‏

تدابير وقائية

أولت وزارة الصحة كبار السن عنايتها الخاصة في ظل انتشار وباء ‏كورونا الجديد (كوفيد 19)، حيث اشتمل الدليل الإرشادي للصحة ‏النفسية والاجتماعية الخاص بفيروس كورونا الجديد ‏COVID-19، ‏على التوجيه بشمولهم بعناية فائقة.‏

وأكد الدليل على أن تفشي الأمراض المعدية مثل ‏COVID-19‏ يعد ‏أمراً مقلقاً ومؤثرا على الصحة النفسية، وعدّ كبار السن من بين ‏الأشخاص المعرضين للخوف والقلق أكثر من غيرهم.‏

ورسم الدليل آليات تجاوز القلق خلال فترة انتشار الوباء، ناصحا ‏بأخذ استراحة من مشاهدة الأخبار أو قراءتها أو الاستماع إليها، بما ‏في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، وبالبحث عن أحدث المعلومات ‏في أوقات محددة مرة واحدة أو مرتين في اليوم، لأن التدفق المفاجئ ‏أو شبه المتواصل من التقارير الإخبارية عن تفشي المرض قد يجعل ‏أي شخص يشعر بالقلق.‏

الحصول على الحقائق

نصح الدليل الإرشادي لوزارة الصحة بالحصول على الحقائق/ ‏الوقائع من منصات السلطات الصحية العالمية والمحلية، حتى يستطيع ‏المرء التمييز بين الحقائق والإشاعات، حيث إن الحقائق والوقائع قد ‏تسهم في تخفيف المخاوف.‏

وطالب الدليل بالاهتمام بالصحة، ومحاولة القيام ببعض الأنشطة ‏الممتعة، وتعلم تمارين جسدية يومية بسيطة لأدائها في المنزل أو في ‏الحجر الصحي أو العزلة للحفاظ على الحركة وتخفيف الشعور ‏بالملل، وتناول وجبات صحية ومتوازنة والحصول على قسط وافر ‏من النوم.‏

إرشادات للعناية ‏

أولى الدليل الإرشادي الذي أصدرته وزارة الصحة كبار السن ‏عنايته، لا سيما المنعزلين منهم والذين يعانون تدهور القدرة ‏الإدراكية، مشيرا إلى أنهم قد يصبحون أكثر قلقاً وغضباً وإجهاداً ‏واضطراباً وانطواءً خلال تفشي المرض أو أثناء الحجر الصحي.‏

وقدم الدليل جملة من الأمور التي يمكن القيام بها لدعم كبار السن، ‏ومنها:‏

‏1ـ قدم لهم حقائق بسيطة عما يجري ومعلومات واضحة عن كيفية ‏الحد من خطر العدوى بعبارات يفهمها كبار السن الذين يعانون من ‏الضعف في الإدراك أو لا يعانون منه، وكرر المعلومات كلما لزم ‏الأمر.‏

‏2ـ قدّم التعليمات بطريقة واضحة وموجزة وحليمة، وقد يكون من ‏المفيد أيضاً عرض المعلومات كتابة أو صورا.‏

‏3ـ تأكد من توفر جميع الأدوية التي يحتاجها كبير السن لمدة قد تصل ‏إلى أسبوعين على الأقل.‏

‏65‏ هم عمر الشخص حتى يعد مسنا

‏5 %‏ من إجمالي سكان المملكة مسنون 2019‏

‏11.1 %‏ من إجمالي السكان سيكونون مسنين في 2030‏

‏20.9 %‏ من إجمالي السكان سيكونون مسنين في 2050‏

نسبة المعرفة بخدمات المسنين

إجراء الفحوص الطبية

‏71 % لا يعملون

‏29 % يعملون

‏79 % راضون عن الخدمة ‏

برامج التوعية بالتغذية

‏79 % لا يعملون

‏21 % يعملون

‏85 % راضون عن الخدمة ‏

العلاج المنزلي

‏55 % لا يعملون

‏45 % يعملون

‏64 % راضون عن الخدمة ‏

بطالة أولوية

الإعفاء من الرسوم

‏82 % لا يعملون

‏18 % يعملون

‏86 % راضون عن الخدمة ‏

تقوية العلاقة

‏86 % لا يعملون

‏14 % يعملون

‏94 % راضون عن الخدمة