بعد أن أطلقت قناة الناس الفضائية في مصر شعار "شاشة تأخذك إلى الجنة"، لم يكن مستغرباً أن تسنح الفرصة للاستماع إلى فكر وأسئلة من ساهموا في وضع هذا الشعار، وأحدهم المذيع المصري الدكتور عاطف عبدالرشيد، الذي كان يمارس دور المذيع والمفتش في لقائه التلفزيوني مع الكوميدي المصري الدكتور باسم يوسف.
في حلقة فكاهية بما تحمله الكلمة من معنى، تحولت الحلقة التي بثتها قناة "الحافظ" في برنامجها "الميزان" من نقاش عن البرامج الكوميدية والسخرية التي يستخدمها الكوميدي المصري باسم يوسف، إلى محاكمة تفتيش علنية، يسأل فيها المذيع أسئلة استفزازية وكأنه يختبر إسلام الضيف.
"نحن" و"أنتم"، و"من أنت".. عبارات تستخدم في البرامج الفضائية الحوارية بكثرة، مرة من الضيوف، وأحياناً أخرى من المتصلين. لكن الكارثة حين يتحول المذيع إلى "داعية"، وإلى متخصص في الدخول في نوايا الضيوف، ومحاولة سؤالهم عن إسلامهم واختبار الإيمان لديهم. لكن من يلومهم، إذا كان الملتقي يثق بكل ما يضاف إليه صبغة دينية في عالم الفضائيات، ويتحول الدين إلى سلعة تباع وتشترى، وتستخدم لتصفية الحسابات. فمن هو الذي يستطيع ضمانة أن شاشة من الشاشات الدينية ستأخذ المشاهد إلى الجنة؟
تخيلوا، وفي أثناء النقاش، يبدأ المذيع بسؤال الضيف: أين صلى الجمعة ومن كان الخطيب وعماذا كانت الخطبة؟! وتخيلوا أيضاً، أن يدافع المذيع دفاعاً مستميتاً عن عبارة "شاشة تأخذك إلى الجنة"، وبعد حوار دام عدة دقائق، يكشف المذيع أنه خلف تأسيس هذا الشعار مع آخرين!
رحابة صدر الضيف باسم يوسف، جعلته يقلب الطاولة على المذيع، ليبين للناس أن تلك الشاشة التي ستأخذهم إلى الجنة تقوم بعرض إعلانات تجارية لمؤسسات تتعامل بالربا، وأنها مجرد شاشة لكسب المشاهدين عزفاً على وتر الدين.
صدق ابن خلدون حين قال: "إن الدين يصبح بضاعة رائجة في المجتمعات المتخلفة". هذا هو رابط الحلقة، أنت المشاهد وأنت الحكم.
http://www.youtube.com/watch?v=xzkJpeI7x0Y