التصالح مع الذات هو التعامل بتلقائية مع النفس دون تكلف وتصنع ولا مباهاة، وهو الرضا والقناعة بما أنت عليه.

فالمتصالح مع ذاته شخص قابل لما قسمه الله له من خصائص ومزايا وكذا النواقص، ولكنه يركز على مزاياه ويعمل على تحسين عيوبه دون ملل وكسل.

وعدم التصالح مع الذات سببه تلك المشاعر السلبية التي تزداد يوماً بعد يوم لتُتعب صاحبها وتتحول إلى هاجس مقلق لا تفارقه، فالإنسان كثيراً ما يختلف مع نفسه في شتى المواضيع فهل معنى هذا أن يظل أسير مشاعره السلبية؟.


ولكي نُحسن حاضرنا ونمنح الاستقرار والراحة لنفسيتنا، ونتخلص من عقدنا المتعبة وأمراضنا الخطيرة، علينا أن نتصالح مع ذاتنا. وعليك أن تعرف أنه لا يوجد شخص سيئ مطلقاً أو جيد مطلقاً، ولكننا جميعاً مزيج بين هذا وذاك، إنّ التسامح هو الحل الأمثل لكل مشاكلنا، التي تواجهنا سواءً مع أنفسنا أو مع الآخرين لأنها تحررنا من الماضي وتطلق سراحنا نحو الحاضر والمستقبل.

ولكي تتصالح مع الآخرين عليك أولاً أن تتصالح مع ذاتك، وأن تقبلها بكل عيوبها، بضعفها وزلاتها دون أن تحكم عليها، ودون أن تصنّفها أيضاً.

عليك ألا تقهر نفسك، ولا تهينها ولا تحقّرها، فكما تدينها تدينك، والجزاء من جنس العمل.

كذلك فإن تصالحك مع ذاتك يعني أن تتقبل الآخر بكل اختلافاته وتناقضاته، ليس لأنك تحبه، ولكن لأنك، ببساطة، لا تكرهه.

فجميعنا نبحث عن التصالح مع النفس، والذي يتطلب عناصر شخصية وإليك بعض العناصر التي تجعلك شخصا متصالحا مع نفسك ومع الآخرين:

الابتسامة: الابتسامة العريضة ووجودها على وجهك طيلة الوقت، وإن لم تشعر بها بعدما أصبحت دائمة، هي علامة أنك متصالح مع نفسك ولا تود إبراز أي هموم أو مشكلات للآخرين.

التسامح: عند تواجدك في موقف صعب تكون فيه أحد الخصوم، وإن كان بسيطا أو معقدا، تسامحك في هذا الموقف يعني أنك شخص لا تحب المشكلات، ولا الخصام أو المشاعر السلبية. التقبل: تقبل الآخرين بعيوبهم وميزاتهم والتعاون معهم على هذا الأساس، يعني أنك شخص متصالح جدا مع نفسه، ويتفهم أنه لا يوجد شخص بلا عيوب.

التفاؤل: الشخص المتصالح مع نفسه يتوقع الأفضل والخير دائما، والابتعاد عن التوقعات السلبية أو مجاراة الواقع التشاؤمي، ويقدم التبريرات التي تؤكد أن القادم أفضل، فهو حريص على جعل الآخرين في حالة من الأمل.

عدم التعصب: الشخص المتعصب لرأيه غير متصالح مع ذاته على الإطلاق، هو شخص يحاول إثبات وجوده وفرض رأيه، أما الشخص الذي يطرح رأيه ويجعل الجميع يناقشونه ويسمح بإبداء الآراء الأخرى ومناقشتها، هو شخص متفهم ومتصالح مع نفسه.

الإنصات: ليفهم الفرد أكثر، ينصت للأفكار التي يبثها الناس من حوله، ويوفر الوقت والجهد لتلقين الفرد المعلومة بسرعة نتيجة الإنصات والتركيز.

عدم التعميم: فالتعميم يلغي خصائص الأشياء ويمحق صفات الناس، ليحيلهم جميعاً إلى قالب واحد، التعميم يلغي مميزات الأشياء، تماماً مثلما يلغي الظلام كل الألوان.