أكد استشاري علم الأمراض الإكلينيكة والأستاذ في قسم الأحياء الدقيقة والطفيليات الطبية بجامعة جازان عبدالعزيز الحازمي لـ"الوطن" أنه تبعا للمعلومات المبدئية المقدمة من القائمين على لقاح أكسفورد، فسيكون جاهزا للاستخدام المبدئي أو الطارئ في أكتوبر من العام الجاري، وهو الآن في المرحلة الثالثة والأخيرة، حيث تتم تجربته على متطوعين في البرازيل وجنوب إفريقيا. كما يوجد لقاح شركة موديرنا الذي يبدي هو الآخر علامات ناجحة وإيجابية، وسيبدأ مرحلته الثالثة في أمريكا في يوليو، بالإضافة إلى اللقاح الصيني الذي سيبدأ مرحلته الثالثة قريبا في دولة الإمارات والذي يبشر بنتائج واعدة.
قال الحازمي: إنه يتوقع أن تتوفر هذه اللقاحات قبل نهاية العام، وفي نفس الوقت توجد العديد من اللقاحات في المراحل الأولى من التجارب، ومن المتوقع أن تعلن عن تحديثاتها تباعا وربما تتوفر في العام المقبل 2021.
أسرع لقاح في التاريخ
حول المدة القياسية التي يتم فيها إنتاج اللقاح، أكد الحازمي أن ما يحدث في هذه الأزمة هو استثناء في عالم إنتاج اللقاحات إذ إن أي لقاح سيصدر في هذه الفترة سيعتبر أسرع لقاح صدر في التاريخ، وذلك لأسباب منها، أن الجائحة جاءت في وقت تقدم فيه العلم كثيرا، فلم يكن من المتوقع أن يتم إصدار التسلسل الجيني الخاص بالفيروس في غضون أسبوع واحد فقط، وهذه خطوة أساسية لإنتاج اللقاح. أضاف: اعتمد العلماء كثيرا على المعلومات المنشورة سابقا والمستقاة من فيروس كورونا الأول، سارس، وفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ميرس، فسرعة إنتاج لقاح يعتمد بالأساس على نموذج اللقاح وتطويره في المعامل العلمية إذ يوجد علميا أربعة نماذج، لكل منها إيجابياتها وسلبياتها، ثم مدى قدرة اللقاح على اجتياز المراحل السريرية المعتمدة في إنتاج اللقاحات، كما أن أي تعثر أو تأخر في إحدى المراحل أو وجود نتائج غير مطمئنة هو الذي يجعل سرعة إنتاج اللقاحات تختلف من لقاح إلى آخر.
دمج المراحل
عن إمكانية استغناء الباحثين عن مراحل معينة في إنتاج اللقاحات بغرض تسريع الموافقة على اللقاح، أوضح الحازمي أنه لا يمكن الاستغناء عن مرحلة معينة من مراحل إنتاج اللقاح، إلا أنه يمكن دمج نهاية مرحلة مع بداية مرحلة أخرى، كما هو حاصل مع لقاح أكسفورد إذ تم دمج نهاية المرحلة الثانية مع بداية المرحلة الثالثة، لاستغلال الوقت خصوصا مع وجود نتائج واعدة، وكل ذلك وفقا للتنظيمات العالمية لإنتاج اللقاحات. أكد الحازمي أن النتائج الإيجابية الإكلينيكية في نهاية كل مرحلة هي فقط من يمكنها من التسريع للمرحلة التالية.
عدد الجرعات المتوقع
حول طول المناعة التي ستقدمها اللقاحات، بين الحازمي أنه من المبكر الحديث عن كون لقاح كورونا الحالي من الممكن أن يعطي مناعة طويلة الأمد أو دائمة من عدمها، وذلك لأنها ما زالت في طور التجارب الإكلينيكية، غير أن التكهنات المبدئية المبنية لنموذج اللقاح والنتائج القادمة من التجارب على الحيوانات، تشير إلى أن اللقاح سيكون على شكل جرعات (اثنين أو ثلاث)، كما نعرف مع اللقاح الثلاثي لفيروسات: النكاف والحصبة والحصبة الألمانية، أو من الممكن أن يكون موسميا، كما يحصل مع لقاح فيروس الأنفلونزا.