اتفق المسؤولون في فتح وحماس على أن الحكومة الإسرائيلية استغلت عمليات إيلات لتوجيه ضربات عسكرية لقطاع غزة بهدف إنهاء أزمتها الداخلية المتمثلة في تصاعد الاحتجاجات الشعبية بسبب أزمة السكن والأوضاع الاقتصادية الصعبة في إسرائيل.
ويعزو النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي القيادي في حماس أحمد بحر التسرع الإسرائيلي في توجيه أصابع الاتهام إلى حماس للرغبة العارمة في تجاوز المشكلات الداخلية، وقال: "حكومة الاحتلال سارعت منذ البداية إلى اتهام غزة دون أي تحقيق أو تمحيص، ما يجزم بطبيعة الأهداف والدوافع والأجندات التي تقف خلف عدوان الاحتلال وممارساته الوحشية. إسرائيل تريد منع التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل عبر شن حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة لخلط الأوراق".
وبدوره أكد مفوض العلاقات الدولية لحركة فتح نبيل شعث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد من خلال التصعيد العسكري إجهاض المساعي الفلسطينية وتصدير أزماته الداخلية، وقال: "إسرائيل تبحث عن ذريعة لممارسة العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني ولكن هذا الجنون لن يثني القيادة عن التوجه إلى هيئة الأمم المتحدة بل ويعطي حافزا قويا للاستمرار في حراكنا ومساعينا".
وما زالت أجواء التصعيد تحيط بقطاع غزة حيث صعد الجيش الإسرائيلي من هجماته، وقامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بتنفيذ العديد من الطلعات الهجومية وقصف مواقع محددة، ما دفع بعض الفصائل إلى إطلاق قذائف صاروخية من غزة باتجاه أهداف إسرائيلية، وقالت شرطة الاحتلال إن 10 صواريخ محلية الصنع سقطت صباحاً على بلدة أسدود ما أدى لإصابة 10 إسرائيليين، بينهم اثنان في حالة صعبة. ويأتي ذلك رداً على قيام إسرائيل باغتيال أربعة من قادة ألوية الناصر صلاح الدين هم: الأمين العام للجان المقاومة الشعبية كمال النيرب والقائد العام للألوية عماد حماد وقائد التصنيع خالد شعث ونجله مالك, وعماد نصر عضو المجلس العسكري للألوية والقائد خالد المصري، وطفل عمره عامان في غارة على منزل برفح جنوب القطاع. وأكدت ألوية الناصر في بيان مسؤوليتها عن قصف جنوب إسرائيل بالصواريخ وأن ذلك يأتي رداً على جريمة اغتيال قادتها، مشددة على أن مجاهديها لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الجرائم الإسرائيلية.
من جهة أخرى فرضت قوات الاحتلال قيوداً مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الثالثة من رمضان، ولم تسمح السلطات بالدخول إلا للرجال الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً وللنساء فوق سن الأربعين.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد حولت القدس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث نصبت عشرات الحواجز على مداخل المدينة، وحدت من حركة السير، مما اضطر الحافلات والسيارات التي تقل المصلين إلى التوقف بعيداً.