كشف وكيل جامعة أم القرى للإبداع والتطوير الدكتور نبيل كوشك عن موافقة وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على قرار مجلس الجامعة بإنشاء مشروع وادي مكة للتقنية الذي ستقوم جامعة أم القرى بتأسيسه، مشيراً إلى أن مشروع الشركة يدرس الآن بالمجلس الاقتصادي الأعلى.
وأكد كوشك لـ "الوطن" أن رأسمال الشركة 100 مليون ريال والشركة ستقدم خدمات الدعم اللازم من تصنيع وتسويق للابتكارات العلمية ذات الجدوى التسويقية والاقتصادية الناشئة عن الأبحاث الأكاديمية. مشيراً إلى أن شركة وادي مكة للتقنية تتكون من معهد البحوث والدراسات الاستشارية ومركز الإبداع والابتكار ومركز ريادة الأعمال ومكاتب الخبرة. وحاضنات الأعمال وحدائق المعرفة ومراكز الابتكار التقني ومركز التأهيل المهني.
وأوضح كوشك أن التخطيط العمراني للشركة سيوفر المحيط البيئي المناسب للابتكار وتحويل الأفكار الخلاقة إلى مشروعات اقتصادية وتجارية يتوقع أن تساهم في تقديم الخدمات القيمة، بالإضافة إلى الفعاليات التي سيقدمها الوادي في إيجاد التفاعل والتواصل بين الشركات المختلفة مع القطاعين العام والخاص. موضحاً أن وادي مكة للتقنية عبارة عن مهمة محلية ذات رؤية عالمية.
وبين أن شركة وادي مكة للتقنية تهدف إلى التسويق التجاري للأبحاث وتوجيه البحوث الجامعية بحيث تكون ذات مردود اقتصادي بالإضافة إلى المساعدة على تسريع عمليات تحول الابتكارات التقنية إلى منتجات تجارية. وإيجاد موقع مهم للمملكة على المستوى العالمي في مجالي الأبحاث الصناعية ذات الجدوى الاقتصادية وبرامج الابتكار والإبداع. وتوفير قاعدة لوجود قوي للشركات العالمية والمشروعات العملاقة وبالتالي توجيه التكنولوجيا العالمية مرتفعة المستوى إلى الاقتصاد المحلي. وتوفير برامج حاضنات الأعمال وذلك لمساعدة الشركات الصغرى والمتوسطة تقنياً ومادياً وإدارياً، والاستفادة من وجود الشركات الصناعية بالقرب من الجامعة وذلك بتوفير فرصة للطلاب في التعرف بشكل واقعي وعملي مع المشاكل الصناعية. وخلق فرص وظيفية للطلاب وذلك خلال فترة دراستهم في الجامعة أو بعد تخرجهم منها وبالتالي المشاركة في المشاريع الصناعية الناشئة.
وعن دور الشركات الكبرى في دعم الأبحاث يقول كوشك: الدور الصناعي للشركات الكبرى عالمياً لم يعد كما كان سابقاً بل تطور بحيث إن الشركات أصبحت تخصص جزءاً ليس بالهين من مردوداتها المالية للصرف على البحث والتطوير، وذلك لا يتعلق فقط بما يختص بأنشطتها التشغيلية اليومية المتعلقة بالإنتاج، والتسويق، ومواد الطاقة، والمياه، والبيئة، بل يمتد إلى مجالات أخرى مهمة ومنها العلاقة ما بين المجتمعات وكل من التقنية الاقتصادية. تعتبر شركات كبرى مثل انتل ومايكوسوفت وجي ام جي وشل أمثلة على ذلك، حيث إنه من المعروف أن هذه الشركات تقوم بصرف جزء من ميزانياتها المخصصة للبحث والتطوير على التعليم والرعاية الصحية والطاقة والبيئة وما إلى ذلك.
وأكد كوشك وجود حاجة ماسة في المملكة للتحول من الاقتصاد الاستهلاكي إلى التعليم النوعي وإيجاد الوعي الثقافي لأهمية البحث والتطوير في مقاربة حاجات الإنسان اليومية المتصلة بالمياه والطاقة والبيئة، وما إلى ذلك بالإضافة إلى تشجيع الصناعات الصغرى على دخول الأسواق العالمية ذات البيئة التنافسية وخاصة بعد انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية. كما أنه من الضروري القيام بخلق الوعي بالمسؤولية وتطويرها لدى الأجيال المستقبلية وتعريفهم بضرورة تطوير الفكر المهني المحترف وذلك لمواجهة التحديات المستقبلية لمجتمعنا.
ورأى أن وادي مكة للتقنية ينظر إلى الشركات الوطنية وإلى إدراكها لأهمية البحث والتطوير وهو حريص على دعمها لتكون القوة الدافعة في تحقيق أهدافه المأمولة وإلى انعكاس ذلك على الاقتصاد الوطني.
وعن الفوائد الأساسية للشركات الكبرى المشاركة في وادي مكة للتقنية، يقول وكيل الجامعة للإبداع والتطوير: إن من الفوائد توفر معامل للبحث والتطوير وأماكن مكتبية مما يمكن الشركات من التوسع في أنشطتها البحثية والتطويرية. وتوجيه الأنشطة البحثية لتلبية الاحتياجات الإستراتيجية على المستوى الوطني وهذا ممكن تحقيقه من خلال: اختيار الشركات المشاركة في الوادي على أساس أنشطتها البحثية المرتبطة بالاحتياجات الإستراتيجية للمملكة. ومن خلال توجيه الأبحاث الأكاديمية لأساتذة وطلاب الجامعة إلى الاحتياجات الإستراتيجية. ومن خلال دعم المجالات البحثية ذات التوجهات الحديثة في الجامعة. ومن خلال الاستفادة من الإمكانيات المتوافرة لدى مركز الابتكارات، مركز ريادة الأعمال، مكاتب الخبرة، حاضنات الأعمال، معهد البحوث والدراسات والاستشارات ومركز التأهيل المهني في وادي مكة للتقنية.
وشدد على أهمية التفاعل بين العاملين من الشركات ذات الأنشطة المختلفة بالوادي بالإضافة للباحثين الجامعيين. وتوفير بيئة مناسبة ذات بعدين صناعي وأكاديمي للعاملين في الشركات المختلفة من أصحاب الأفكار الجديدة والإبداعية، مما يساهم في تنويع الأهداف الاقتصادية للشركات في مجالات مختلفة بدون الابتعاد عن الأنشطة الاقتصادية الأساسية للشركات.
وبين كوشك أن الشركة ستوفر القيادات الوطنية المؤهلة ذات التوجه الاقتصادي التي تعمل ضمن توجهات المملكة، وتستفيد من الميزانيات الضخمة التي توفرها المملكة لدعم الأبحاث لتوطين التقنيات التي تحتاج إليها المملكة. مؤكداً أن شركة وادي مكة للتقنية ستكون من المناطق التي توفر للشركات الوطنية والعالمية كلفة تشغيلية أقل نظراً لتوفر البنية التحتية التقنية ذات الجدوى الاقتصادية المرتفعة، التي توفر المكان الأنسب لتحويل الأفكار الإبداعية وخطط المشاريع الاقتصادية إلى واقع ملموس، حيث يتم الدعم عن طريق حاضنات الأعمال، ونقل التكنولوجيا إضافة للدعم المالي الذي توفره الصناديق الاستثمارية في المملكة.