اعتبرمسؤولون ومراقبون الدعم العربي الكبير رسميا وشعبيا لموقف جمهورية مصر العربية الحازم، تجاه الغزو التركي للشقيقة ليبيا، وتأييد معظم الدول العربية لمضامين كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤشرا واضحا على رفض العالم العربي للتدخلات الأجنبية واستباحة سيادة بلدانهم، ويصب في تعزيز الأمن القومي العربي. وقال ‏رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أمس، إن «كلمة الرئيس المصري جاءت استجابة لندائنا أمام البرلمان المصري بضرورة التدخل ومساندة قواتنا المسلحة في الحرب على الإرهاب والتصدي للغزو الأجنبي». كما شهدت مواقع التواصل هبة شعبية كبيرة من مواطني الدول العربية كافة عبروا عن تأييدهم وتضامنهم مع الموقف المصري، ومؤكدين ثقتهم بقدرة الجيش على وأد حلم الخلافة التركي في ليبيا التي ستكون مقبرة المرتزقة والجماعات المتطرفة.

التصدي للغزو الأجنبي

قال ‏رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أمس، إن «كلمة ‏الرئيس المصري جاءت استجابة لندائنا أمام البرلمان المصري ‏بضرورة التدخل ومساندة قواتنا المسلحة في الحرب على الإرهاب ‏والتصدي للغزو الأجنبي». وأضاف، أن «الميليشيات والتنظيمات ‏الإرهابية في ليبيا تهدد الأمن القومي المصري».‏ وقال في بيان: بداية، أحيي مصر شعبا وقيادة، وأعبر عن ترحيبي ‏واعتزازي بما ورد في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس ‏جمهورية مصر العربية، التي جاءت استجابة لندائنا أمام مجلس ‏النواب المصري، بضرورة التدخل ومساندة قواتنا المسلحة في حربها ‏على الإرهاب والتصدي للغزو الأجنبي، وأثمن وقفته الجادة وجهوده ‏لوقف إطلاق النار، ودعوته لأشقائه الليبيين إلى وقف القتال وحقن ‏الدماء، والوقوف صفا واحدا لحماية ثرواتهم، بإطلاق حوار سياسي ‏يفضي إلى حلول مرضية، كما انتهز هذه الفرصة لأدعو المجتمع ‏الدولي وبعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا لتفعيل العمل بمخرجات مؤتمر ‏برلين، والاستماع لصوت السلام والوفاق الذي تضمنه إعلان ‏القاهرة، وأدعو شعبنا العظيم للوقوف صفا واحدا، لمواجهة العدوان ‏السافر على أراضي دولة مستقلة في الأمم المتحدة. وأضاف «تُدرك ‏مصر حقيقة وأسباب الأزمة وتأثيرها الخطير على أمنها القومي وأمن ‏مواطنيها الذين ذُبحوا بدم بارد، ونكلت بهم الجماعات الإرهابية ‏والميليشيات والعصابات المسلحة على مرأى من المجتمع الدولي دون ‏احترام لإنسانيتهم، وانتهاكا لأصول الأخوة والجيرة على أرض ‏لطالما كانت نعم الشقيقة والجارة».‏


مؤشر واضح

وصف وزير الشؤوون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، الدعم العربي الكبير لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي بخصوص ليبيا بالمؤشر الواضح على رفض العالم العربي لاستباحة سيادته وحدوده من قبل الدول الإقليمية. شدد عضو مجلس الأمة المصري مصطفى بكري، على أن مواقف السعودية والإمارت والبحرين وغيرها من البلدان العربية ودعمها لحق مصر في الدفاع عن أمنها القومي في مواجهة الميليشيات الإرهابية في ليبيا هو تأكيد علي الموقف القومي الواحد، وهو دعم لمصر التي حذرت على لسان رئيسها من المخاطر التي تهدد الأمن القومي، مضيفا أن المملكة العربية السعودية عندما تقول، إن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والأمة العربية بأكملها، فنحن نقول أيضا، وأمن المملكه جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

البيان الأمريكي

أشار بكري إلى أن البيان الأمريكي الذي صدر تعليقا على خطاب الرئيس السيسي، لا يعترض على حق مصر في الدفاع عن أمنها القومي، كما أنه أعلن عن دعم واشنطن لرغبة الليبيين في وضع حد للتدخل العسكري الأجنبي، وأنه يتمنى أن تتطابق مواقف أمريكا السرية مع بياناتها العلنية، كما أن شيوخ قبائل ترهونة يدعون السيسي للتدخل وفقا لمعاهدة الدفاع العربي المشترك، وأن برقيات تأييد لخطاب السيسي تنهال، فأمننا مشترك وعدونا واحد، والرئيس السيسي قالها واضحة: «سرت والجفرة خط أحمر، علهم يفهمون».

دحر الجماعات المتطرفة

بين المستشار القانوني والمحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قادر على دحر مشروع الجماعات المتطرفة في ليبيا الممولة من «قطر»، والقضاء على جماعة الإخوان الإرهابية التي شرعت دخول الغازي التركي وعصابات المرتزقة والإرهابيين.

آثار إيجابية

ذكر المحلل السياسي سامي المرشد أن الموقف المصري القوي حول دعم الأشقاء في ليبيا ضد العدوان التركي ودعم السعودية والإمارات والبحرين والعرب جميعا لهذا الموقف ستكون له آثار إيجابية كبيرة على أمن المنطقة واستقرارها، مشددا على أن الواجب على الدول العربية جميعها أن تقف مع مصر في مواجهة العدوان التركي السافر على ليبيا تنفيذا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك. مشددا على أن اتخاذ موقف عربي موحد لمواجهة عدوان تركيا على ليبيا ووقف التدخل في شؤون الشعب العربي الليبي سيكون حاسما ورادعا للتدخل التركي وسيرسل رسالة قوية لكل دول الجوار من إيران إلى إثيوبيا لوقف العدوان والأطماع. لفت إلى أنه على السراج وحكومته أن يختارا بين العرب وتركيا، فإن استمر في العدوان وحاول مع تركيا مهاجمة سرت فسوف يتدخل الجيش المصري، كما وعد الرئيس السيسي.

نصرة الأشقاء

أكد المرشد أن معركة السعودية مع إيران لنصرة الأشقاء في اليمن ومعركة مصر لنصرة الأشقاء في ليبيا معارك واجب عربي ومعارك شرف وكرامة، فمن يتأخر من العرب في الدعم والمسانده، فقد خان وطنه وخان أمته ورضي أن يكون عبدا للغزاة. اعتبر المرشد أن الإخوان مثل الشيطان ليس لديهم محرمات لتحقيق مصالحهم يتعاونون مع رئيس تركيا العلماني ومع الملحد القذافي ومع أمريكا الإمبريالية ومع إيران المذهبية ومع إرهاب القاعدة وداعش وماعش وكل من هب ودب، لا دين لهم ولا مذهب ولا عهد فكيف يمكن الوثوق بحزبهم؟ أما المحلل السياسي الدكتور علي العراقي، فقد شدد على أن من يعتقد أننا نحارب أردوغان في ليبيا واهم، مؤكدا أننا نحارب خطط أوباما ومليارات يهود الدونمة ويسار الغرب ممن قبرتهم عاصفة الحزم باليمن، والتفوا إلى ليبيا كخطة بديلة للربيع العربي، معتبرا أن أردوغان لا يريد الغاز والنفط الليبي فقط، بل يريد مصر والجزائر لينتهي بمكة.

القبائل الليبية

أضاف بكري قائلا: «بيانات القبائل الليبية التي تدعم حق مصر في الدفاع عن أمنها القومي ودعوتها للتدخل رفضا للغزو التركي هي دعوة تعكس موقف الرأي العام في ليبيا، الذي بدأ منذ أمس يدعو إلي تحديد موعد لإطلاق مظاهرات حادة تطالب بدعوة مصر للتدخل لحماية للأمن الليبي - المصري في مواجهة الإرهاب». مشيرا إلى أنه يتوقع أن يعقد مجلس النواب الليبي اجتماعا قريبا لدعوة مصر للتدخل انطلاقا من اتفاقية الدفاع العربي المشترك وميثاق الأمم المتحدة الذي يعطي مصر حق الدفاع عن أمنها القومي. لافتا إلى أن مجلس النواب الليبي هو الجهة الشرعية الوحيدة في ليبيا التي لها هذا الحق، والجيش الوطني الليبي هو المكلف من قبل البرلمان لتحرير الأراضي الليبية من الميليشيات والمرتزقة.

لماذا أصبح التدخل المصري في ليبيا مشروعا؟

- غزو دولة أجنبية معادية لدولة عربية لها حدود مشتركة مع مصر

- اقتراب الصراع من الحدود المصرية

- دعوة شيوخ القبائل للرئيس السيسي بالتدخل لإنقاذ ليبيا

- البرلمان الليبي المنتخب مؤيد للتدخل المصري

- التهديدات المتوقعة على الأمن القومي المصري في حال سيطرت جماعة الإخوان على ليبيا

- مشاركة عناصر مرتزقة وإرهابيين في الصراع الليبي

- تهديد أمن وسلامة مواطنين مصريين يعملون في ليبيا وانتهاك كرامتهم

- وقف مشروع تركيا الاستعماري وإنهاء أطماعها في ليبيا