أعتقد بأنه لا يختلف اثنان من ذوي العقل والنهى على أن هنالك مخططا مدروسا بامتياز يتهدد المنطقة بأسرها، على نحو يثير مخاوف كبيرة، أولها لمصلحة من؟ وثانيها إلى أي مدى يمكن أن يكون الصبر دواء لهذا التحدي الذي يقوم عليه أقوام اتخذوا من سماحة الدين شعارات لهم، ففسروها حسب أهوائهم ليبدؤوا التحرك بغية إيجاد موطئ قدم لهم في منطقتنا، متسترين وراء واجهات تساعدهم وأنظمة ضعيفة يستقون بها بغية ثباتهم، فتقدم لهم كل ما يلزمهم للبقاء والتمركز طويل الأمد كما رأينا ذلك في قطر وليبيا.

إن المتبصر بهذه الأمور يتجه بتفكيره دوما إلى مكمن الحكمة وبيتها الموجود في كيان وقلب مملكتنا العربية السعودية، منبع العروبة ومهد الخلافة والفكر الإسلامي المصيب المعتدل الرصين، الذي يستلهم منه سيدي خادم الحرمين الشريفين هداه، يشاركه أمير الشباب والأمة، الأمير محمد بن سلمان، الرأي والهدى في سبيل الحفاظ على وحدة وأمن الوطن أولا، ووحدة وأمن دول المنطقة ثانيا، وفي سبيل وئد فتنة إن اشتعل أوارها فسيشمل دولا لا تحد ولا تعد. في وقت ما زلنا ندخر فيه كامل جهودنا لنطفئ النار التي اشتعلت في يمننا على يد امتدادات لرؤى ضالة ومضلة لا نقبل بها، رؤى تريد زعزعة أمن البلاد والعباد، وهذا ما سنقف في وجهه رافعين راية التوحيد وملبين نداءات السلم والحرب تبعا لتوجيهات القيادة الملهمة في مملكتنا، مستهدين بقوله تعالى «إن ينصركم الله فلا غالب لكم».