وقد صدر عن هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في 8 أبريل 2007 بيان بعنوان (القول بأن الدولة المسماة الفاطمية هي دولة الإسلام كذب وزور) وتضمن بيان أهل العلم الرد على مزاعم القذافي التي تفوه بها وذكر أنه يريد إعادة تأسيس الدولة الفاطمية الثانية، وكان مما تضمنه بيان هيئة كبار العلماء عن هذه الدولة العبيدية أن فيها من الضرر والإضرار بالمسلمين ما يكفي في دفع كل ما يرفع لواءها ويدعو بدعواتها، ومثل هذه الدعوة غش وخيانة للإسلام وأهله. والقذافي وإن هلك، فإن الأشرار المتآمرين معه موجودون، وكانوا يزورونه، ويسمعوا توجيهاته في إثارة الشغب والعنف في بلاد المسلمين، فيبدون له أن الاتصالات لتحقيق هذا الغرض موجودة، وهذا يدل على أن الفكر الباطني موجود وله أنصاره.
إنه لا بد من التحذير من المتآمرين مع الباطنية أعداء الإسلام والمسلمين، وتنزيه الدين من انتحال المبطلين المجرمين، الذين يدّعون نصرة الإسلام، والغيرة على الدين، بينما حقيقتهم التعاون مع الباطنية لإحداث الشغب والقتل في بلاد المسلمين، فهم كما جاء في الحديث (قلوب الشياطين في جثمان إنس). فعلى المسلمين أن يحذروهم لكونهم هم العدو، وكيف لا يكون عدواً للإسلام والمسلمين من يتعاون ويتآمر مع الباطنية وأكابر مجرميها لإثارة الشغب والقتل في بلدان المسلمين؟ كفانا الله شرهم، وجعل كيدهم في سفال. إن خيانة الأوطان ونقض البيعة والتآمر على الإسلام وأهله أنواع شتى، لكن من أخبثها وأنكاها وأشدها ضررا، التآمر مع الباطنية الذي شهد علماء الإسلام وتاريخه عليهم بالكفر المبين وعداوة الله ورسوله ومحاربة الإسلام وأهله بما لم يمر على المسلمين مثله.
هكذا يظهر بين حين وآخر أنصار للباطنية بأنواعها وصورها التي تتفق على محاربة الإسلام وأهله فلا بد من معرفة حقيقتهم. فماذا يرجى من أقوام يُنفق عليهم هذا العدو لأجل أن يتبنوا ما يسمى بالمعارضة لبلدانهم والآن يُنفق عليهم أولياؤه وأنصاره!! لقد عاونوه في مآربه الخبيثة، وشابهوا من قال الله عنهم (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصركم والله يشهد إنهم لكاذبون)، أيستوي عند هؤلاء بلد يقيم شعائر الإسلام ببلد يحاربها ؟ ومن تاب تاب الله عليه، ولكن عليه أن يعلن توبته ويكشف أخبار أعداء الإسلام والمتآمرين عليه.
اللهم احفظ بلادنا ووفق ولاة أمرنا وسدد خطاهم وانصرهم على من عاداهم.