كشف متخصص في علم الجريمة، أن الإشاعة تنتقل بين «المتعلمين» أصحاب الشهادات أكثر مما تنتقل بين أصحاب الشهادات المتدنية أو الأميين، مبررا ذلك بأن أصحاب الشهادات يستخدمون الأجهزة الذكية أكثر من غيرهم ويتناقلون الأخبار أسرع، فيما حذرت متخصصة في الأمن السيبراني، من الدخول لمواقع مشبوهة تصدر إحصائيات عن الجائحة فيصبح الشخص أجهزته عرضة للاختراق.

وتناول عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، متخصص في علم اجتماع الجريمة حميد الشايجي، خلال لقاء -عن بعد- نظمته جمعية المكتبات والمعلومات السعودية، بعنوان (مواجهة الشائعات في أوقات الأزمات، جائحة فيروس كورونا مثالا)، وحضرها أكثر من 500 شخص من 23 دولة تعريف الإشاعة «معلومة يتم تناقلها بين الأفراد دون التأكد من صحتها» والبعض يتناقلها لأهداف أخرى مضرة.

أنماط الشائعة


أبان الشايجي أن هناك ثلاثة أنماط للإشاعة: شائعة الخوف والأمل والكراهية، لافتا إلى أن إشاعة الخوف تعتمد على جهل المعلومة وتستخدم في حالات الحروب، وهي مهددة للسلم الاجتماعي وتهدف إلى إثارة القلق والرعب، أما شائعة الأمل فهي تهدف لرفع سقف الأماني وأحيانا تؤطر بإطار ديني لتمريرها وأحيانا تهدف لإحباط المجتمع وعدوانه إن لم تتحقق هذه الشائعة، شائعات الكراهية تنشر بغرض تفريق وتضليل شرائح المجتمع مثل تحقير فئة معينة أو الحط من قبلية أو مجموعات وتهدف لتفتيت اللحمة الوطنية، مشيراً إلى أن إيقاف مثل هذه الشائعات يعتمد على الشفافية من الجهات الرسمية، والثبات على الموضوعية، والاستمرار على نهج واحد، وإيصال رسالة سهلة وواضحة المعنى لأفراد المجتمع.

سرعة الشائعات

أكدت باحثة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وعضو الجمعية السعودية لأمن المعلومات «حماية» مريم بنت نوح، أن الإشاعات أصبحت أسرع مع وجود التقنية والجيل الرابع والخامس والثورة الصناعية الرابعة وإنترنت الأشياء، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن عدد السعوديين الذين يستخدمون الإنترنت 93 % بحسب إحصائيات محكمة، منهم حوالي 72 % يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، وتشير دراسة إلى أن 69 % يؤكدون أن مصدر الأخبار لهم هو منصات التواصل الاجتماعي.

الطرق والمواقع

بينت مريم أن هناك طرقا ووسائل للاحتيال عبر الشائعات منها السرد القصصي للحالات أو انتحال شخصية أو هوية موقع رسمي أو حملات منظمة أو صور وفيديوهات معدلة، محذرة في ذات السياق من أن الدخول للمواقع المشبوهة التي تصدر إحصائيات عن جائحة فيروس كورونا يصبح الشخص أجهزته عرضة للاختراق، فيما تستخدم فئة الذكاء الصناعي لتمرير معلومات مغلوطة عبر فيديوهات تنتقل بين الناس، مؤكدة أن انتقال الشائعات له تأثير قوي على تصرفات الاشخاص.

تشويش المعلومات

تحدث عضو هيئة تدريس بجامعة الملك سعود، قسم الإعلام الدكتور عادل المكينزي، عن الإعلام والاتصال الفعال، وأن هناك تشويشا على المعلومات التي تصدر من الجهات الرسمية من جهات لها أهداف وأجندة معينة للإضرار بالمملكة، مبينا أن كلمة «كورونا» وردت في محرك البحث اليوم فقط 382 مليون مرة، وأن 97 % مصدر الإشاعات تويتر وواتس آب والانستقرام والفيس بوك ومواقع مزيفة وصحف وإيميلات وذلك -حسب دراسة استطلاعية-، مؤكدا ضرورة الابتعاد عن الشائعات لحماية الوطن، وأن الفراغ مكان خصب للإشاعة.

المعايير المهنية

علق الدكتور عبدالملك الشلهوب، من جامعة الملك سعود، أن الإعلام الجديد يفتقر للمعايير المهنية بمقابل الإعلام التقليدي، فالمشهد فوضوي في منصات التواصل الاجتماعي -بحسب قوله-، لافتا إلى أن الأخبار الكاذبة والشائعات -بحسب دراسة- تنتشر أسرع بنسبة 70 % من الأخبار الصحيحة على تويتر وتحتاج الجهات للرد عليها ستة أضعاف الوقت الذي أخذته الأخبار الكاذبة.