الوحدة الوطنية التي قادها موحد الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز -رحمه الله- منذ توحيد أطراف الجزيرة، وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها، جعل المواطن يحمل في جوازه وهويته الوطنية هذا الاسم العزيز على كل مواطن بالمملكة، حتى إننا رأينا خلال هذه الجائحة أن المرأة والطفل والرجل -على حد سواء- يرفعون الجواز الأخضر في أبعد نقطة في الكرة الأرضية، ويفتخر بأنه سعودي، نتيجة ما تقدمه وتقوم به هذه الدولة المباركة لأبنائها أينما كانوا، بل ولإخواننا المقيمين معنا على أرض هذا الوطن وإيصال حقوقهم.

وقد هبّت حملة شعبية وطنية خلال هذه الجائحة، تبيّن مكانة هذا البلد مقارنة بغيره من الدول، حتى دول العالم الأول الذي تخلّت عن مواطنيها في هذا الظرف الذي يأتي نشازا من صوت بعيد يخترق هذه الألفة والوحدة، مما جعل النيابة العامة تقبض عليه وتجعله في محط المسألة القانونية لردع هذا الوغد وأمثاله من التطاول على الوطنية وهويتنا، وقامت مجموعات التواصل الاجتماعي لانتقاد هذا التوجه السيئ، في وقت تتجلى ضرورة الالتفاف حول علم الدولة وشعارها وقيادتها، والتناظر بما يميزنا عن كثير من بلدان العالم، شرقا وغربا.

فها هي إيران يموت المواطن في المشافي، ويُزجّ بالآخرين في السّجون، وتركيا هي الأخرى يُقاد فيها النخب والمثقفون ومن يُعادى العدالة المزعومة فيها، إلى معتقلات وغياهب السجون دون مراعاة لكبار السن أو صغاره، المهم هو أنك لست إخوانيا إردوغانيا، فهل في هذا الوقت يُسمح لواحد من أبناء هذا الوطن أن يقرر فيه أو يقاد إلى شق عصا الوحدة الوطنية، ويثير النعرة والقبيلة التي قال عنها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، «دعوها فإنها منتنة»، وقوله: «أدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم».


قامت هذه البلاد -كما أشرت- منذ عهود الدولة السعودية، وأكدها الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة الحديثة، أن العصبية مرفوضة والدعوى إلى القبيلة اضمحلت في هذا العهد المبارك، فلا صوت إلا بكلمات خالد الفيصل «ارفع رأسك أنت سعودي»، وأما ما قام به هذا الشاب من إحدى القبائل عبر أحد تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، وانطواء منشوره على إشاعة الكراهية والمساس بالثوابت الوطنية، فإنه لن يفلت -هو وغيره- من نظام الإجراءات الجزائية، وهو ما يؤكد عليه دوما لإخواننا أصحاب القروبات ومجاميع التواصل الاجتماعي، وأنهم سيكونون عرضة للمساءلة أمام القانون الذي تقوم به النيابة العامة، وتحرص على تطبيق الأنظمة بما يُحّقِق للوطن لُحمته ووحدته، وهو ما يحض عليه ديننا الحنيف الذي جعلنا أمة واحدة، فلا تنابز بالألقاب، وأن نرفض العنصرية والتمييز.

فهل يعى المجتمع اليوم خطورة ما يُصبّ في «واتساب»، وما ينتشر عبر مقاطع «يوتيوب»، مما يهدم ثوابت المجتمع، وأن هذا يقودنا جميعا إلى خرق سفينة الوحدة والألفة والمحبة؟ هدى الجميع لكل خير.