أن تخرج مباراة الأهلي والشباب عن مسارها، وتكتب صفحة يكسوها السواد، لتصبح نهايتها كما أراد خالد البلطان مباراة "القيم، والأخلاق، والمبادئ"، مسقطا على النادي العريق الأهلي للمرة الثالثة، وربما الرابعة له هذا الموسم، ضاربا بالروح الرياضية عرض الحائط.
فتلك رواية جديدة يكتبها بلطان الشباب في صفحة منافسات كرة القدم السعودية، وهي رواية ـ مع الأسف ـ وجدت لها من يروجها ويتبناها، ليس من الجمهور فحسب، بل ومن اتحاد كرة القدم ولجانه، وقبلها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، التي تقف صامتة دون اتخاذ أي إجراء بحق رئيس تمادى كثيرا.
لو كان السيد خالد البلطان يقصد بالقيم والمبادئ والأخلاق، توجه ناديه الذي يرأس إدارته، وأن ذلك مطبق فعليا لديه، فقد نقبل منه ذلك، وحينها سنصفق له ونرحب بكل هذا التوجه الجميل، ما لم يكن ذلك شعارا يرفعه ولا يطبقه.
أما أن يفصّل لناديه طريقة جديدة في العلاقات مع المنافسين، فهذا يضرّ بنادي الشباب، الذي لا أحد يشكّ في أنه أحد أكبر الأندية البطلة في السعودية، والشارع الرياضي يعرف جيدا، أنه لولا وجود الأمير خالد بن سلطان، لما استطاع البلطان أن يقود الشباب إلى منصات التتويج.
مشكلة رئيس نادي الشباب أنه يبحث عن أعداء، كما هو يبحث عن مشجعين لناديه، وهو لا يدري أنه يسيء لهذا النادي العريق، الذي بناه وأسسه رجالاته الكبار على النموذجية واحترام المنافسين، وإقامة علاقات قائمة على المحبة والتقدير مع الجميع.
إن الكلام والتصريحات المبطنة، وأسلوب الغمز واللمز، الذي ينتهجه خالد البلطان، لن يضرّ من يعنيهم بكلامه، فهم يعرفون أنفسهم، والوسط الرياضي يعرف من هم، وماذا يفعلون، وماذا يفعل خالد البلطان؟
لقد تردد البعض في قول "مبروك" لفريق الشباب، ليس لعدم اقتناعهم بأحقية الشباب بالبطولة، ولكن لأن البلطان أساء لهم ولأنديتهم، فكانوا يتمنون أن يخسر الشباب البطولة، وأعني بذلك جمهور النصر، وجمهور الاتفاق.
أما الأهلي ورجالاته وجمهوره، فلا يهمهم ما يقول خالد البلطان، ولذلك لم يجاروه فيما يردد، وهم على حق في ذلك، طالما أنهم يرون أن رئيس الشباب يمتدح ويشجع ويشكر مدير مركزه الإعلامي، ويصفه بأنه نجح في مهمته بجدارة.
ليعذرني كبار الشبابيين، وهم يعلمون ويتذكرون أنني كتبت ذات يوم أن الشباب يملك أكبر قاعدة جماهيرية بين أندية المملكة، وكنت أقصد أن الشباب هو النادي الثاني لكل جماهير الأندية، غير أن تلك المعادلة تغيرت تماما، بفضل إصرار رئيس الشباب الحالي على الإساءة للمنافسين وجماهيرهم.
إذا كان خالد البلطان يغار من جمهور الأهلي، ويحقد على النادي الأهلي، لشيء في نفسه لا نعلمه، ويتمنى أن يكون لديه جمهور كجمهور الأهلي، فهذا لا يأتي بهذه الطريقة، وبأسلوب الاستفزاز، والخروج عن الروح الرياضية.
إنني أناشد العقلاء في نادي الشباب، وأقول لهم إن لديكم فريقا بطلا، حقق دوري هذا الموسم بجدارة، وسيحقق بطولات مقبلة، لكنه سيخسر الكثير مستقبلا، إذا استمر رئيس ناديكم على أسلوبه المعتمد على الإساءة لأندية منافسة أخرى.
وعلى رئيس الشباب أن يعلم أيضا أن الأندية الأخرى التي يتعرض لها البلطان في تصريحاته وبياناته ومداخلاته، تستطيع أن تتعامل معه بنفس الأسلوب، وبإمكانها أن تردّ بأسلوب قد يفرض عليه الخروج من الوسط الرياضي كما خرج قبله كثيرون.
لكن هذه الأندية تحترم نادي الشباب، وتحترم رجالاته، وتنتظر منهم تدخلا يوقف هذه الإساءات المتكررة التي دأب البلطان على إطلاقها، هو ومدير مركزه الإعلامي، وبرامج رياضية ترتبط بمصالح مع رئيس نادي الشباب.
وعموما، فإن النادي الأهلي الذي حلّ وصيفا في دوري زين، لم يخسر من الشباب في مباراتين، ولولا خسارته بالتعادل أمام فريق الفتح في جدة، لكانت البطولة من نصيب جماهير القلعة وفريقهم البطل غير المتوج.