وفي منطقتنا العربية، وعقب ما عرف بالثورات العربية، نشط كثير من الجماعات الإرهابية في معظم أراضي دول المنطقة، وبدأت الإعداد لسيناريوهات دموية برعاية دول في المنطقة، وفّرت الدعم المادي الذي لا تملك غيره، مثل قطر، ودول قدمت الدعم اللوجستي والعسكري، منها تركيا. ولا يقل عنهم خطورة الإرهاب الطائفي الذي تدعمة إيران في المنطقة، والذي يهدف إلى خلق دويلات طائفية داخل الدول العربية، وليس سيناريو لبنان والعراق واليمن عنا ببعيد.
ولكن ما يثير الدهشة والاستغراب هنا، أن الموقف الدولي لم يعد يمثل قوته في مكافحة الإرهاب، مثلما كان في العقود الأخيرة. فمثلا، تم توجية الاتهام إلى أفغانستان برعاية الإرهاب والتدخل العسكري فيها، وتمارس دولة مثل تركيا الإرهاب تحت رعاية تلك الدول، بتوفير الملاذ الآمن والدعم العسكري، سواء في سورية أو ليبيا، أو دول إفريقية أخرى، وهذا ما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى القول، إننا نحارب الإرهاب نيابة عن العالم في سيناء وفي ليبيا، إذ كانت مصر الدولة الوحيدة التي نبهت إلى خطورة ما يجري في المنطقة، ودعت إلى تكوين تحالف دولي للقضاء على الإرهاب، وها هي المنطقة تغرق وتكتوي بناره، وما زالت مصر تدعو جميع أطرف الصراع، سواء في ليبيا أو غيرها، إلى تبني رؤية موحدة لاستقرار ليبيا ووحدة أراضيها وسيادتها، بعيدا عن التدخلات التركية والميليشيات الإرهابية التي ستكون دائما حجر عثرة في أي مسار، لتحقيق استقرار الدولة وبناء مؤسساتها. لا شك أن التعاون العربي-العربي في هذا الشأن كان له أثر كبير في إثناء كثيرين عن تبني الفكر المتطرف، وقطع الطريق على قوى الإرهاب في بث الأفكار المسمومة لدى الشباب، وتجنيدهم وحثهم على هدم أوطانهم.
فقد أخذت الإستراتيجية العربية ثلاثة مسارات، تمثلت في مواجهة الفكر المتطرف بالفكر وتنقيح الأفكار المغلوطة لدى كثيرين ، ومسار الإصلاح والعلاج وإعادة الدمج، وأخيرا مسار القوى الصلبة في القضاء على الجماعات المسلحة، والتي تحمل السلاح لقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
حمى الله وطننا العربي من قوى الإرهاب والدول الراعية له.