في وقت شهد بعض الأسواق تجفيفا من منتجات التبغ على أيدي تجار وشركات تبغ ووافدين، بهدف تحقيق مكاسب مالية كبيرة من خلال التخزين، أكدت وزارة التجارة لـ«الوطن» عبر بريدها الإلكتروني أنها باشرت عددا من البلاغات عن الامتناع عن بيع منتجات التبغ في بعض منافذ البيع، وقامت بإيقاع الغرامات الفورية على منافذ البيع المخالفة.

شكاوى المستهلكين

أدت أزمة انقطاع الدخان واختفائه من البقالات والمتاجر إلى زيادة شكاوى المستهلكين حول مسألة عدم توافره في مناطق البيع، وأطلقوا اتهامات عديدة طالت أصحاب منافذ البيع والموزعين، بأنهم يخفونها ويجففون السوق منها عمدا، وكانت شكاوى المواطنين من مختلف مناطق المملكة، ووصل الأمر إلى أن بعض الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تبيع أنواعا من الدخان بمبلغ يتجاوز 300 ريال للكرتون «الكرز» الواحد.


وفي هذا الصدد تواصلت «الوطن» مع وزارة التجارة عبر الإيميل الرسمي للوزارة، والتي قالت في ردها إنها تقوم بمراقبة وفرة منتجات التبغ والتنسيق مع الموردين لتلبية الطلب المتزايد على شراء التبغ، والذي ارتفع بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، قبل موعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة.

وأكدت التجارة أنها باشرت عددا من البلاغات عن الامتناع عن بيع منتجات التبغ في بعض منافذ البيع، وقامت بإيقاع الغرامات الفورية على منافذ البيع المخالفة.

شركات ووافدون

حملة احتكار جديدة وتجفيف للأسواق بدأت على أيدي تجار وشركات تبغ ووافدين بالسعودية، بهدف تحقيق مكاسب مالية كبيرة مع بدء تطبيق الضريبة الجديدة مطلع الشهر المقبل، من خلال تخزين كميات كبرى من السجائر والتبغ ومشتقاته استعدادا لإعادة طرحها متضمنة القيمة المضافة التي لن تسجل لدى هيئة الزكاة والدخل لحملها تواريخ شراء سابقة لقرار تطبيق الضريبة، في صورة تحمل مخالفات متعددة تشمل الاحتكار والتحايل على الضرائب والتلاعب بالأسعار، وخلق أسواق سوداء لبيع هذه المنتجات.

نفاذ السجائر

سجلت محلات ومنافذ بيع السجائر في جازان وعدد كبير من مناطق المملكة نفاذا تاما لمنتجات السجائر والتبغ بصورة مفاجئة، حسب ما أفاد أصحابها؛ الأمر الذي أثار الشكوك والحيرة والاستغراب لدى مستهلكي التبغ الذين بينوا أن ذلك غير مستغرب من الوافدين وتجار التبغ الذين اعتادوا على تجفيف الأسواق وتخزين السجائر بين فينة وأخرى لرفع الأسعار وتحقيق مكاسب كبرى.

أسواق سوداء

قال عدد من مستهلكي التبغ إن اختفاء السجائر غير مستغرب في ظل جشع التجار وموردي التبغ والوافدين، الذين يسعون لتحقيق مكاسب غير مشروعة، وأضافوا أن هدف التجار والوافدين هو خلق أسواق سوداء لبيع السجائر ومنتجات التبغ لبيعها بأسعار مضاعفة.

وذكروا أن التجار والوافدين يهدفون لتخزين كميات كبيرة من التبغ والسجائر استباقا لتطبيق ضريبة القيمة المضافة مطلع الشهر القادم بتسعيرتها الجديدة، ما يتيح لهم البيع بسعر أعلى وتحقيق مكاسب مادية كبيرة، وهو الأمر الذي تسبب في نفاد السجائر من منافذ البيع.

جولة «الوطن»

نفذت «الوطن» جولة على عدد من منافذ بيع السجائر ومنتجات التبغ في منطقة جازان، وأكد أصحابها نفاد السجائر لديهم، وعند سؤالهم عن أسباب ذلك بينوا جهلهم عن السبب، مكتفين باتهام الموزعين بعدم إمدادهم بالكميات التي يحتاجون إليها، وأضافوا تفاجأنا بإقبال عدد كبير من المستهلكين لطلب كميات كبيرة من السجائر قبل نفادها لدينا.

أفعال متكررة

تجفيف الأسواق من السجائر ومشتقات التبغ وخلق أسواق سوداء لبيعها فعل متعمد ومتكرر، فقد سبق افتعال أزمات مشابهة؛ حيث اختفت السجائر بنهاية 2016، ومن ثم حلت أزمة اختفاء أخرى في عام 2017، أعقبها اختفاء السجائر في عام 2019، والتي تلتها أيضا أزمة أخرى لاختفاء السجائر من الأسواق في 2020، ومن ثم ظهرت أزمة السجائر المغشوشة في حينها.

وتواصلت «الوطن» مع المتحدث الرسمي باسم الجمارك السعودية لسؤاله عن انقطاع الاستيراد من عدمه وكمية التبغ المستورد في الفترة الحالية، ولم يرد على الاستفسار.

تداعيات الأزمة

ارتفاع الطلب على الدخان

اتهامات للموزعين وأصحاب منافذ البيع بتجفيف السوق

ورود عدد من البلاغات إلى وزارة التجارة بهذا الخصوص