كشفت الهيئة السعودية للمقاولين أنه من المرجح أن تسرع جائحة كورونا من اعتماد التكنولوجيا في قطاع البناء، مبينة أن تحول أنشطة البناء من مواقع البناء إلى مصانع الإنتاج بعد «كوفيد - 19» أمر محتمل جداً، خصوصاً بعد تحقيق مزايا التصنيع المسبق عندما تم بناء المستشفيات الميدانية في غضون أيام.

البناء المسبق

بحسب الدراسة التي أعدتها الهيئة بعنوان: «تأثير كوفيد - 19 على قطاع المقاولات في المملكة – تحقيق المرونة في بيئة مضطربة» فإن البناء المسبق يوفر الوقت والمواد ويقلل من نفايات البناء والحاجة إلى العمل في الموقع، ومن الأسهل تطبيق التباعد الاجتماعي ومعدات الوقاية الشخصية في بيئة المصنع، مشيرة إلى أن التحدي الرئيسي يتمثل في تكييف عملية التصميم مع المكونات المعيارية.


المسوحات بالطائرات

بينت الهيئة أنه بإمكان الطائرات دون طيار القيام بمجموعة متنوعة من الأعمال في مواقع البناء، مثل المسوحات الجوية للمواقع من خلال كاميرات متعددة الأطياف تنتج خرائط ثنائية وثلاثية الأبعاد بسرعة، بالإضافة لمراقبة مواقع البناء والمراقبة على مدار الساعة في الوقت الحقيقي من خلال كاميرات الفيديو، وفحص المواقع من الزوايا التي يتعذر الوصول إليها سيراً على الأقدام بشكل أسرع ودون مخاطر السلامة، مبينة أن التحديات في هذا الجانب تتمثل في الاستثمار والتدريب الأولي للمشرفين لاستخدام الطائرات دون طيار.

الأدوات الرقمية

أوضحت الهيئة السعودية للمقاولين في دراستها أن جائحة كورونا ستسرع من اعتماد أدوات وعمليات النمذجة والتعاون الرقمي، من خلال استخدام نمذجة معلومات البناء بشكل أكبر خصوصاً في المشاريع الصغيرة، حيث اكتسب التصميم والبناء الافتراضي أهمية في المشاريع الكبيرة.

وأشارت إلى أن هذه المزايا الجديدة ستساعد على اعتماد سريع للتوأمة الرقمية من مفهوم المشروع حتى في التكاليف، فيما أصبح العمل من المنزل أكثر شيوعاً للمهندسين المعماريين والمهندسين ومديري المشاريع، إلا أن التحدي الرئيسي يتمثل أيضاً في تدريب القوى العاملة بأكملها في استخدام الأدوات والإجراءات الجديدة.

صغار المقاولين

أكدت الهيئة أن صغار المقاولين سيكونون الأكثر تضرراً من أزمة كورونا وسيضطر الكثيرون للخروج من السوق، وعادة ما تعمل الشركات الصغيرة والمتوسطة على مشاريع أقل تنوعاً، مبينة أنه من الصعب على الشركات الصغيرة والمتوسطة التكيف مع قطاع المقاولات الذي يعتمد على التكنولوجيا، حيث قد يفشل المقاولون من الباطن مثل الشركات الصغيرة، بشكل أسرع من المقاولين الآخرين الأكثر قدرة وتنوعا في الأنشطة والمشاريع.

وقالت الدراسة إنه يمكن لكبار المقاولين تحمل الأزمة بشكل أفضل ولكنهم لا يزالون بحاجة إلى التطور للاستمرار في العمل، كما سيحتاج المقاولون إلى إعادة التوازن إلى مجموعة مشاريعهم للاستمرار في العمل، والتقييم المستمر للاستفادة من الاندماج والاستحواذ بين الشركات، فيما قد تواجه الشركات التي لديها مستوى مرتفع من الديون واحتياطيات نقدية منخفضة أزمة في السيولة، كما توقعت تراجع التدويل مع فرض المزيد من القيود على الشركات الأجنبية.

التكامل الرأسي

أبانت الدراسة أن قطاع البناء سيصبح أكثر تكاملاً رأسياً وذلك للسعي لتحقيق رقابة وكفاءة أعلى، بما في ذلك وضع تدابير عدة مثل تطبيق العمالة المباشرة بدلاً من المقاولين من الباطن، وتصنيع المواد بالقرب من المنزل، والانتقال من البناء على التجميع بالنسبة للمنشآت الصناعية.

تحديات تواجه قطاع البناء

* صغار المقاولين الأكثر تضررا وسيضطر كثيرون للخروج من السوق

* صعوبة تكيف شركات صغيرة ومتوسطة مع قطاع المقاولات المعتمد على التكنولوجيا

* يمكن لكبار المقاولين تحمل الأزمة لكنهم لا يزالون بحاجة إلى التطور للاستمرار في العمل

* ديون واحتياطيات نقدية منخفضة قد تسبب أزمة في السيولة

* يحتاج المقاولون إلى إعادة التوازن لمجموعة مشاريعهم للاستمرار في العمل

* الحاجة إلى التقييم المستمر للاستفادة من الاندماج والاستحواذ بين الشركات