أضحت منظمة الصحة العالمية حديث المجتمعات نتيجة بياناتها المتناقضة تجاه جائحة كورونا covid-19، وتسببت في الذعر لاحقا بعد أن تجاهلت إعلان كورونا وباء عالميا. "الوطن" رصدت أبرز المعلومات والتصريحات والبيانات المتناقضة التي تسببت في عدم ثقة المعنيين وكذلك الشعوب في هذه المنظمة.

فبين تأخر منظمة الصحة العالمية بالإعلان عن فيروس كورونا منذ أول ظهور له في الصين في 17 نوفمبر 2019 (قبل الإعلان الرسمي بأكثر من شهر) الأمر الذي أدى لتفشيه بسبب سفر الصينيين المصابين للخارج في ظل إنكار صيني لوجود وباء، وعدم أخذ الدول احتياطاتها الوقائية مبكرا، وحتى بلوغ الأزمة ذروتها، ناقضت المنظمة نفسها مرارا وتخبطت في نشر 9 بيانات ومعلومات طبية كانت خاطئة أو غير دقيقة.

كورونا ليس وباء


قالت مديرة قسم مكافحة الأمراض الوبائية في منظمة الصحة العالمية سيلفيا برياند في تاريخ 4 فبراير 2020، في مؤتمر صحفي في مقر المنظمة في جنيف، إن فيروس كورونا الجديد "لا يمثل وباءً عالميا".

وأوضحت مديرة قسم مكافحة الأمراض الوبائية في المنظمة، العائدة من الصين، لمتابعة الإجراءات الصحية التي تتخذها السلطات لمواجهة انتشار المرض، إنه "من الصعب احتواء الفيروس بسبب الحركة الجماهيرية العالمية"، لكنها عبرت عن أملها في أن توقف التدابير الصحية المتبعة حاليا، انتقال الفيروس. وأضافت سيلفي برياند: إن الفيروس لا يمثل وباء عالميا، والمنظمة تعمل على إخماد انتقال العدوى في كل البؤر التي ظهرت فيها".

من الممكن السيطرة على كورونا

في 11 مارس 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن فيروس كورونا الذي يتفشى حول العالم بات "وباء عالميا"، لكنها أكدت أنه لا يزال من الممكن "السيطرة عليه".

كورونا أصبح جائحة

بعد أن كان فيروس كورونا عبارة عن وباء، أصبح لاحقا "جائحة"، وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في ذات الوقت (11 مارس 2020): "نحن قلقون للغاية إزاء مستويات التفشي المقلقة وخطورتها، وكذلك أيضا إزاء مستويات انعدام التحرك المقلقة في العالم". وأضاف "يمكن تصنيف كوفيد-19 الآن على أنه جائحة لم يسبق مطلقا أن شهدنا انتشار جائحة بسبب فيروس كورونا".

لا يمكن السيطرة على كورونا

لاحقا وفي 20 مايو تحديدا ناقضت المنظمة نفسها مجددا بعد أن أكدت سابقاً أن الفيروس "يمكن السيطرة عليه"، لتقول إن "فيروس كورونا الجديد" قد يرافقنا طويلا، تماما كما فعلت فيروسات قبله، وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بالمنظمة مايك ريان: "من المهم أن نطرح هذا الكلام: هذا الفيروس قد يصبح مجرد فيروس آخر متوطن في مجتمعاتنا، قد لا يختفي هذا الفيروس أبداً".

من الصعب إنتاج لقاحات

حذرت منظمة الصحة العالمية في 12 مايو 2020 من أن كورونا تصنف كفيروسات "محيرة للغاية"، مشيرة إلى أنه "من الصعب إنتاج لقاحات مضادة لها". وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارجريت هاريس في مؤتمر افتراضي: "لدينا بعض العلاجات التي يبدو وهي في المراحل المبكرة جدا أنها تحد من خطورة أو طول المرض، لكن ليس لدينا شيء يمكنه أن يقضي على الفيروس أو يوقفه". وأوضحت هاريس أن المنظمة تركز على "معرفة المزيد بشأن 4 أو 5 من أبرز سبل العلاج الواعدة".

تطوير 100 لقاح

في نفس يوم إعلان مارجريت بأنه "من الصعب إنتاج لقاحات مضادة لكورونا"، أكد مدير الطوارئ الصحية الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية الدكتور ريتشارد برنان، أن هناك اختبارا لـ 4 أدوية حديثة تمكننا من علاج "كوفيد- 19"، مشيرا إلى تطوير "100 لقاح لفيروس كورونا" بينهم 8 لقاحات دخلت مرحلة التجارب السريرية.

الفيروس لا ينتقل بين الأشخاص

وفي إطار ذات المؤتمر الذي تحدثت فيه مارجريت ذلك الحين، عندما سئلت عن الفشل في احتواء الوباء في كل من الولايات المتحدة والبرازيل، قالت: إن التحذيرات التي أطلقناها منذ البداية لم يتم التعامل معها بالجدية اللازمة، رغم أن المنظمة غردت عبر حسابها الرسمي في تويتر بتاريخ 14 يناير 2020 قائلة: "لم تجد التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات الصينية أي دليل واضح على انتقال العدوى من شخص إلى آخر." وكان ما ذكرته المنظمة في تغريدتها هو نقلا حرفيا لما جاء في "النشرة العامة للجنة الصحة في ووهان" قد نشرت في نفس اليوم بيانا قالت فيه: "لم نجد دليلا على انتقال العدوى من شخص لآخر".

الاعتراف بالخطأ وتصحيح المعلومة

استغرقت منظمة الصحة أسبوعا آخر للتصريح بعكس تلك المعلومات الخاطئة التي بينت أن الفيروس لا ينتقل من شخص لآخر. فيما تهكم مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الدكتور أنتوني فوتشي قائلاً: "لا نعلم من نقل لنا معلومة أن كورونا ينتقل من الحيوان للإنسان وليس من الإنسان للإنسان".

وكانت دراسة أجرتها جامعة ساوثامبتون أشارت إلى أن عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي كان يمكن أن ينخفض بنسبة 95% لو تحركت المنظمة والصين لاحتواء الفيروس قبل ثلاثة أسابيع.

الإعلان الرسمي بعد خسارة أسبوع

لاحقا في 23 يناير ناقشت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية ما إذا كانت ستحذر دول العالم من فيروس Covid-19 تزامنا مع انتشاره بالفعل في عديد من الدول، وكان من شأن مثل هذا الإعلان لو كان مبكرا استعداد دول العالم بشكل أفضل لحصر تفشي الوباء وأخذ التدابير مبكرا، إذ كان ينبغي أن يكون قرارا سهلا رغم اعتراضات بكين، فيما سافر المدير العام للمنظمة تيدروس غيبريسوس إلى الصين، وأصدر الإعلان في 30 يناير وخسر أسبوعا من الوقت الثمين.

انتقال الفيروس عبر الأسطح

من التخبطات والانتقادات التي وجهت للمنظمة لاحقا، زعمها في تاريخ 16 مايو 2020 أنه لم يثبت حتى الآن إمكانية انتقال الفيروس إلى الأشخاص من خلال ملامسة الأسطح التي يوجد عليها الفيروس، مثل مقابض الأبواب ولوحات المفاتيح، وقالت: ومع ذلك، من المستحسن ضرورة تعقيم الأشياء وفقاً للمبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة الأممية.

تناقض واضح

رغم نفي المنظمة احتماليات نقل الوباء عن طريق الأسطح، إلا أنها نشرت نقيض ذلك في صفحتها التعريفية بالوباء على موقعها الرسمي، وقالت: "لذلك من المهم الحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل (3 أقدام) من الآخرين، وقد تحط هذه القطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص، مثل الطاولات ومقابض الأبواب ودرابزين السلالم، ويمكن حينها أن يصاب الناس بالعدوى عند ملامستهم هذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس أعينهم أو أنفهم أو فمهم، لذلك من المهم المواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون أو تنظيفهما بمطهر كحولي لفرك اليدين". وأكدت أن المرض ينتشر بشكل أساسي من شخص إلى شخص عن طريق القُطيرات الصغيرة التي يفرزها الشخص المصاب بكوفيد-19 من أنفه أو فمه عندما يسعل أو يعطس أو يتكلم.

دواء الملاريا لا يساعد

في 20 مايو 2020 حذرت المنظمة، من أن أدوية الملاريا التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب "لا يبدو أنها تساعد في مكافحة فيروس كورونا "كوفيد- 19". وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايك رايان، عن عقاري هيدروكسي كلوروكوين، وكلوروكين، إنهما ليسا فاعلين في علاج أو الوقاية من فيروس كورونا.

المنظمة توقف دواء الملاريا

بعد أن أشرفت المنظمة في 23 مايو 2020 على المجموعة التنفيذية للتجربة السريرية، قررت تطبيق وقف مؤقت على استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين في إطار التجربة بسبب المخاوف التي أثيرت بشأن سلامة العقار. قائلة إن هذا القرار أتخذ كإجراء احترازي ريثما يجري استعراض بيانات السلامة من قبل لجنة سلامة البيانات والرصد المعنية بتجربة التضامن.

المنظمة تتراجع وتفسح دواء الملاريا

في 3 يونيو 2020، تراجعت المنظمة عن قرارها وأعلن المدير العام للمنظمة أنه استنادا إلى البيانات المتاحة عن الوفيات، فقد أوصى أعضاء اللجنة بأن ما من أسباب تدعو لتعديل بروتوكول التجربة.

عدم ارتداء الكمامة

تمسكت منظمة الصحة العالمية في 30 مارس 2020، بتوصيتها حول عدم ارتداء الكمامة إلا في حال إصابة الشخص بفيروس كورونا الجديد أو في حال رعايته لشخص مصاب.

وقال المدير التنفيذي للمنظمة، مايك ريان: "لا يوجد دليل محدد يثبت أن ارتداء الكمامات في أماكن التجمعات يحمل منفعة محتملة، في الحقيقة، فإن بعض الأدلة أثبتت العكس في حال عدم استخدام الكمامات أو لبسها بالطريقة الصحيحة".

وأضاف المدير التنفيذي للمنظمة قائلا إن العالم يعاني "نقصا حادا" في الكمامات والمعدات الطبية الأخرى، وتابع قائلا: "الأشخاص الأكثر تعرضا للخطر من الفيروس هم العاملون في القطاع الصحي في الخطوط الأمامية، فهم عرضة للفيروس في كل ثانية كل يوم، وفكرة عدم امتلاكهم كمامات مرعبة".

توصية بارتداء الكمامة

وفي 6 يونيو 2020 غيرت منظمة الصحة العالمية موقفها إزاء الكمامات ولحقت بالاتجاه العالمي عندما أوصت باستخدامها في الأماكن العامة المزدحمة لوقف عدوى فيروس كورونا (كوفيد-19)، وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "مع ذلك يمكن للكمامات أن تخلق إحساسا زائفا بالأمان".

وحذر من أن الكمامات لا يمكن أن تحل محل نظافة اليدين، والتباعد الجسدي أو تعقب المرضى واتصالاتهم الاجتماعية، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. وأضاف تيدروس: "لا أستطيع أن أقول هذا بشكل واضح بما فيه الكفاية: الكمامات وحدها لن تحميك من كوفيد- 19".

ولم تحث منظمة الصحة العالمية على الاستخدام الجماعي للكمامات في إرشاداتها السابقة حول هذا الموضوع في أوائل أبريل. فبعدما قالت في السابق إنه لا يوجد دليل يدعم أو يدحض استخدام الأصحاء للكمامات لدرء خطر كورونا، أصدرت المنظمة توصية بارتداء الكمامات، محددة الأنواع الأفضل منها.

وقالت المنظمة أيضاً إن المبادئ التوجيهية تشير إلى دراسة أظهرت أن الفيروس يمكن أن يظل باقياً على السطح الخارجي للقناع الواقي (الكمامة الطبية) لمدة تصل إلى سبعة أيام. وتداركت قائلة: ينبغي أيضاً النظر إلى الدراسات المتعلقة بقدرة الفيروس على البقاء، بشيء من الشك، حيث إن مثل هذه الدراسات أُجريت في مختبرات لا علاقة لها كثيراً بظروف العالم الواقعي.

ونشرت المنظمة، تحديثا لإرشاداتها شمل توصية للحكومات بمطالبة الناس بارتداء كمامات الوجه، المصنوعة من القماش في الأماكن العامة، للمساعدة في الحد من انتشار وباء كوفيد-19. وشددت في توجيهات جديدة مدعومة بنتائج دراسات أجريت على أن كمامات الوجه، ما هي إلا واحدة من مجموعة من الأدوات التي تقلل خطر انتشار الفيروس.

تجنب الأماكن المزدحمة

رغم تشديد المنظمة عبر موقعها الرسمي بتجنب الأماكن المزدحمة نظرا لأنه عندما يحتشد الناس في أماكن مكتظة تزداد احتمالات مخالطة شخص مصاب بمرض كوفيد-19 ويصعب الحفاظ على مسافة متر واحد (3 أقدام) بينك وبين الآخرين. إلا أن مدير منظمة الصحة العالمية تدروس أدهانوم دعم الاحتجاجات التي تشهدها أمريكا على خلفية مقتل جورج فلويد، داعيا المتظاهرين لارتداء الكمامات، وفقا لما قاله في إيجاز صحفي قدمه في مدينة جنيف السويسرية بتاريخ 8 يونيو 2020: "تدعم المنظمة الحركة ضد العنصرية حول العالم، بشكل كامل، نرفض التمييز بأشكاله كافة، ونحث جميع المتظاهرين حول العالم للقيام بذلك بشكل آمن".

المنظمة تحث على الازدحام

تابع المدير العام للمنظمة قائلا: "قدر الإمكان، ابقوا على مسافة متر من الآخرين، عقموا أيديكم، غطوا أفواهكم عند السعال، وضعوا الكمامة إذا شاركتم بالاحتجاجات، نذكر الجميع بضرورة البقاء في المنزل إذا شعرتم بالمرض وتواصلوا مع مقدمي الرعاية الصحية".