يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يوم غد الجمعة 2011/8/19 حفل وضع حجر الأساس لمشروع توسعة المسجد الحرام التي أمر بها والتي تعد أضخم توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين وذلك استكمالاً لما بدأه الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن .
ويهدف المشروع إلى تطوير مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية، ونظرا لضخامة المشروع وتنوع أبعاده فقد تم تقسيمه إلى 3 أقسام القسم الأول يهدف إلى توسعة مبنى الحرم المكي بقصد استيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين ليصل إلى مليوني مصل في وقت واحد، أما القسم الثاني فيهدف إلى توسعة وتطوير الساحات الخارجية للحرم المكي التي تضم دورات مياه وممرات وأنفاق، إضافة إلى مرافق أخرى مساندة ومن شأن ذلك تسهيل دخول وخروج المصلين وزوار بيت الله الحرام، في حين يهدف القسم الثالث إلى تطوير منطقة الخدمات التي تعد إحدى أهم المرافق المساندة التي تشمل محطات التكييف، ومحطات الكهرباء، إضافة إلى محطات المياه وغيرها من المحطات التي تقدم الدعم لمنطقة الحرم.
وينطلق مشروع التوسعة الذي يعد الأكبر في تاريخ الحرمين الشريفين من حدود الجهة الشمالية للمسجد الحرام وتضم أجزاءً من الأحياء القديمة المحاذية للحرم من ذات الجهة مثل بعض الأجزاء من أحياء المدعى والشامية والقرارة، إضافة إلى المنطقة الممتدة من حي المدعى في الشمال الشرقي من المسجد الحرام إلى حي الشامية وحارة الباب في الجزء الشمالي الغربي من الحرم.
وتبدأ التوسعة من شارع المسجد الحرام شرقاً وتتجه على شكل هلال حتى شارع خالد بن الوليد غرباً في الشبيكة، إضافة إلى شارع المدعى وأبي سفيان والراقوبة، وعبدالله بن الزبير في الشامية، إضافة إلى جزء من جبل هندي وإلى شارع جبل الكعبة.
كما يرعى خادم الحرمين الشريفين حفل تدشين ساعة مكة التي أمر بتنفيذها وتعد تحفة معمارية فريدة سُخرت لها أفضل القدرات الهندسية في العالم لوضع تصاميمها، ونُفذت بأيدي أمهر الصُناع حتى باتت على صورتها الحالية أكبر ساعة في العالم ينساب الأذان منها عذباً رقراقاً صافياً موصلاً رسالة التسامح والصفاء والدعوة إلى العبادة 5 مرات في اليوم.
ولساعة مكة المكرمة خصوصيتها وتميزها إذ تجاوزت جميع الأرقام القياسية السابقة في صناعة الساعات عبر التاريخ، إضافة إلى مكانها بجانب المسجد الحرام أطهر بقعة على وجه الأرض ومهوى أفئدة المسلمين، كما أن ضخامتها تجعل من مشاهدتها في أي مكان في العاصمة المقدسة أمراً سهلاً وممكناً، بالإضافة أنه بإمكان المار عبر طريق مكة المكرمة إلى جدة مشاهدتها أيضاً.
وتتكون الساعة من 4 واجهات وقد ركبت على جدران الساعة مخارج ضوئية من الليزر تصدر شعاعاً ضوئياً في المناسبات المختلفة، كالأعياد، إضافة إلى إشارات ضوئية وقت الأذان، كما أن للساعة نظام حماية متكامل ضد العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وأمطار، وتعد ساعة مكة فريدة من نوعها و رائعة من روائع الهندسة والتصميم المتقن، إذ يبلغ وزن كل محرك ما يزيد عن 21 طناً، وعلى هذا النحو فإن محركات ساعة مكة المكرمة تعد أكبر وأثقل المحركات التي تم صنعها حتى الآن كما تقوم الألواح الشمسية بتوليد الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات الساعة، و ترتبط الساعة بالشبكة الكهربائية العامة لمكة المكرمة لتزويدها بطاقة كهربائية إضافية و لكل واجهة من واجهات الساعة الأربع محرك خاص بها مع وجود تطابق في الوقت بينها، يربطهما توقيت مكة المكرمة الذي يأخذ معلوماته من 5 ساعات ذرية عالية الدقة تشكل الجزء الأساسي من مركز توقيت مكة المكرمة و تبلغ أبعاد الجهة الواحدة من ساعة مكة المكرمة 43 متراً عرضاً في 43 متراً ارتفاعا، ويبلغ ارتفاع برج الساعة قرابة 250 متراً يبدأ بناؤه من ارتفاع 350 متراً فوق سطح الأرض في قمة البرج رقم 5 من مشروع وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين، ليصل مجمل ارتفاع ساعة مكة المكرمة إلى 601 متر.
وغطيت الساعة الفريدة بأكثر من 98 مليون قطعة من الفسيفساء الزجاجية الملونة، إضافة إلى أكثر من 2 مليون وحدة ضوئية من نوع LED بغرض الإضاءة، مع تغطيتها ب 430 متراً مربعاً من الألياف الكربونية المطورة.
وقد تم تطوير خليط من مادة البرونز وفق خاصية تناسب صناعة التروس حيث تم صب خليط البرونز بأسلوب الصب المستمر ثم تقطيعه حسب الحجم المطلوب، و تشكيله بصورة تقريبية وفق المقاييس النهائية وهو لا يزال عند درجة حرارة 50 درجة مئوية، وخلال عملية التشكيل تصل الآلات إلى دقة قياس +/ 3- ملم، وبعد ذلك يتم ضبط التروس بدقة عالية عندما يتم تحجيم الأجزاء بشكلها النهائي. كما يتم مراقبة جميع مراحل العمل بأجهزة قياس إلكترونية لضمان دقة تصنيع كل جزء من أجزاء الساعة على حدة.
وتتكون سلسلة مسننات التروس وأسنان التروس البرونزية المواجهة لها من الفولاذ المقوى خصيصاً، وبالرغم من حجمها الكبير إلا أن التروس يتم تعشيقها داخل سلسلة المسننات، وتسهم هذه الدقة العالية لتعشيق التروس في جعل الأجزاء المتحركة تتحرك بأقل قدر من الاحتكاك، ويشغل كلاً من عقرب الساعات وعقرب الدقائق محركين منفصلين ضمن وحدة التشغيل تزن أكثر من 21 طنا، مما يجعلها أكبر وأثقل وحدة تشغيل لساعة على الإطلاق، وتدير الساعة 4 وحدات تشغيل، لكل وجه وحدة منفصلة بحيث تستقبل الأربع وحدات الإشارة نفسها في الوقت نفسه ويديرها أحدث نظام ذري في العالم، كما يعد الهلال الموجود على قمة الساعة الأكبر في العالم حيث يبلغ قطره 23 متراً ، كما يبلغ طول حرف الألف الموجود في كلمة "الله أكبر" في أعلى الساعة أكثر من 23 متراً.
ويتم رفع الأذان من أعلى ساعة مكة المكرمة بواسطة أقوى نظام صوتي من نوعه على الإطلاق، وتضاء أثناء الأذان 21.000 وحدة ضوئية باللونين الأبيض والأخضر تستخدم لتعزيز الرؤية في جميع أنحاء منطقة مكة المكرمة حيث تتم إضاءة 24 قضيب متحرك، و800 قضيب ثابت.
ومن المشروعات التطويرية التي أمر بتنفيذها مشروع توسعة المسعى حيث تعد توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزآل سعود للمسعى أكبر توسعة يشهدها المسعى في تاريخه في مشروع متميز يهدف إلى تسهيل مناسك الحجاج والمعتمرين مراعياً الاعتبارات الشرعية والجغرافية .
وجاءت التوسعة الجديدة لتضاف إلى إنجازات سابقة فقد زاد عرض المسعى الكلي إلى الضعف، فبعد أن كان عرض المسعى 20 متراً تمت توسعته ليصل إلى 40 متراً، مستغلاً المساحات الملاصقة للحرم، وبلغ عدد الطوابق 4 طوابق بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألف متر مربع، بعد أن كانت المساحة الإجمالية تقارب 29 ألف متر مربع، أي بزيادة تجاوزت 43 ألف متر مربع قبل التوسعة ، فيما تبلغ مسطحات البناء الإجمالية بكافة الأدوار لمناطق السعي والخدمات حوالي 125 ألف متر مربع، وهو ما يعني بالتأكيد تخفيف الازدحام بشكل ملحوظ، وبالتالي ضمان سلامة الحجاج والمعتمرين.
ويوفر هذا الإنجاز الكبير لزوار بيت الله الحرام 3 أدوار و 4 مناسيب للسعي تتصل مباشرة بأدوار التوسعة السعودية الأولى للحرم، فيما يرتفع دور سطح المسعى الجديد عن أدوار الحرم الحالي، ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم متحركة ومصاعد، إضافة إلى 3 جسور علوية وممر للجنائز من قبو المسعى إلى الساحة الشرقية عبر منحدر ذو ميول مناسبة لتوفير الراحة، واشتمل المشروع على توسعة منطقتي الصفا والمروة بشكل يتناسب مع التوسعة العرضية والرأسية، وتركيب 4 سلالم كهربائية جديدة من جهة المروة، لنقل الزوار خارج المسعى، حتى يتمكن الحجاج والمعتمرون من الخروج بيسر بعد الفراغ من نسكهم ، كما تؤمن التوسعة الجديدة ممرات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى توفير مناطق للتجمع عند منطقتي الصفا والمروة .
ومن المشروعات التي أمر بتنفيذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لخدمة الحرمين الشريفين مشروع وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين حيث يعد الوقف الواقع بجوار الحرم أكبر مبنى سكني وتجاري في العالم من حيث المساحة المبنية التي تبلغ 1.5 مليون متراً مربعاً ، كما أنه ثاني أعلى مبنى في العالم ويشتمل المشروع على مواقف كبيرة للسيارات مرتبطة بالأنفاق الأرضية تحت المبنى وخزانات لتأمين المياه تزيد سعتها عن،53000 متر مكعب لضمان توفير المياه، خصوصا في أوقات الذروة، كما يشتمل على الاحتياجات الإضافية اللازمة لشبكة مكافحة الحريق التي يجب أن تكون متوفرة على مدار الساعة ، كما تم ربط الأبراج السكنية فيما بينها عبر جسور على ارتفاعات مختلفة للتنقل ما بين الأبراج ولاستعمالها للإخلاء السريع عند الطوارئ.
كما يتضمن الوقف نظام تكييف مركزي صمم في مبنى منفصل على بعد أكثر من كيلومتر عن المشروع، و ذلك لتجنب الضوضاء الناتجة عن تشغيل المبردات كما أن مباني الوقف مزودة بنظام تحكم ومراقبة لعمل الأجهزة الأساسية بما فيها المضخات والمراوح والمعدات الكهربائية و ذلك لمراقبة عملها وتامين الخيارات البديلة في حال تعطله ، وروعي في مباني وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين إبراز النواحي الجمالية، والمحافظة على البيئة والطابع المعماري للمنطقة المحيطة ، فواجهات مباني الوقف ترسم الطابع المعماري الإسلامي بشكل يليق بأهمية المشروع وموقعه قرب المسجد الحرام.
ويعد الوقف مدينة متكاملة الخدمات إذ يحتوي على سبعة أبراج سكنية يشمل كل برج منها على فندق وشقق فاخرة مفروشة وأجنحة من جميع المستويات، إضافة إلى مجمع تجاري وأسواق مركزية ومنطقة مطاعم ، وفرض حجم المجمع الهائل والأعداد الكبيرة من الضيوف والزوار والنزلاء توفير مصاعد وسلالم كهربائية عديدة حتى يتسنى للجميع الحركة بكل سهولة ويسر والوصول إلى الحرم بسرعة، وذلك عبر 412 مصعداً في الأبراج تتحرك معظمها بسرعة ستة أمتار في الثانية، فضلاً عن 140 سلماً كهربائياً.
ويحتضن المشروع مباني الوقف للحرمين الشريفين ومركزاً ثقافياً، بالإضافة إلى مركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لدراسة ومتابعة منازل القمر، ومركز أبحاث علوم الفلك، ومركز رصد فلكي، ومهبطين للطائرات العمودية على اتصال مباشر بجميع الأبراج السكنية ، كما يضم مركزاً طبياً متكاملاً ، فضلاً عن تجهيز مقر للمؤتمرات بطاقة استيعابية تبلغ 1500 شخص، ومحطات خاصة للحافلات، بالإضافة إلى توفير أحدث وسائل الأمن والسلامة باستخدام النظام المتكامل للإنذار المبكر ومكافحة الحريق وزود المشروع بمحطتين لمعالجة مياه الصرف وإعادة استعمالها في دورات المياه.
ومن المشروعات الحيوية التي حرص على تنفيذها لخدمة حجاج بيت الله بالمشاعر المقدسة مشروع جسر الجمرات وتطوير منطقة الجمرات الذي بلغت تكاليفه أكثر من 4 مليار و200 مليون ريال وتمت الاستفادة منه بالكامل خلال موسم الحج الماضي وتبلغ طاقته الاستيعابية له 300 ألف حاج في الساعة ويبلغ طول الجسر 950 مترا وعرضه 80 مترا وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك و يتكون من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة ويبلغ ارتفاع الدور الواحد اثني عشر مترا ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي ، ويشتمل المشروع على 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة، وأنفاق أرضية.
ويشتمل مشروع منطقة الجمرات إضافة إلى الجسر تنفيذ مشروعات جديدة في المنطقة تمثلت في إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات منها 3 من الناحية الجنوبية و3 من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج، ومما ساعد على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام، ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ ، وكذلك روعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج وازدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر ومنطقة الجمرات كما يحتوى المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر ومخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات.
ومن المشروعات التي أمر بتنفيذها بالمشاعر المقدسة مشروع قطار المشاعر المقدسة لنقل الحجاج بين مناطق المشاعر حيث جاءت فكرة القطار محاولة لتلافي مشاكل النقل الحالية وازدحام المشاعر بالحافلات ووسائل النقل الأخرى، كما أن الاختناقات المرورية كانت إحدى مظاهر الحج السنوية ، رغم الجهود الواضحة التي تبذلها الجهات المختصة لتلافيها ، إلا أن محدودية المكان وكثرة الحجاج ووسائل النقل، جعلت تلافي الاختناقات المرورية أمراً أشبه بالمستحيل، إذ تعد المشاعر المقدسة وقت الحج أكثر الأماكن كثافة بشرية في العالم ، لذا وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية والقروية آنذاك بإيجاد حل لمشكلة الازدحام المروري بالمشاعر وقد أقر - حفظه الله - إنشاء مشروع نقل متكامل يلغي الازدحام المروري والتلوث البيئي على أعلى المواصفات العالمية، وفي أسرع وقت ممكن. ويهدف استخدام قطار المشاعر إلى نقل نصف مليون حاج خلال 6 ساعات فقط من عرفات إلى مزدلفة، وهي عملية تفويج تعد ضمن أضخم عمليات التفويج في العالم ، ويربط القطار مشعر منى بمزدلفة وعرفات مروراً بالجمرات ، كما يهدف إلى تقليص الاعتماد على الحافلات في التنقل بين المشاعر، إذ سيغني عن استخدام أكثر من 30000 حافلة ، كما يهدف إلى رفع مستوى الأمان أثناء عملية التنقل بين المشاعر.
ويمر القطار بثلاث محطات مختلفة في مشعر عرفات، وينتقل بعدها ليمر بثلاث محطات أخرى في مزدلفة، وبعد ذلك يتوقف في المحطة الأولى في أول مشعر منى، ثم وسطه ، فيما تكون محطته الأخيرة عند الدور الرابع في منشأة جسر الجمرات، ويتميز القطار بقربه من المستخدمين له على طول الخط على مسافة 300 متراً من الجانبين ، وهو خط مزدوج مرتفع عن الأرض وكذلك المحطات ، كما يراعي القطار جغرافية الأرض وعدم المساس بمجاري السيول والأودية ، ويوفر المشروع أيضاً ساحتين للانتظار في كل محطة تستوعب الواحدة منها ثلاثة آلاف حاج، وساحة انتظار ثالثة أسفل المحطة لتفويج الحجاج تباعاً ، كما أن هذه الساحات مزودة جميعها بوسائل للسلامة، وأخرى لتلطيف الجو.
وسيؤدي استعمال القطار إلى الاستغناء عن 30 ألف حافلة ومركبة حيث يبلغ طول مسار القطار 20 كيلومتر ويبلغ عدد العاملين بالمشروع 25 ألف عامل وساعات العمل يومياً 24 ساعة ويبلغ طول المحطة الواحدة 30 متراً والطاقة الاستيعابية 72 ألف حاج/ساعة وعدد القطارات 20 قطاراً وعدد العربات في القطار الواحد 12 عربة طول العربة 250 متراً و طاقة العربة 250 حاجاً وسرعة القطار 80 - 120 كم/الساعة وسيتم خلال موسم حج هذا العام الاستفادة من هذا المشروع بكامل طاقته الاستيعابية.
ومن المشروعات التي نفذت بتوجيه خادم الحرمين بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة مشروع مظلات الساحات الذي يعد من أبرز مشروعات التوسعة للمسجد النبوي في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حيث تقي 200 ألف مصل من لهيب الشمس.
ويعد مشروع تركيب المظلات الواقية من أبرز المشروعات المعتمدة لتوسعة الحرم النبوي وذلك بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أثناء زيارته للمدينة المنورة بعد توليه مقاليد الحكم حيث أمر باعتماد استكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي ، وتشمل تركيب 68 مظلة إضافية تضاف إلى 182 مظلة موجودة أصلاً ليصبح إجمالي عدد المظلات 250 مظلة تغطي جميع ساحات المسجد لوقاية المصلين والزائرين من حرارة الشمس ومخاطر الأمطار، وخاصة حوادث الانزلاق .
وتمتاز المظلات بأنها تفتح آلياً عند الحاجة لها حيث تغطي المظلة الواحدة 576 متراً مربعاً، وهي مجهزة بأنظمة لتصريف السيول، ونظام للإنارة، وتتكون المظلة من إطار وهيكل حديدي وثماني أذرع متحركة تم صنعها من مقاطع خاصة من الفولاذ عالي المقاومة، أما أغطية المظلة فهي من الألياف الزجاجية المكسوة بزخارف من الزجاج الصخري لحماية نسيجها عند الإغلاق ، إضافة إلى دورها العملي لراحة المصلين حيث أضفت هذه المظلات على الساحات رونقاً وجمالاً.
وتم تركيب المظلات على أعمدة الساحات المحيطة بالمسجد النبوي لتغطي مساحة104000 متراً مربعاً من جهاته الثلاث، مع تظليل مسارين في الجهة الجنوبية يسير تحتها الزوار والمصلين، وقد صممت المظلات بارتفاعين مختلفين بحيث تعلو الواحدة الأخرى على شكل مجموعات لتكون متداخلة فيما بينها، ويتساوى ارتفاع جميع المظلات في حالة الإغلاق ليبلغ أكثر من 21 متراً ، وقد نالت الساحة الشرقية نصيبها من التوسعة الجديدة للحرم النبوي الشريف الأمر الذي أسهم في تغيير معالم الحركة لتصبح أكثر انسيابية وراحة، حيث وفرت مساحات شاسعة أمام مرتاديها، تقدر بنحو30500 متراً مربعاً، وهي مبلطة بنفس أنواع وألوان الرخام والجرانيت للساحة الأساسية، وبالنسق المعماري نفسه، لتستوعب ما يزيد عن 70000 مصل.
ويتكون نسيج المظلة من التفلون المقاوم للاشتعال، والعوامل الجوية، والأشعة فوق البنفسجية، وقد تم تثبيت المظلات على أعمدة إنارة تتألف من أنبوب معدني من الحديد عالي المقاومة بارتفاع نحو 650 متر مثبت على قواعد خرسانية، كما أن أعمدة الإنارة وقواعدها مكسوة بالجرانيت، أما الأجزاء العليا منها فمكسوة بالحجر الصناعي، وقد زود عامود الإنارة الواحد من أعلاه بأربع وحدات إنارة بها عواكس متطورة ذات مقرنصات توزع الضوء بشكل قوي منتظم يمنع حدوث وهج على أعين الناظرين، فضلا عن أن وحدات الإنارة قد تم تغليفها بالنحاس.
وشمل مشروع التوسعة تنفيذ ثلاثة أنفاق لربط مواقف السيارات بالمسجد النبوي بطريق الملك فيصل (الدائري الأول) كما تضمن المشروع استكمال طريق الملك فيصل الدائري وأنفاق المشاة الشمالية والجنوبية وعددها سبعة، واستكمال تنفيذ الشوارع والأرصفة والإنارة الدائمة في المنطقة المركزية .