الأمم المتحدة
ورغم فشلها المتكرر في إيجاد حل للأزمة، أعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن تشجيع الأمين العام للأمم المتحدة أنطوينو جوتيريش الدعوات الأخيرة من جانب القادة الليبيين لاستئناف المحادثات بهدف إنهاء القتال والانقسام، لافتا إلى أن ذلك يمهد الطريق لحل سياسي شامل.
وأضاف دوجاريك أنه من أجل استئناف المحادثات بشكل جدي يجب إسكات الأسلحة، مرحبا بدعوات الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية في الأيام الأخيرة من أجل الوقف الفوري للأعمال العدائية في ليبيا.
ولفت إلى أن الحركات العسكرية الأخيرة في طرابلس الكبرى وترهونة أدت إلى موجات جديدة من النزوح والمعاناة لأكثر من 16 ألف ليبي في الأيام القليلة الماضية فقط، وأن حوالي 18 ألفا و500 شخص نزحوا حديثا في نهاية الأسبوع الماضي من ترهونة وسرت بعد استيلاء ترهونة من قبل القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، وتحسبا لمزيد من التقدم في سرت.
الحراك الوطني من أجل ليبيا
بدوره أعلن الحراك الوطني من أجل ليبيا في بيان له تأييده إعلان القاهرة، ووجه الشكر لمصر قيادة وشعبا على إطلاقها لهذه المبادرة، مطالبا بإنفاذ بنودها فورا، بدءا بوقف إطلاق النار الذي فات الموعد المعلن عنه.
كما طالب البيان أيضا بإخراج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، وحصر حمل السلاح في يد جيش موحد وشرطة موحدة، وتوحيد المؤسسات السيادية، وصولا إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية تجدّد الشرعية في البلاد.
وشدد الحراك في ختام بيانه على ضرورة التصدي للإرهاب وداعميه، ودعمه الاعتدال والوسطية والتّراحم. الموقعون: رئاسة الحراك الوطني من أجل ليبيا عن أعضائه: الشيخ فرج بوحسن العبيدي، الشيخ إبراهيم أبوبكر نصر المقرحي، الشيخ مولاي قديدي، الشيخ إبراهيم علي حامد الحضيري، مقرر الحراك د. علي أحمودة حسن مسعود، منسق العلاقات الخارجية د. عارف علي النايض.
مؤامرة تركية
وكشفت تقارير دولية أن تركيا تقود مؤامرات عابرة للحدود في دول عدة من بينها ليبيا، فبعد سنوات من دعم الميليشيات سرا قررت تركيا التدخل عسكريا في ليبيا في نوفمبر الماضي، وأرسل إردوغان مرتزقة سوريين إلى طرابلس ومصراتة بذريعة دعم قوات مجلس الوفاق الليبي، التدخل التركي أدى إلى تعقيد المشهد وفتح بدوره الباب إعادة تنظيم صفوف معسكر الإرهاب.
وكانت تقارير غربية فضحت مؤامرة إردوغان. وأجمعت التقارير أن النفط وثروات غاز المتوسط فقط وراء المغامرة التركية، وحذرت المؤسسات الليبية ممثلة في مجلس النواب من خطورة الدور التركي. فيما طرح رئيس البرلمان مبادرة لحل الأزمة وإخراج المرتزقة السوريين، رفضت تركيا الخروج من المشهد العسكري الليبي.
وسط هذا العبث احتضنت القاهرة إعلان مبادرة ليبية - ليبية تهدف إلى وقف الصراع وتفتح الباب أمام الحل السلمي، ورحبت أطراف دولية وإقليمية بالمبادرة الليبية التي ترعاها القاهرة.
إغلاق حقل الشرارة النفطي
قال مهندس في حقل الشرارة النفطي الليبي، أمس الثلاثاء، إن الحقل العملاق أُغلق مرة أخرى بعد أيام من إعادة تشغيله بعد إغلاق طويل، وإن الجهود جارية لإعادة فتحه مجددا، وقالت مصادر إن قوات موالية لخليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا «الجيش الوطني الليبي» وراء هذا الإغلاق الأحدث، وكانت القوات أغلقت معظم حقول النفط الليبي في يناير الماضي، حفاظا على ثروات البلاد مما أوقف معظم إنتاج ليبيا وحجب إيرادات بمليارات الدولارات.
رفض الوفاق
أعلنت موسكو، أمس، أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اتفق مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو على ضرورة تهيئة الظروف لعملية سلام في ليبيا، والإسراع بتعيين مبعوث أممي، وجاء هذا التطور الذي أوردته الخارجية الروسية بعد يومين على المبادرة المصرية التي طرحت خلالها خطة للسلام تشمل مفاوضات في جنيف، وتشكيل مجلس رئاسي منتخب وحل الفصائل المسلحة، وإخراج جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا.
وتزامن التوافق الروسي - التركي على دعم السلام في ليبيا، مع اتصال هاتفي جرى أول من أمس بين الرئيس المصري ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث أشاد بوتين بالمبادرة المصرية من حيث توقيت طرحها، والإطار الشامل لها الذي يقدم طرحا متكاملا وبناء لتسوية الأزمة.
وكانت الخارجية الروسية قد عبرت أمس أيضا عن أملها في رد إيجابي وسريع لحكومة «الوفاق» في طرابلس.
في سياق متصل، رفض فايز السراج المبادرة المصرية والجلوس مع حفتر على طاولة المفاوضات مع تراجع قوات الأخير، مما سلط الأضواء على دور القوى الخارجية في تغيير موازين القوى على الأرض وقضية المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب حكومة الوفاق.
روسيا بمواجهة تركيا
تعاظم دورا روسيا وتركيا في الملف الليبي في الآونة الأخيرة، ويمكن القول إنهما باتتا تتحكمان بمعظم أوراق الملف الليبي، رغم استمرار أطراف إقليمية في الاضطلاع بأدوار أقل أهمية في هذا الملف، لكن ما يلفت الانتباه هو الدور المتعاظم الذي يلعبه المقاتلون السوريون في الحرب الليبية، والذي بدأ وكأنهم وقود تلك الحرب مع التدخل العسكري التركي في ليبيا، ولم يتوقف الأمر على المقاتلين السوريين الذين يقاتلون إلى جانب حكومة الوفاق، بل برزت مؤخرا تقارير عديدة عن نقل روسيا لمئات المقاتلين السوريين إلى ليبيا للعمل بموجب عقود مع شركة «فاغنر» الأمنية الروسية التي تقاتل وتعمل إلى جانب قوات حفتر، وليس من الواضح حتى الآن المهام التي يتولونها هناك.
هل تصبح ليبيا سورية جديدة؟
قالت صحيفة الجارديان البريطانية في يناير الماضي، إن المرتزقة السوريين وقعوا على عقود مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس للقتال لمدة ستة أشهر إلى جانب قواتها، وإن تركيا تتكفل بنفقات علاج الجرحى وإعادة جثامين القتلى منهم إلى سورية ومنحهم الجنسية التركية في نهاية المدة، الأمر الذي سيعيد تجسيد نموذج الصراعات المختلفة في سورية، فهل تتحول ليبيا إلى سورية جديدة؟