أشهر يوم أمس المجلس الوطني، المنبثق عن الجمعية الوطنية لقوى الثورة السلمية في اليمن في تجمع سياسي ضخم يهدف إلى إسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح.

ففي أجواء من التشديد الأمني حضر المئات من أنصار المعارضة والقوى السياسية المستقلة والمنتمية لمنظمات المجتمع المدني، فعالية إشهار المجلس في إحدى قاعات جامعة صنعاء حيث انتخبت الجمعية أعضاء المجلس الوطني للثورة، المكون من 143 عضوا، بالإضافة إلى إقرار مشروع المجلس الوطني بعد مناقشته وإبداء الملاحظات حوله. ودخل في تمثيل المجلس عدد من الشخصيات السياسية المعارضة والمستقلة في الداخل والخارج، من أبرزهم اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع والمنشق عن الجيش قبل عدة أشهر، وزعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر وشقيقاه حميد وحمير، ورئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي وأمينه العام عبدالوهاب الآنسي، والأمناء العامون للحزب الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان والتنظيم الوحدوي الناصري سلطان العتواني، وأمين عام حزب الرابطة عبدالرحمن الجفري، بالإضافة إلى الرئيس السابق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبوبكر العطاس ووزير الدفاع الأسبق هيثم قاسم طاهر والشيخ طارق الفضلي والشيخ ناجي الشائف وآخرين.

وأكد رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة في كلمة له إن الاجتماع التأسيسي للجمعية الوطنية للثورة السلمية "يمثل خيار البداية لمطالب الثوار في الساحات". وقال إن "وحدة قوى الثورة في هذه اللحظة التاريخية كفيلة وحدها بالعبور بالثورة إلى شاطئ الأمان والتأسيس لليمن الجديد والسلطة التي سترفع عن اليمنيين البؤس وتؤسس لدولة آمنة يسودها العدل والقانون والمواطنة المتساوية وخالية من الفساد والفقر والبطالة والإرهاب". وأشار إلى أن إشهار المجلس الوطني "فرضته اللحظة الثورية والتاريخية الراهنة لتوحيد قرار مكونات الثورة وتوحيد جهودها في مواجهة وإسقاط بقايا الحكم الفردي الأسري".

وأكد باسندوة أن تحديات جمة تنتظر المجلس الوطني. وتابع إن "التغيير الشامل والمنشود لن يتحقق بمجرد الأماني والتغني بالشعارات الجميلة وإنما يتطلب التحلي بالإقدام والتضحيات". وقال إن من بين التحديات التي تقف أمام المجلس الوطني وقوى الثورة "الدخول في خيارات تفكيك بقايا النظام ومهمة المحافظة على الدولة بمعناها التاريخي والسياسي". ومن المتوقع أن يثير إشهار المجلس الوطني حفيظة السلطة حيث أكد نائب وزير الإعلام عبده الجندي في وقت سابق أن إعلانه يعتبر بمثابة "إعلان حرب"، فيما بدا أن الرئيس صالح حشد أنصاره في مؤتمر القبائل أول من أمس لمنع إشهار المجلس الوطني.