يضيق الخناق شيئا فشيئا على النظام السوري، بعد ستة أشهر من تصاعد الاحتجاجات المطالبة برحيله، حيث بدأ البساط السياسي ينسحب من تحت أقدامه عبر تقليص دائرة تحركه السياسي، بسلسلة العقوبات الاقتصادية التي فرضت على بعض رموزه، والعقوبات السياسية التي بدأت باستدعاء بعض الدول لسفرائها من دمشق، وكان آخرها تونس، فيما أعلنت الأمم المتحدة أنها سحبت من سورية نحو 25 من موظفيها الدوليين وعشرات من أفراد عائلاتهم.

وتستعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإصدار إعلان مشترك خلال الأيام المقبلة توقع عليه أيضا دول عربية وتركيا، يتضمن إدانة قوية للمذابح التي ترتكبها قوات الأمن السورية ضد المحتجين وإقرارا لحزمة جديدة من العقوبات التي تنال من قطاع الطاقة السوري.

وقالت تقارير أميركية إن هناك اتفاقا على مدى العقوبات المتوقعة إلا أن تركيا لا تزال تبدي قدرا من التردد في التوقيع على البيان. وتبدي إدارة الرئيس باراك أوباما حذرا في التعامل مع دعوات دفعها إلى إقرار عقوبات لا تؤثر أو المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد فورا دون أن يكون ذلك ممكنا على المدى الزمني المرئي.

أمنيا، استمرت عمليات القتل في اللاذقية وحمـص إذ قـتل أمس 7 أشخاص، فيما استبعدت تركيا إقامة منطقة عازلة مع سورية.




تستعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإصدار إعلان مشترك خلال الأيام المقبلة توقع عليه أيضا دول عربية وتركيا، يتضمن إدانة قوية للمذابح التي ترتكبها قوات الأمن السورية ضد المحتجين وإقرارا لحزمة جديدة من العقوبات التي تنال من قطاع الطاقة السوري. وقالت تقارير أميركية إن هناك اتفاقا على مدى العقوبات المتوقعة إلا أن تركيا لا تزال تبدي قدرا من التردد في التوقيع على البيان. وتبدي إدارة الرئيس باراك أوباما حذرا في التعامل مع دعوات دفعها إلى إقرار عقوبات لا تؤثر أو المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد فورا دون أن يكون ذلك ممكنا على المدى الزمني المرئي. وقال مساعد لعضو بارز في الكونجرس إن من يطالبون أوباما بتشديد موقفه من دمشق في المجلس التشريعي الإميركي "يتفهمون" حذر الإدارة من أن تبدو عاجزة عن إرفاق تحذيراتها بما يضمن تنفيذ ما تطالب به. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند "نعمل بلا توقف مع شركاء حول العالم لزيادة الضغوط سواء كانت سياسية أو اقتصادية".

من جانبه أوضح مدير أبحاث تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن بولنت علي رضا أن الهدف لا يزال هو حمل الأسد على تطبيق إصلاحات ذات معنى وتغيير السياسات التي أدت إلى هذه الكارثة الإنسانية. وأضاف "تركنا فسحة كافية من الوقت لأنقرة كي تجري اتصالاتها الدبلوماسية مع دمشق باعتبارهما جارتين. وإذا كان الأتراك يريدون المزيد من الوقت فإننا نأمل أن يتفهموا هم أيضا أن آلة القتل في سورية لا تتوقف وأن الوقت يعني سقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين العزل".

ونفى رضا وجود أي اتجاه للقيام بعمليات عسكرية ضد سورية قائلا "الدول العربية ترفض القيام بعمل عسكري ضد سورية. وتركيا لن تشارك في أي عمل من هذا النوع بدون قرار من مجلس الأمن. ولا أحد يسعى الآن لاستصدار هذا القرار. وحتى إذا بدأت جهود في هذا الاتجاه فإن موسكو وبكين سترفضان. ولا يمكن القيام بعمل عسكري بدون مشاركة تركية. وهكذا فإن الحلقة تبدو مغلقة أمام أي احتمال بالقيام بمثل هذا العمل". ومن جهته هدد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيلله بممارسة المزيد من الضغوط الدولية وفرض عقوبات جديدة على سورية. وقال في برلين أمس "الحوار ضروري. الإصلاحات ضرورية.. إذا لم تتحقق هذه الإصلاحات بالفعل فعلى الرئيس الأسد أن يرحل". وفي المقابل تعتزم روسيا مواصلة تصدير السلاح لسورية. وقال أناتولي إسايكين مدير شركة روسوبورونيكسبورت المملوكة للدولة والعاملة في مجال تصدير الأسلحة "وُردت شحنات العام الماضي وسيكون هناك شحنات هذا العام وفي المستقبل". وأضاف"طالما لم تفرض عقوبات وطالما لا توجد توجيهات من الحكومة فعلينا دائما الوفاء بالتزاماتنا، وهذا ما نفعله".

وجدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مطالبة النظام السوري بـ"الوقف الفوري" لجميع أعمال العنف والعمليات العسكرية ضد المتظاهرين. وأكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في إسطنبول أن تركيا لم تبحث حتى الآن تشكيل منطقة عازلة على حدودها مع سورية. وقال "إذا اندلعت النيران في دولة مجاورة لتركيا فدون شك ستصل تلك النيران إلى تركيا وستتضرر منها، لذا فنحن ننظر إلى سورية من هذا المنطلق وترى تركيا أن هناك ضرورة لتأمين الاستقرار في البلد الجار من خلال تلبية مطالب الشعب المشروعة".وشدد أوغلو على رفض بلاده القاطع لأي تدخل أجنبي في سورية. وتابع "لا نرغب بأن نرى معاناة الشعب العراقي تتكرر في سورية. لقد بذلنا قصارى جهدنا على مدى الأشهر الثمانية الماضية لمنع وقوع مثل تلك السيناريوهات".

وفي دمشق عقدت اللجنة المركزية لحزب البعث اجتماعا أمس برئاسة الرئيس الأسد للمرة الأولى منذ بداية الاحتجاجات الحالية. ودار نقاش واسع حول المادة الثامنة التي تقول إن "حزب البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع". وبحث المجتمعون أمر تعديلها أو إلغائها أو الإبقاء عليها، وكان الاتجاه الأغلب للحاضرين الإبقاء عليها. وأوضحت مصادر مطلعة أن الأسد اعتبر هذا الاجتماع بمثابة مؤتمر لحزب البعث. وقالت إن الأسد سيظهر على شاشة التلفزيون السوري خلال اليومين المقبلين في مقابلة "يستعرض فيها منجزات الإصلاح خلال الفترة الماضية وتطورات الأوضاع على الساحة".

ميدانيا قتل شخصان برصاص الأمن السوري فيما شنت قوات الأمن حملة مداهمات في عدة مدن سورية طالت المئات غداة مقتل شخص خلال تظاهرة مسائية خرجت في دير الزور بعيد ساعات من إعلان الجيش انسحابه منها بعد "القضاء على المجموعات المسلحة". وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "مواطنا كان يقف على شرفة منزله في قرية ابديتا بجبل الزاوية استشهد أمس إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات السورية". وفي حمص، "قتل شخص برصاص قناصة في حي الأرمن" بحسب مدير المرصد. وأضاف عبد الرحمن أن "حملة اعتقالات واسعة بدأت في حي الخالدية في حمص منذ الصباح، حيث اعتقل حوالي 40 شخصا" مشيرا إلى "استمرار حملات الدهم وترويع المواطنين واقتحام البيوت". وفي دمشق، نفذت "قوات أمنية كبيرة حملة مداهمات للمنازل في حي ركن الدين"، مشيرا إلى أن العمليات تركزت في "الحارة الجديدة التي قطع التيار الكهربائي عنها".