وحرب نفسية تشترك بها الشعوب جميعها على نفسها دون أن يشعروا بخطر ذلك، حتى إن بعض تلك الفيديوهات تروج لمعلومات صحية خاطئة قد تسبب أذى جسديا كبيرا، وهنا يصبح خطر تصديق نظرية المؤامرة يوازي خطر التصدي لكورونا.
فقد أظهر بعض الباحثين أن أي نظرية مؤامرة تتعلق بصحة الأفراد تزيد مستوى عدم الثقة في السلطة الطبية والنصائح التي تقدمها للناس، وهذا يؤثر على وعي الناس في رغبتهم بحماية أنفسهم، فعلى سبيل المثال إذا شاهد أحد المؤمنين بنظرية المؤامرة فيديو يقول إنه لا داعي لغسل اليدين ولا لبس الكمامة ولا أخذ أي إجراء وقائي، سيصدق ذلك، وبالتالي يكون أكثر عرضة للعدوى ونشر الفيروس، وأغلب الذين يؤمنون بتلك النظريات يتخذون مواقف سلبية ضد اللقاحات وضد أي سلوك وقائي.
دائما تزيد حالات انتشار نظريات المؤامرة في ظل تفشي أي وباء أو ظهور كارثة أو أزمة في المجتمع، فيسعى أصحابها لتفسير ما يحدث من وجهة نظرهم هم ويصدقونها وينشرونها ويجدون البيئة الخصبة المناسبة لها في بعض العقول البشرية.
يكفي أن نتذكر أن الجائحة أصابت أكثر من 3.7 ملايين إنسان حول العالم وقتلت نحو 258 ألفا، وهؤلاء ليسوا مجرد أرقام، بل أرواح بشرية وراء كل رقم منها عائلة تحزن لفقدانه، وأن نظرياتكم ما هي إلا معلومات مضللة من شأنها أن تتسبب بخوف وقتل الناس أكثر من كورونا نفسه.