تواجه الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب اقتراناً استثنائياً لثلاث أزمات كبيرة هي: الوباء العالمي، وركود اقتصادي عميق، وحركة مناهضة للعنصرية. تعيد تحديد الرهانات السياسية الكبيرة قبل 5 أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية، في خضم الحملة الرئاسية التي يتواجه فيها الرئيس الحالي وخصمه الديموقراطي جو بايدن.

إصلاحات

تحدث بايدن في مقال للرأي نُشر في صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن الحاجة إلى «سياسات محددة وملموسة طال انتظارها لإبطال العنصرية الممنهجة، ووعد قائلا: إذا تم انتخابي، فإنني ملتزم بإنشاء لجنة مراقبة وطنية للشرطة خلال 100 يوم من تولي المنصب، ونحن بحاجة إلى تطبيق الشرطة المجتمعية الحقيقية، والتأكد من أن كل إدارة شرطة في البلاد تقوم بمراجعة شاملة لمن يجري توظيفهم وتدريبهم، مع قيام الحكومة الاتحادية بتوفير الأدوات والموارد اللازمة لتنفيذ الإصلاحات.


ودعا الكونجرس إلى «اتخاذ إجراءات فورية» لحظر عمليات الخنق، ووقف نقل الأسلحة الحربية إلى قوات الشرطة المحلية، وتحسين الرقابة والمساءلة، ووضع معيار نموذجي لاستخدام ضباط الشرطة للقوة.

تظاهرات

تظاهرعشرات الآلاف في كافة أنحاء الولايات المتحدة، ضد التمييز العنصري في تحرك يأتي ضمن حركة احتجاجية دخلت أسبوعها الثاني وانطلقت على خلفية قضية الأمريكي الأسود، جورج فلويد، الذي قتل خلال توقيفه. وعمت التظاهرات المدن الرئيسية من نيويورك إلى لوس أنجلوس، لكن العاصمة واشنطن كانت في مركز الاحتجاجات، حيث تدفق الآلاف إلى الشوارع المحيطة بالبيت الأبيض الذي سُيّج بالحديد.

وراقب عناصر من الجيش التجمّع، ومنعت العوائق وحراس غير مسلحين متظاهرين من الوصول إلى عتبات نصب لينكولن التذكاري حيث ألقى أيقونة حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير «لدي حلم» عام 1963، مطالبا بإنهاء العنصرية في الولايات المتحدة.

ونُظّمت مراسم إحياءً لذكرى فلويد السبت في ريفورد بكارولاينا الشمالية، الولاية التي ولد فيها، عقب تأبينه في مينيابولس الخميس.

واصطف المئات لرؤية تابوت فلويد، حمل بعضهم مظلات للوقاية من الشمس الحارة، وفق تقارير إعلامية.

خسائر

توفي قرابة 110 آلاف أميركي جراء كورونا، وهي أعلى حصيلة وفيات للوباء في العالم. وخسر عشرات الملايين وظائفهم بعد اتخاذ قرار وقف العجلة الاقتصادية للحدّ من تفشي المرض.

وفي الوقت نفسه، تعمّ المدن الأميركية حركة احتجاجية واسعة ضد اللامساواة العنصرية بعد وفاة فلويد، على يد شرطي أبيض في مينيابوليس.

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا دانيال غيليون أنها «لحظة صعبة جداً». ويقول لوكالة فرانس برس إن هذه الأزمات كانت «فظيعة» بالنسبة للأمريكيين من أصول إفريقية الذين يعانون تاريخياً من وصول محدود إلى نظام الصحة، وهم أفقر من الأمريكيين البيض وغالباً ما يسقطون ضحايا لعنف الشرطة.

وتضرر الأمريكيون من أصول إفريقية كثيراً جراء تفشي وباء كورونا، وسجّل معدّل البطالة تراجعاً مفاجئاً في مايو بـ13.3%، إلا أنه ارتفع إلى 16.8% لدى الأمريكيين السود.