وقالت صحيفة نيويورك الأمريكية: إن 60 % ممن يتعرضون لعنف الشرطة في مينيابوليس، حيث توفي فلويد هناك، هم من السود الذين يمثلون نحو 20 % من سكان المدينة البالغ عددهم 430.000، وأضافت أن رؤية الشرطة تستخدم قدرًا من القوة أمر شائع، كالركلات، واللكمات والصعق وغيرها، فمنذ عام 2015، وثقت شرطة مينيابوليس استخدام القوة نحو 11.500 مرة على السود، واستخدمت القوة نحو 2750 مرة ضد البيض. كل هذا يعني أن الشرطة في مينيابوليس استخدمت القوة ضد السود بمعدل 7 مرات على الأقل من الأشخاص البيض خلال السنوات الخمس الماضية.
غضب المدينة
عن تكرار استخدام الشرطة للقوة ضد السكان السود يقول الأستاذ في جامعة هاملين في سانت بول، ديفيد شولتز، الذي درس تكتيكات الشرطة المحلية على مدى عقدين من الزمان، إن التفاوتات في استخدام القوة في مينيابوليس توازي فجوات عرقية كبيرة في الإجراءات الحيوية في المدينة، مثل: الدخل والتعليم والبطالة، وكل هذه الأمور تفسر الغضب العارم من السكان.
أنواع القوة التي تستخدمها شرطة مينيابوليس على السود
ضباط الشرطة
غذت الاحتجاجات في مينيابوليس ذكريات العديد من الرجال السود الذين قتلوا على أيدي ضباط الشرطة الذين إما لم يواجهوا اتهامات أو تم تبرئتهم. ومن بينهم جامار كلارك، 24 عاماً، الذي أصيب برصاصة في مينيابوليس في 2015 ، وثورمان بليفنز، 31 عاما، أصيب برصاصة في مينيابوليس عام 2018 وهو يصرخ، «أرجوك لا تطلق النار عليّ»، بينما كان يمر عبر زقاق. وفيلاندو قشتالة، 32 سنة، الذي تم إطلاق النار عليه من قبل الشرطة عام 2016 في ضاحية سانت أنتوني، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
الضغط على الرقبة
الضابط الذي شوهد في الفيديو يضغط بركبته على رقبة السيد فلويد، ديريك تشوفين، تم طرده من القوة واتهم بالقتل الخطأ والقتل من الدرجة الثالثة. ولكن لم يرد مسؤولو شرطة مينيابوليس على أسئلة حول نوع القوة التي استخدمها.
حيث تغطي سياسة استخدام القوة في المدينة أماكن الاختناق، التي تفرض ضغطًا مباشرًا على الجزء الأمامي من الرقبة، لكن تلك التي تعتبر قوة مميتة، وتستخدم فقط في الظروف القصوى. وتعتبر قيود الرقبة أيضًا جزءًا من السياسة، ولكن يتم تعريفها بشكل صريح فقط على أنها تمارس ضغطًا مباشرًا على جانب الرقبة وليس القصبة الهوائية.
وقد تم استخدام «قيود الرقبة اللاواعية»، التي يحاول فيها الضابط جعل شخص فاقدا الوعي، 44 مرة في السنوات الخمس الماضية - 27 منها على الأشخاص السود.
60 ألفا
نتج عن مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد، ما لا يقل عن 60 ألف شخص تكريما لذكراه في تجمع سلمي في هيوستن، المدينة التي نشأ فيها في ولاية تكساس وفي واشنطن، تظاهر الآلاف وبينهم السيناتورة الديموقراطية إليزابيث وارن حتى وقت متأخر من المساء متحدين حظر التجوال الذي أعلنته البلدية اعتبارا من الساعة 19,00، بينما أقيمت سواتر معدنية حول البيت الأبيض لمنع أي مواجهة مباشرة مع قوات الأمن في محيطه.
وسيجري حفل تأبين ثان، السبت، في كارولاينا الشمالية، حيث ولد فلويد. وسيوارى فلويد الثرى، صباح الثلاثاء المقبل، في هيوستن، المدينة التي نشأ فيها والتي تقيم فيها عائلته.
منحنى سياسي
احتجت رئيسة بلدية واشنطن، موريال باوزر، على إرسال عسكريين «إلى الشوارع الأمريكية ضد الأمريكيين»، وهو موقف عبر عنه أيضا العديد من الحكام الديموقراطيين. وفي ظل الانقسام الشديد الذي يعم الولايات المتحدة، تتخذ الأزمة منحى سياسيا بشكل متزايد. حيث اتهم المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن ترامب بأنه «حول هذا البلد إلى ساحة معركة تملؤها أحقاد قديمة ومخاوف جديدة».
صرح الرئيس الأسبق جورج بوش الابن «حان الوقت لأن تنظر أمريكا مليّاً في إخفاقاتنا المأساوية».
خطيئة العنصرية
اعتبر البابا فرنسيس أن أي شكل من أشكال العنصرية «غير مقبول»، معلقا على مقتل فلويد، منددا في الوقت نفسه بأعمال العنف خلال التظاهرات التي تلت. كما قال: «لا يمكننا أن نقبل ولا نغض النظر عن أي شكل من أشكال العنصرية أو الإقصاء، والادعاء بأننا ندافع عن قدسية أي حياة بشرية»، واصفاً العنصرية بالخطيئة، وفي الوقت نفسه علينا الإقرار بأنّ العنف الذي شهدته الليالي الأخيرة هو تدمير ذاتي، ولا مكسب من العنف في حين أنّ أشياء كثيرة أخرى تضيع».
خبير: 6 حالات قتل للسود في عهد أوباما
على وقع الأحداث والتظاهر والعنف في الولايات المتحدة الأمريكية قال الدكتور عصام عبدالله خبير السياسة الأمريكية والشرق الأوسط، إن هناك طبقة مندسة أساءت للمتظاهرين وكل هدفها السرقة والشغب والتكسير.
وأضاف، في مداخلة عبر سكايب لفضائية إكسترا نيوز، أن في عهد الرئيس أوباما نفسه لم يكن للمسألة علاقة بالرئيس نفسه أو حزبه أو لونه وإنما هو إرث قديم للولايات المتحدة، موضحا أنه في عهد الرئيس باراك أوباما كانت هناك 6 حالات لقتل السود، منهم بإطلاق الرصاص ومنهم الموت خنقا، وربما تكون هذه الحالة الثانية بعهد الرئيس ترمب.
وأكد أن السبب في تكرار تلك العمليات هو إفلات الشرطي من العقاب، قائلا إنها مسألة متكررة، وأنه دائما ما يتم إما مقاضاته بشكل مخفف أو يتم تبرئته، وهذا يرسخ في الأذهان أنه كان على حق وأن السود دائما هم الذين يخطئون.
أبرز ردود الفعل في العالم على العنف في الولايات المتحدة
الأمين العام للأمم المتحدة
«التظاهرات يجب أن تجري بشكل سلمي، وإن عنف الشرطة يجب أن يكون في الولايات المتحدة موضع تحقيق كما في أي دولة أخرى».
أنواع القوة التي تستخدمها شرطة مينيابوليس على السود:
- عرض البندقية تستخدم بنسبة 68%
- مهيجات كيميائية 66%
- قيود الرقبة 66%
- سلاح مرتجل 64 %
- كلاب 16%
- دبوس وزن الجسم 60%
- الصاعق الكهربائي 60%
- أقفال مشتركة 59%
- تقنيات ضبط النفس 59%
- الضرب 58%
- أساليب أخرى 56%
أبرز ردود الفعل في العالم على العنف في الولايات المتحدة
- الأمين العام للأمم المتحدة
«التظاهرات يجب أن تجرى بشكل سلمي ، وإن عنف الشرطة يجب أن يكون في الولايات المتحدة موضع تحقيق كما في أي دولة أخرى»
- مفوضية حقوق الإنسان
«الوباء والتظاهرات التي أثارها مقتل فلويد تظهر(التمييز العرقي المتجذر) في الولايات المتحدة»
- وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل
«هنا في أوروبا نحن مصابون بالصدمة، على غرار شعب الولايات المتحدة، بسبب وفاة جورج فلويد»
- رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون
«أعتبر أن وفاة جورج فلويد أمر فاضح، ولا يغتفر»، مشددا على أن «التظاهرات يجب أن تجري بطريقة مشروعة وعقلانية».
- رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو
«بقي صامتا لمدة 20 ثانية قبل أن يؤكد أن الكنديين يتابعون «بهول» الوضع في الولايات المتحدة». وقال «إنه الوقت المناسب لرص صفوف الناس»
- فرنسا
«تظاهر نحو 20 ألف شخص في باريس، واستخدم المتظاهرون شعارات الحركة في الولايات المتحدة».
- البرتغال
«وجهت دعوة لتجمع دعما للمتظاهرين في الولايات المتحدة عبر فيسبوك أمام سفارة الولايات المتحدة في لشبونة»
- أستراليا
«أعلنت كانبيرا أنها تحقق في قيام شرطيين أمريكيين بالاعتداء على مراسلين أستراليين كانا يقومان بتغطية تظاهرة قرب البيت الأبيض وأنها تفكر في احتمال تقديم احتجاج رسمي».
- الصين
«نددت بالمرض المزمن للعنصرية في الولايات المتحدة»