فاجأ عضو مجلس إدارة نادي مكة الأدبي الدكتور عدنان الحارثي حضور الأمسية الثقافية المفتوحة بالنادي مساء أول من أمس عبر مداخلته حين أكد أن مكة المكرمة احتضنت أقدم نادٍ ثقافي أدبي على مر التاريخ حسب ما يفيد المؤرخون.

وقال الحارثي أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى : إن مصادر تاريخية تشير إلى أن أقدم مصنع منظم لصناعة الورق كان بمكة المكرمة وتحديداً في نهاية القرن الهجري الأول وهو أقدم مصنع للورق ذكرته الأخبار التاريخية، كاشفاً أن مكة كانت جامعة عامة وخاصة الحرم المكي الشريف الذي كان محضناً لحلقات العلم وخاصة العلوم الشرعية الدينية، وأصبحت مهبطاً للعلم بعد الفتح تحديداً وظهرت الكتاتيب ودور العلم والمدارس والأربطة حول الحرم، وجميعها مؤسسات تعليمية تعنى بالعلوم الشرعية والدينية والأدبية، وكانت تهوى إليها قلوب العلماء وأفئدتهم. بل كانت مكة المكرمة مرجعاً رئيسياً لكثير منهم في البحث عن أمهات الكتب في شتى مجالات العلم وخاصة المصنفة منها. وكشف الحارثي أنه يشتغل حالياً على مراجعة معلومات تاريخية تفيد بأن مكة تعتبر أقدم مركز استيطاني عرفته البشرية من عهد أبينا آدم عليه السلام، لافتاً إلى أنها شهدت البداية الأولى في زمن إبراهيم عليه الصلاة السلام لتجمع البشرية عند بناء الكعبة، وشهدت أيضاً نهضة حضارية كبيرة ، مبيناً أن فيها خصائص لم تتوفر في غيرها من المدن، مشدداً على حتمية توافق دور نادي مكة الأدبي مع هذا التاريخ المشرق لمكة المكرمة حسب قوله .

ولم يتردد رئيس نادي مكة الأدبي الأسبق الدكتور راشد الراجح في الإفصاح عن سعادته بعودته من جديد للنادي عبر دعوة تلقاها للمشاركة في فعاليات الأمسية المفتوحة ، معترفاً بأنها المرة الأولى التي توجه له الدعوة للمشاركة في فعاليات وبرامج النادي. وتحدث في مداخلته عن بدايات النادي وتاريخ ومكان التأسيس عام 1975م.

وكان أدبي مكة قد أقام أمسية مفتوحة بالمكتبة العامة المقر المؤقت لنشاطات النادي بعدد قليل من الحضور إذ لم تكتمل مقاعد الصف الأول . وأدار الأمسية التي لم تحدد لها مواضيع معينة الدكتور عبد الله الزهراني الذي أشار في بدايتها بأن المداخلات سوف تكون بالتناوب مع الجانب النسائي الذي أدارت الحوار فيه عضو مجلس الإدارة أمل القثامي، وسط حضور لم يتجاوز (5)سيدات فقط.

وهو الحضور الذي اعتبرته زكية إلياس جميلاً على حد وصفها، مؤكدة أن سبب العزوف عن الحضور من جانب المدعوات يعود لظروف الزحام. وقالت إن عدد الأدبيات والمثقفات بمكة المكرمة كبير غير أنهن لم يأخذن الفرصة لإبراز مواهبهن وقدراتهن .بسبب عدم دعوتهن أو بسبب خجلهن واستحيائهن من المشاركة .

فيما وصفت أمل القثامي الأمسية بأنها تجربة جديدة ومتألقة. وشنت ابتسام الجابري في مداخلتها هجوماً على بعض الأئمة في مساجد مكة أثناء صلاة التراويح قائلة بأنهم بعيدون كل البعد عن تدبر القرآن الكريم وهمهم من صلاتهم التلاوة فقط .

وعلى هامش الأمسية قدمت الفرقة الإنشادية التي يشرف عليها زكي يماني نشيداً عن مكة المكرمة بمشاركة طلاب النادي الصيفي بمدرسة الملك عبد العزيز الثانوية وكان للمجس المكي حضور مميز خلال الأمسية.