تتنوع اللهجات في كل بلد، وإن جمعت بين الجميع لغة أم واحدة كالعربية مثلا للعالم العربي، والتي تنحدر منها لهجات معروفة كالمصرية مثلا أو لهجات دول الشام وهكذا، على نحو ما يزخر به الخليج العربي من ثروة كبيرة في اللهجات نظرا لما مرت به أرضه من حضارات متعاقبة ، إضافة إلى أن الكثير من القبائل القديمة حافظت على ألفاظ ولهجات أسلافها.
الطبعة الأولى من كتاب "التحول التاريخي في لهجات الخليج"، لعلي بن إبراهيم الدرورة، عضو جمعية التاريخ والآثار لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تبحث في لهجات الخليج عبر دراسة لغوية معمقة في اللسانيات تتحدث عن التحولات والتطورات اللغوية التي مرت بها شعوب الخليج عبر العصور.
تضم الدراسة الكثير من الفصول ومنها: المسمارية الصورية وتطويرها، واللغات الجزرية، وما تفرع منها الآرامية والسومرية، والسومرية -الأكادية والأشورية، والأكادية "الآشورية البابلية"، كما تحدث عن الفينيقية والحيثية والهيلينية "الهيلينستة"150 سنة ق. م.فالكتابة بالخط الأسفيني أو كما تدعى الكتابة المسمارية "2700 ق. م." .
ولم يستثن الكاتب اللغة الهندية والأرمنية والفارسية والتركية والأمهرية ولغة الشحوح، وفي العصر الحديث تحدث عن البرتغالية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
وتطرق الكاتب إلى العمليات التي رافقت الاختزال وإضافة المقاطع الصوتية مشيرا، إلى أنها كانت أكثر من متطورة، وتكمن أهميتها بالنسبة للغة في دمج علامتين لإنتاج كلمة جديدة تعطي نفس المعنى وبنفس القوة.
وأشار إلى أنه في الماضي البعيد اخترع القلم المسند في اليمن، والخط المسماري في العراق، والهيروغليفي في مصر، والفينيقية والسريانية والعبرية والنبطية والصفوية في الجزيرة العربية لاسيما شمالها.
الكتاب الذي جاء في 100 صفحة، يمكن اعتباره دراسة لغوية مهمة للجذور التاريخية للمصطلحات والمفردات المعاصرة.