أدخل المسافرون عبر مطار الملك خالد بالرياض الصوم عن القراءة ضمن أبجديات رمضان، حيث فضـّـل كثير منهم قضاء ساعات الانتظار في مطالعة السقف أو اللعب بالجوال، أو الوقوف على حاجز نافورة المطار، أو تأمـّـل أركان القراءة المليئة بالكتب، وكأنها ديكورات ممنوع لمسها أو الاقتراب منها، رغم أنها خـُـصـّـصت لهم، هكذا كان حال المسافرين عند البوابة 36 بالصالة الداخلية أول من أمس، الذي لم يختلف عنه حال بقية المسافرين في سائر أجزاء الصالة.
لقد أحبط المسافرون تطلعات مشروع القراءة في المطارات الذي اعتمد ضمن المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، الذي صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على تنفيذه، وتشرفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض لتكون مقراً لأمانته العامة. ويعتبر المشروع خدمة ثقافية مبتكرة تقدمها المكتبة؛ لنشر الوعي العام بأهمية القراءة، واستثمار أوقات الانتظار في المطارات؛ لإتاحة الفرصة للمسافرين للقراءة والاطلاع مجاناً على مجموعة منتقاة من إصدارات المكتبة ودور نشر أخرى، تناسب جميع الفئات من الرجال والنساء والشباب والأطفال.
مديرة القسم النسائي ومكتبة الطفل بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، عضو هيئة المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب فاطمة الحسين لم تخفِ تفاؤلها بنجاح المشروع رغم عزوف المسافرين عن القراءة، ودعت في تصريح لـ"الوطن" أمس لوجوب ربط القراءة بأمور كثيرة في حياة المجتمع؛ فيما يخص التعليم أو الوظائف أو التسوق والأنشطة والمسابقات الرياضية أو غيرها من نواحي الحياة؛ لعل ذلك يسهم في تعزيز صلة المجتمع بالكتاب، ويستنهض الجميع للقراءة ويحببهم فيها.
وقالت الحسين: "لقد تفاءل كثير بافتتاح أركان القراءة بمطار الملك خالد بالرياض، وتوقعوا حصول الفائدة، ولكن اصطدمت تلك التطلعات بعزوف المسافرين عن القراءة؛ لأنها غير موجودة في تركيبتهم الثقافية، بمعنى أن المجتمع بحاجة إلى تغيير توجهه، وتنمية وعيه، وغرس القراءة في نفوس الناشئة ليكبروا على حب القراءة والاطلاع، وتصبح جزءا من التركيبة الثقافية للمجتمع مستقبلا، نحن مجتمع حديث عهد بالحضارة، وكثير من فئات المجتمع تعتبر القراءة آخر الاهتمامات، وهذه مشكلة وبالتأكيد لها حل ويقع جزء كبير منه على وزارة التربية والتعليم في غرس حب القراءة في نفوس الناشئة بأساليب حديثة بعيدا عن النمطية".
يشار إلى أن مشروع القراءة في المطارات يعد مشروعا فريدا من نوعه ليس على مستوى المملكة فحسب بل على المستوى الإقليمي والدولي, يأتي ضمن مجموعة من المشروعات والبرامج التي اعتمدتها إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى لمجلس إدارة المكتبة بعد موافقته على المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب, الذي يهدف إلى غرس حب القراءة والاطلاع في نفوس الناشئة والشباب, وتوفير مصادر المعرفة لشرائح المجتمع كافة.