برزت مشكلة كبيرة بالمملكة في العقدين الماضيين، ألا وهي إسناد الأمهات مهام تربية أولادهن إلى عاملة المنزل أو الخادمة، مما أدى إلى نهج غير سوي في أبناء مجتمعنا. الأم لا يقتصر دورها على الحمل والولادة فقط، إنما هي المسؤولة عن تربية أبنائها حتى يصبحوا نموذجا مشرفا في المجتمع، لأن هذه الخادمة أو عاملة المنزل الوافدة إلى بيوتنا، قد تنتهج في تربية أبناء مجتمعنا سلوكيات لا تنتمي إلى عاداتنا، ومنافية لقيمنا ومبادئنا، وإهمال كثير من الأمور، أهمها الصلاة والتعامل التربوي وباقي القيم. والكارثة أن الآباء والأمهات يَرَوْن أن هذه الأمور بسيطة وغير مضرة في تربية الأبناء، وهذا خطر جسيم من الآباء.
التربية في هذا العصر الحديث مغايرة، لأن هناك تقلبا سريعا في الفكر السلوكي لدى الأبناء، وَمِمَّا يزيد الطين بلة عوامل المتغيرات الحياتية، من مظاهر ومفاتن وتكنولوجيا، ربما تدفع الأبناء إلى أمور سيئة جداً في التعاطي مع النفس والجسد، والتعامل مع الآخرين، مما يؤدي إلى انهيار سواعد المستقبل.
يجب علينا جميعا -آباء وأمهات- أن نراجع أنفسنا وأفكارنا، في كيفية التعامل مع أبنائنا في هذا العصر الذي كله متغيرات. والله الهادي إلى سواء السبيل.