أكد العم محمد آل فايع، في قرية عثمان بني بشر بمحافظة سراة عبيدة، أن إيقاع الحياة السريع سرق العادات والألعاب القديمة، إلا أن زمن كورونا والذي واكبه مكوث الناس في البيوت واجتماع العائلة أعاد الكثير من الألعاب التي كادت تندثر، ولعلها مناسبة أن يتعلمها الأحفاد والأبناء من الأجداد، فإضافة إلى انتشار لعبة الكيرم والزقرة، وأم خطوط، عادت الغميمة والمصاقيل، وزاد الإقبال على لعبة أبو 9 أو ما يسمى المقطار.

لعبة المقطار

ذكر المواطن عبدالله القحطاني، أنه في بعض المناطق من المملكة تسمى القطرة ولكن الأوسع انتشارا مسمى المقَطَار، وهي لعبة شعبية رياضية عقلية تشبه إلى حد ما لعبة الشطرنج، وهي على ثلاثة أنواع: (أم ثلاث وأم تسع وأم اثني عشر)، وتنتشر هذه اللعبة في كثير من أنحاء المملكة، ولكنها الآن شبه مختفية لعدم إلمام النشء الجديد بها، وتعتبر أم تسع اللعبة الشعبية الأولى بين هذه الأنواع وهي عبارة عن ثلاثة مستطيلات متداخلة، ينصفها أربعة أعمدة، ويتوسطها دائرة صغيرة تسمى "السوق" ويوضع بها أحجار الخاسر في اللعبة، وتلعب بتسعة أحجار وتسع مروات أو أي نوع آخر كنوى التمر وغيره للتمييز بين أحجار اللاعبين.



ثنائية اللعب

لعبة ثنائية يلعبها الصغار والكبار، تقطع أضلاع هذه المربعات من منتصفها بأربعة خطوط، يصل كل منها ما بين منتصف أحد أضلاع المربع الخارجي وما يقابله في المربع الداخلي، كما تتطلب 18 قطعة من حجر صغير أو نوى أو ما شابهه لكل لاعب تسع قطع تختلف لونا أو حجما، كي لا تتشابه على اللاعب بالآخر.

تبدأ اللعبة بالقرعة، ويضع كل لاعب بالتناوب قطعة في زوايا المستطيلات أو تقاطع الخطوط.

ذكاء

اللعبة تعمل على ذكاء المقابل، وكل منهما يحاول أن يضع ثلاثا من قطعه على خط واحد حتى يفوز، في حين يحاول اللاعب الآخر أن يحول دون ذلك. وإذا تمكن اللاعب من صف ثلاث قطع على خط واحد أفقي أو رأسي يقول كلمة "مقطار" معلنا الفوز.

وجد الشيخ حمد الجاسر رقعة هذه اللعبة مرسومة على إحدى الصخور في جبال دوس، ورجح أنها لعبة "القرق" أو الخط المعروفة عند العرب منذ القدم.

تخطيط

تلعب سابقا على الصفاء أو في بطحاء وتخطط بالفحم أو بالنحت والنقش بالحجارة أو الأدوات الحادة أو بالتخطيط على الأرض، ويلعب القطرة شخصان يقومان بإنزال الحصى والمرو حجر ومروة ويتنافسان على الحصول على وضع ثلاثة أحجار أو مرو بخط واحد ليأكل على الخصم حجرة أو مرة أو نواة تمرة.

ويقول عند الحصول على مقطار ثلاثة أحجار بخط واحد سواء عموديا أو أفقيا (مقطار)،

وتعني أنه يحق للخصم أخذ حصى أو مروة من الخصم الآخر حتى يتناقص عدد الحصى والمرو ليصل للعدد اثنين، عندها يخرج من اللعبة لأنها لا تكون مقطارا ولا يحق لأي لاعب أن يستخدم حجرا أو مروة مرة أخرى وتنقل للمكان المجاور الفارغ من الأحجار.