كبّدت جائحة كورونا المستجد «كوفيد-19» قطاع صالونات الحلاقة الرجالية والصالونات النسائية خسائر فادحة تسببت في خسارتها ما يقارب 70% من أرباحها السنوية، حسب تأكيدات عدد من ملاك هذه الصالونات، الذين بينوا أن موسم عيد الفطر المبارك يمثل موسما مهما لهم، يمكّنهم من جني أرباح عالية جدا، تبلغ أضعاف الربح لبقية الأشهر، إذ تسبب الفيروس في خسارتهم هذا الموسم -للمرة الأولى- التي يشهد فيها العالم كارثة مماثلة.

وبيّن عضو مجلس إدارة غرفة جازان، رئيس اللجنة التجارية في الغرفة، عضو اللجنة الوطنية التنفيذية التجارية بمجلس الغرف السعودية المهندس محمد عبدالله مظفر، عدم وضوح حجم تراجع هذا القطاع إلى الآن، وقال: لكن خسائر هذا القطاع لا شك متأثرة كغيرها من القطاعات الحيوية التي تأثرت بالإغلاق، خاصة أنه من القطاعات ذات الاشتراطات الصحية، إذ كانت ضمن الأنشطة التي تم إيقافها عند بداية الأزمة بسبب الاحتكاك المباشر مع العميل.

وأوضح مظفر أن قطاع الحلاقة الرجالية وقطاع المشاغل النسائية ومراكز التجميل، من القطاعات التي تعمل على مدار العام دون توقف أو انقطاع، لكنها تنشط في المواسم كالأعياد والمناسبات. وقال في نظري حجم أرباح تلك القطاعات مرتفعة، لكن لا يمكن أن نصل إلى الأرقام الحقيقية لتلك الأرباح نظرا لأن تلك القطاعات تعدّ من القطاعات الفردية في مجملها. موسم ذهبي أكد عدد من ملاك الصالونات الرجالية والنسائية، أن الدخل المادي في رمضان قد يتجاوز 70% عن بقية الأشهر، وأضافوا أنه في العشر الأواخر قد يجني الصالون في اليوم الواحد دخل شهر كامل من بقية العام. فيما قدّر متعاملون -في وقت سابق- أرباح مراكز التجميل النسائية في موسم عيد الفطر بنحو ملايين الريالات.


وأبدى المهندس محمد عبدالله مظفر، تفاؤله بتعافي القطاع، وقال من وجهة نظري فإن تلك القطاعات ستكون من أكثر القطاعات سرعة في التعافي، لأنها تعدّ من القطاعات التي لا غنى للناس عنها بشكل يومي. وأضاف، ستكون هذه القطاعات سريعة في عملية التعافي، بعد الإعلان عن انتهاء هذه الجائحة، وعودة الحياة إلى حالتها الطبيعية.

وأكد مظفر، أن تلك القطاعات سيكون التركيز عليها من حيث الإجراءات الصحية، نظرا لاتصالها بصحة الإنسان، وقال: لو عادت بنا الذاكرة إلى الوراء وبالتحديد عام 2014 بعد انتشار فيروس كورونا «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، إذ تغيرت الشروط والتعليمات لتلك القطاعات، خاصة قطاع الحلاقة الرجالية، فألزمت محلات الحلاقة بعدم استخدام الشفرة التقليدية التي كانت تستخدم لجميع الأشخاص خلال الحلاقة واستبدلت بالشفرات التي تستخدم لمرة واحدة، وغيرها من الاشتراطات التي من شأنها أن تحافظ على صحة المواطن والمقيم على حد سواء.