دعي الدكتور عبدالله الطاير من قبل جامعة الشارقة لمحاضرة حول الوثائق التي كتبت على ورق البردي في المكتبات الأوروبية، وكان حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يتقدم الحضور الذي لم يزد عن 10 أشخاص من المهتمين. ولفت انتباه الطائر تلك الثروة الكبيرة من المعلومات التي تخص شبه الجزيرة العربية تحديدا في مخازن العالم للوثائق.
الطاير من فرط حماسه لحظتها أرسل رسالة جوال لوزير التعليم العالي عن موضوع الوثائق لاهتمامه الشخصي والرسمي بها.
ويستعيد هذا الموقف وقد سعُد أخيرا بعقود توقعها وزارة التعليم العالي لتبادل المنافع أو للاستحواذ فيما يخص الوثائق المهمة ذات العلاقة بمنطقتنا.
ويرى الطاير أنه إذا كانت وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية ودارة الملك عبدالعزيز تنشط في هذا المجال فإن دور الباحثين والميسورين، لا يجب أن يهمش في هذا السياق.
وقال لـ"الوطن": إذا أخذنا تجربة تستحق الذكر والإشادة فهي تجربة جمعة الماجد في إمارة دبي وعشقه الكبير للمخطوطات حيث يضم مركزه الثقافي نحو 85% من المخطوطات العربية، كما أثمن دور الدكتور محمد آل زلفة في نبش خزائن المخطوطات الرسمية والخاصة ليخرج لنا بجملة من الوثائق ترى النور على يديه لندرس مضامينها بمعيته (في إشارة إلى ما نشرته "الوطن" بعدد الاثنين 8 أغسطس 2011) مشددا على أن هذا توجه يجب أن يسود بين الباحثين السعوديين الذين وصلوا من النضج لمستوى يؤهلهم للعب دور مؤثر في صياغة رؤية العالم لنا كشعب متحضر يملك مقومات تفوق النفط والصحراء والجِمال بكثير مع اعتزازنا بها. وذهب الطاير إلى أن أهمية الوثائق تتجاوز الفصل في الخلافات والتدخل في حسم النزاعات إلى استرجاع ذاكرتنا الثقافية والإنسانية التي تؤرخ لما أسهم به إنسان ودول هذه الرقعة الأصيلة من كوكبنا، خصوصا وأن تقدم الشعوب يقاس بمدى إسهامهم في الحراك الحضاري عبر الحقب الزمنية، وأنه على يقين أن السعودية التي كانت أرضها نواة لهذا العالم الإسلامي، شهدت أحداثا جساما على مدى التاريخ، وأسهمت في صياغة هذا العالم الجديد وفقدت العديد من وثائقها، وأن مهمة الدولة والباحثين والمهتمين تتمثل في اقتناص الفرص لشراء ما يمكن من الوثائق التاريخية المهمة.
وأضاف: لعلنا نتذكر وقائع المحكمة الدولية التي انعقدت للفصل في قضية الحدود بين دولتي قطر والبحرين، وكيف لعبت الوثائق دورا محوريا لدى كل فريق.