الأول رأي الحنابلة والشافعية والمالكية، والثاني رأي الأحناف والثالث من أقوال الحنابلة وهو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
صورة فقهية لحكم إخراج زكاة الفطر عينية أي نقودا «فلوس» ملخصها الاختلاف بين العلماء وجواز ذلك في المصلحة أو الضرورة.
اليوم وكما يقول أحد الاقتصاديين أن حجم زكاة السعودية يساوي قرابة 800 مليون ريال سعودي أي ما يعادل قرابة 213 مليون دولار؛ هذا المال الضخم لو توجه الجميع لإخراج الزكاة من الأرز، فهو ضخ لهذا المبلغ الكبير بطريقة غير مباشرة إلى الدول المنتجة للأرز، أضف إلى ذلك على المستوى المحلي؛ فإن نسبة كبيرة من الفقراء يأخذ هذا الأرز ويبيعه ليحصل على النقود «الكاش»؛ بل إن منهم من تراه ينتظر عند محال استقبال الزكوات ليأخذ منك كيس الأرز الذي جعلته زكاة عنك، ويذهب به ويبيعه لآخر يبحث عن أرز ليجعله زكاة عن نفسه، فيذهب هذا الكيس لصديق هذا الفقير وربما أعاده له بعد أن قبض الثمن وعاد له الكيس في دائرة لا تتعدى 10 أمتار..
الحل في رأيي هو أن تعتمد مصلحة الزكاة والدخل -كما اعتمدت تطبيق «زكاتي» لزكاة التجارة- أن تضيف زكاة الفطر على التطبيق؛ وبذلك يزكي الشخص عن نفسه بمبلغ مالي يحول لمصلحة الزكاة والدخل ويتم صرفه للفقراء أو الغارمين من المساجين خصوصًا الذين كبلهم الدين وراء الزنزانات، فقد بين الله في كتابه مصارف الزكاة الثمانية أي لمن تعطى الزكاة.
وإن كان هناك من لا يحب هذا الإجراء فليزكي بالتمر الذي يعود مردود ثمن شرائه علينا «ولا يطلع برا ريال»..
ولعلي أختم بموضوع هام مؤرق؛ وهي زكوات الشياطين أو سمها زكوات رسائل الواتس؛ عندنا عائلة فقيرة، عندنا بيت يحتاج مكيفات، عندنا بئر في إفريقيا!! ومعظمها دجل وزيف وخداع، يقف وراءها أشخاص ربما تظهر على بعضهم علامات الصلاح لكنهم في داخلهم خونة لله ولخلقه، يجمعون من السذج مئات الآلاف ويستخدمونها لأنفسهم ولا يصل إلى الفقراء منها إلا نزر يسير، هذا إن وصل!!
فلا تجعلوا زكاتكم بأيدي الشياطين وقدموها لمن تعرفون من الفقراء من جيرانكم، فالأقربون أولى بالمعروف، أو اتجهوا للجهات الرسمية فهي أصدق وأوفى.. وكل عام وأنتم بخير.