أشارت تقارير أميركية إلى احتمال حدوث "عملية كبيرة" داخل العاصمة الليبية طرابلس خلال الأيام المقبلة من شأنها إنهاء المواجهات الدموية في ليبيا وإجبار نظام العقيد معمر القذافي على الرحيل. وذكرت التقارير أن المناخ في طرابلس بات مهيئا لعملية من شأنها نقل المقاومة المسلحة لنظام القذافي إلى داخل المدينة. واقتصرت أعداد من وعد القذافي بحشدهم الجمعة الماضي في "مليونية" لدعم نظامه، على نحو مئة شخص فيما بدأ الثوار حربا نفسية ضد النظام داخل العاصمة وسط رسائل متتابعة لسكانها تطمئنهم على حياتهم وأمنهم في حال سقوط النظام.
وقال تقرير بثته محطة "فوكس نيوز" عبر مراسل في العاصمة الليبية إن عمليات الثوار في الغرب أدت إلى تساؤلات بين سكان العاصمة حول احتمالات صمود النظام وإلى زعزعة ثقة السكان في قدرته على البقاء لاسيما أن النقص في الكهرباء والوقود يثير سخطا عاما بين السكان. وأفاد خبراء أميركيون في ندوة بثتها محطة الإذاعة العامة أن حلف شمال الأطلسي لم يخفض من عملياته كما كان متوقعا وأن تلك العمليات تمضي بمعدلاتها العادية. وتساءل الخبير العسكري الأميركي مايكل أوهانلون عما إذا كان القذافي سيحتفل بالذكرى الثانية والأربعين لوصوله إلى الحكم في أول سبتمبر المقبل. وأضاف "أعتقد أننا قد نشهد المعركة الكبيرة خلال الأسابيع المقبلة. كما أعتقد أن القتال سيكون شرسا لو لم يحدث شيء داخل العاصمة يجبر القذافي وأعوانه على الفرار".
ويشكك بعض الخبراء في إمكانية استقرار ليبيا بعد سقوط القذافي. وقال أوهانلون "نخشى أن يتحول البلد إلى ساحة للمنظمات المتطرفة ولزعماء الميليشيات المسلحة. إن سقوط العقيد لن يعني نهاية القصة بل بداية قصة جديدة. والمشكلة أن المجلس الوطني الانتقالي لم يقدم ما يكفي للاعتقاد بأن أي نظام جديد قادر على إقرار الأمن والاستقرار وتأسيس نظام يضبط الأوضاع في ليبيا. إن سقوط القذافي يحل مشكلة كبيرة ولكنه قد يعني أيضا بدء مشكلة كبيرة أخرى".
وفي السياق نفسه قال ثوار ليبيا إنهم باتوا يطوقون طرابلس بعد أن استولوا على مدينة غريان ودخلوا مدينتي صرمان وصبراتة الساحليتين في أعقاب بسط سيطرتهم على مدينة الزاوية الاستراتيجية. وذكروا أنهم لا يزالون يخوضون معارك شرسة في بعض أحياء صبراتة غربي طرابلس مع بقايا كتائب القذافي المتحصنين في الأطراف الغربية للمدينة. وعن معركة صرمان قال أحد الثوار إنهم سيطروا بالكامل على المدينة. وذكر أن الثوار خرجوا من مدينة العجيلات التي تقع جنوب غرب صبراتة بعد أن رفض بعض الأهالي بقاء الثوار في المدينة خوفا من عمليات ينفذها ما أسماه "الطابور الخامس". وبالرغم من أن مسؤولين في الحكومة الليبية قللوا من أهمية هذه التطورات وتعهدوا بالنيل من أية مكاسب قد يكون المعارضون حققوها، إلا أن قاعدة قوة القذافي في طرابلس محاصرة الآن.
إلى ذلك ذكرت شبكة "سي.إن.إن" الأميركية الإخبارية أن قوات القذافي استخدمت ليلة أول من أمس صاروخا قصير المدى من طراز "سكود" لأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة . وذكرت المحطة أن الصاروخ الذي تم إطلاقه من شرق مدينة سرت كان موجها لمدينة البريقة إلا أنه أخطأ الهدف بحوالي 80 كيلومترا وانفجر في الصحراء.