استطاعت مجموعة من الشباب الجداويين استثمار وسائل الإعلام الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" لاستنهاض أقرانهم في تجهيز كسوة العيد للمحتاجين، تحت مسمى "كسوة السيدة عائشة"، بعد أن عرضوا فكرتهم على جمعية البر بجدة والتي شملتهم تحت مظلتها الرسمية، كما سمح لهم أحد المراكز التجارية الكبرى شمال المحافظة بحجز مساحتين منفصلتين للجنسين يستقبلون فيهما الملابس ويجهزونها ثم يوزعونها على المحتاجين.
وفيما يقضي معظم الشباب الفترة المسائية من وقتهم بالملاعب والاستراحات للعب كرة القدم والسلة أو التجمع في مقاهي المعسلات والشيشة، تطوع 30 شابا و60 فتاة، لتجميع وفرز وتوزيع الملابس التي تتبرع بها العائلات ليوزعوها على المحتاجين، كما تنشط مجموعات أخرى في توزيع الوجبات والمواد الغذائية على الصائمين .
وأوضح المشرف على المتطوعين صاحب الفكرة مالك الغانمي، أنه تم الانتهاء من تجهيز أكثر من 8 آلاف قطعة، تم استقبالها من يوم 9 رمضان الحالي، مشيرا إلى أن المتطوعين والمتطوعات منفصلون في موقعين مختلفين داخل المول وهم من جميع الأعمار ويتم التنسيق حاليا مع مركز تجاري آخر ليكون نقطة تجمع ثانية، مبينا أنه يتم يوميا استقبال ما بين 300 إلى 400 قطعة من الملابس بعد أن تم الإعلان عن استقبال الملابس في جميع وسائل الإعلام.
وبين الغانمي، أن الفكرة بدأت بـ 10 متطوعين شباب و6 فتيات والمتواجدون في الموقع حاليا 90 شابا وفتاة غير الموجودين تحت الطلب من المجموعات التطوعية التي انتشرت في عروس البحر الأحمر مؤخرا، مشيرا إلى أن الفكرة لا تقف عند كسوة عيد الفطر فقط بل هناك ثلاث مراحل أخرى هي الفصلان الدراسيان الأول والثاني وعيد الأضحى.
وذكر الغانمي أنه تم الاتفاق مع 4 مغاسل وعدد من المشاغل ومحلات الخياطة لتجهيز الملابس ليتم البدء بتوزيع الملابس على العائلات المحتاجة المسجلة في قوائم جمعية البر بجدة وجمعية تكافل لرعاية الأيتام، مشيرا إلى أنه سيتم التوقف عن استقبال الملابس يوم 20 رمضان ليتم تكثيف العمل على الجزء الثاني وهو تصنيف الملابس وتوزيعها على العائلات بحسب احتياجها وعدد أفرادها.
فواز الغانمي ذو الأعوام التسعة وهو ابن أخت مالك، يُعَد المتطوع الأصغر في المجموعة والذي يعمل مع الجميع ويحمسهم بنشاطه، ويقول مالك يسابقني عند باب المنزل للوصول إلى موقع التجمع ويحرك الجو ويحمس الشباب على العمل.
من جهته أشار الرجل الثاني في الفريق التطوعي حسين نرولي، إلى أنه يتم تقسيم الملابس إلى 3 أصناف، جديدة ومستخدمة وتالفة، حيث يتم غسل المستخدمة وتصليح ما يمكن إصلاحه في مغاسل ومشاغل تم الاتفاق معها وأبدت تعاونها مسبقا، موضحا أن الشباب والفتيات يقبلون على العمل التطوعي 5 ساعات على الأقل يوميا، وعن قضاء وقته خلال الشهر الفضيل أوضح أنه يتعاون وأصدقاؤه مع عدد من المجموعات التطوعية أيضا من بعد صلاة العصر في توزيع وجبة الإفطار على المحتاجين.