صب الناقد والمسرحي محمد العثيم جام غضبه على (طاش ما طاش) واصفا الممثلين ناصر القصبي وعبدالله السدحان بـ"المفلسين" اللذين لم يعد لديهما جديد يقدمانه، داعيا إياهما إلى التوقف. وقال في محاضرة له بنادي الرياض الأدبي مساء أول من أمس بعنوان "الدراما الرمضانية": أصبح طاش مسرحية تلفزيونية جل أفكارها من الصحف مثل قضايا الإرهاب والتدين التي تعرض بشكل فج".
وأضاف "القصبي والسدحان يحاولان خلق كركترات ضاحكة، يصورون مجتمعنا وكأننا مجانين من خلال ما يعرضانه وهما يستهبلان".
وتساءل من هو ناصر القصبي حتى يتحدث عن الربا في محاضرة؟ هل هو متخصص؟.
وتابع العثيم آراءه القوية بقوله "أصبح المهرج هو سيد الدراما السعودية وتسطيح العمل واغتصاب الكوميدي للإضحاك.. لم يعد لدينا ممثلون بل مهرجون. واستشهد بقصة حدثت له في ورشة مسرحية حين أتاه شاب سعودي قائلا: ما عندكم استهبال؟.
وأضاف العثيم: "الدراما لدينا باتت مشلولة، أصبح الممثلون فخورين بقدرتهم على خلق سماجة تفاعلية مع جماهيرهم متجاوزين النص والإخراج، مثل ما يقدمه حسن عسيري في مسلسلاته من جرائم ويصورنا وكأننا نخرج ومعنا سكاكين ولدينا نزعة قتالية". واستعرض العثيم مشكلات الدراما السعودية لافتا إلى تناقض ما يعرض مع الأعراف والتقاليد السعودية، خصوصا المسلسلات المحلية التي قال إنها "تعاني من ضعف النص وإن كثيرا مما يعرضه التلفزيون ليس من مشكلات المجتمع الحقيقية، فهي أعمال يكتبها كتاب عرب ويقومون بسعودة لهجتها دون النظر إلى تفاصيلها وسياقاتها الثقافية". وتطرق إلى أساليب التصوير والإخراج ذاكرا أنها أحيانا تكون خادشة للحياء في نظر البعض لأن من يحملون الكاميرات بعيدون عن المجتمع وأن الكركترات المبالغ فيها تصور أبناء المنطقة بشكل مضحك.
ودعا العثيم إلى الخروج مما سماه الإنتاج العشوائي الذي يتجاوز كثيرا من قواعد القيم الثقافية بطرح هازل وبأفكار ضيقة إلى إنتاج يتميز بالقوة ولديه الرقابة الدقيقة على عمله من واقع حرص التاجر على صنعته بدلا من الرقيب الذي يضع الخطوط الحمراء مع الخطوط الخضراء جزافا في تخصص لا يجيده الكثيرون.
وعرج على أنه لا نجد المنتج المثقف ليقيم العمل وأن مسلسلاتنا إما أن تصيب أو تخيب وأن المنتج بات على مستوى المحطات غير قادر على توظيف فكر يجمع بين الخبرة المميزة.
وجدد العثيم مطالبته بإيجاد معاهد متخصصة للمسرح لحماية المسرح من الدخلاء والمهرجين حسب تعبيره، داعيا إلى توفير صالات للمسرح والسينما للدفاع عن ثقافة المجتمع، وبناء وطن متحضر يستطيع المواطن الدفاع عن نفسه وثقافته.