• بعكس البرامج الحوارية الأخرى.. نجد متابعي برنامج الثامنة على قناة MBC الذي يقدمه الأستاذ داود الشريان، لا ينشبون فيما بينهم في أية مهاترات في الغالب، لا أحد يعتدي أو يلمز أحدا في دينه أو مواطنته، والأمر بكل بساطة أن البرنامج يتصل بالهمّ المشترك لدى الجميع؛ الانحياز للمواطن وحاجاته، وتعرية ما يمكن من البيروقراطية، فيما يتصل بالمسألة الخدمية ومظالم الناس، وهذه في تقديري هي مهمة البرنامج وهدفه الصريح، والتي يُفترض أنها واحدة من أولويات أية مؤسسة إعلامية، تعي جيدا أنه، وفي هذه السوق الهائلة من الشاشات، ومواقع الإنترنت، والورقيات، صار الإعلام "خدمة"، إن لم يجدها الناس لديك، بحثوا عنها لدى غيرك!.
• فيما يخص البرنامج نفسه، فإنني، وباعتباري أحد المواطنين الذين يتابعونه، أخرج بالتعجب والغمّ ذاته مع نهاية كل حلقة، وأتساءل كيف كان وما زال البلد بجهاته الخدمية تحديدا، يربض على هذا القدر المريع من بخس الناس أبجديات حقوقهم؛ المستشفيات ووضعها المضني، وأقسام الطوارئ التي تبعث للهلال الأحمر بخطابات الاعتذار عن استقبال أية حالة، المطاعم التي تحشرنا بالسموم والأوساخ، النساء اللائي يقضين سنوات من الكمد في المحاكم ليحصلن على ورقة، الشوارع التي يتعثر فيها المبصرون قبل العميان، عشرات المشاريع المعطلة، بعضها من عشرين وثلاثين عاما، المباني المهترئة التي يدرس فيها أبناؤنا، والمعلمون وحقوقهم، مجهولو الوالدين ومعاناتهم، دور الرعاية والمرضى النفسيون، أطنان المخدرات والحشيش وكارثتها التي وصلت حتى لأطفال في الحادية عشر من أعمارهم، غرق الناس في القروض واستفراد البنوك بهم، وغير ذلك مما قدمه البرنامج، وما سيأتي. يا الله، كل هذا نعيشه ويحيط بنا، دون أدنى حياء من السؤال المخجل وفي كل مرة؛ أيعقل ويُقبل أن هذا كلّه يحدث هنا!.
http://www.youtube.com/watch?v=QOm1DQirzuM&feature=related
• أتمنى فقط على الأستاذ القدير أن يضيف في بداية برنامجه فقرة صغيرة، ولو لدقيقتين عن نتائج كل حلقة، لنعرف عبرها ما يصله من ردود فعل الجهات المعنية، إيجابا أو سلبا، على القضايا التي يطرحها.. فنحن نرى موقف الناس عبر أسئلة الاستفتاء المعبرة، وعبر التعليقات المباشرة واللاحقة في تويتر، لكننا لا نعرف ما يحدث لاحقا من قبل المسؤولين، خصوصا وقد راجت مؤخرا في النت، صورة لخطاب نقل أحد ضيوفه من المدينة التي يعمل بها إلى مدينة أخرى، ولا ندري عن مدى صحة هذا الأمر! وكلنا أمل أن يستمر هذا البرنامج. تبارك جهدك.