اطمئنوا، فإن وتيرة تزايد حالات الإصابة بكورونا في السعودية شبه ثابتة ولم يحصل فيها ذات يوم أن انفجرت فهي في معدل الألف اليومي وأقل أحيانا‏.

واطمئنوا، فإنه في بعض الأيام 85 % من الحالات المكتشفة الجديدة يكون عبر «المسح النشط»، وذلك يعني أن هذا المريض كان متسوقًا أو ماشيًا في الشارع وهو لا يعلم أصلا أنه مصاب، فهو ليس براقد في عناية مركزة أو يعاني من حالة خطرة.

اطمئنوا، فإن ما ترون من المسح النشط الميداني هو أسلوب علمي ناجح لكسر حلقة انتشار الفايروس وتجفيفه وتقليصه، فتعاونوا معه بقوة.


اطمئنوا فعلى المستوى العالمي فإن 81 %‏ من مصابي كورونا كما تقول الدراسات الصينية شفاهم الله دون أن يعلموا أنهم مصابون أصلًا؛ واستنادًا لهذه الأرقام فإن الإحصاءات تتوقع أن نسبة الشفاء على مستوى العالم

ستبلغ 99 %.

اطمئنوا، بلغت حالات الشفاء حول العالم اليوم 936 ألف حالة، فقد اقتربنا من المليون؛ وقبلها بيوم بلغ 888 ألف حالة، يعني في يوم واحد فقط 52 ألف حالة شفيت..اطمئنوا، ففي الصين -بؤرة الوباء- تعدت نسبة المتشافين 90 %، وفي الصين ذاتها شفي قبل عدة أيام رجل يبلغ من العمر أكثر من مئة عام.

واطمئنوا فلا زالت البشائر تتوالى، فكما أعلنت وزارة الصحة فإن 80 % من المصابين بكورونا يتشافون «بدون علاج»، بل ولا يحتاجون أي رعاية طبية «فقط الحجر والعزل عن المجتمع» لمنع العدوى.

واطمئنوا، فمن ناحية الوفيات فإنه على مستوى العالم أثبتت الإحصاءات أن معدل الوفاة لمن كان أقل من 40 عامًا كان بنسبة 0.2 % فقط، أي 2 لكل 1000 شخص.

اطمئنوا، فالمصاب بكورونا يصبح في المستقبل محصنًا ضد هذا المرض، فلن تصيبه كورونا لمدة تتراوح بين 3 أشهر-12 شهرًا وربما العمر كله.

اطمئنوا، فهذا المرض لا ينتقل إلا عن طريق سوائل الفم والأنف أو العين، فبمجرد غسل يدك بالصابون «ما هو شرط معقم» لمدة 30-40 ثانية فأنت في مأمن منه.

واطمئنوا، أخواتي الحوامل فهذا الفايروس التنفسي لا ينتقل إلى الجنين، كما لا ينتقل عن طريق الرضاعة، إنما ينتقل بطريقته المعروفه «سوائل الفم والأنف عندما تصل إلى فم أو أنف أو عين الطفل أو أي شخص آخر».

اطمئنوا، فقبل عدة أيام سمحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدام دواء مضاد للملاريا Hydroxychloroquine في العلاج التجريبي والذي أبدى شفاء بلغ 90 % في حدة وانتشار الفيروس في الجسم في فرنسا، وقد تمت تجربته على 40 مريضا في فرنسا وشفي أكثر من النصف في غضون 6 أيام، والأمر ذاته في الصين عندما تمت تجربته على 30 مريضًا.

كما رشحت ذات الجهة علاج Remdesivir كعلاج واعد للفيروس بعد أن أبدى شفاء على 123 حالة من أصل 125 حالة، وشفى 68 %‏ من مجموع حالات كانت في طريقها إلى الموت، كما صرح المتحدث الرسمي للكلية الأمريكية للمناعة والحساسية والربو.

واطمئنوا، فمن زاوية أخرى فيما يخص الوفيات فإن البعض قد يرتاب من نسبة ارتفاع الوفيات في أوروبا، والحقيقة أن هذه النسب المرتفعة من الوفيات تكمن وراءها 3 أسباب:

الأول: المعلوم لدينا طبيًا أن السبب وراء ذلك هو أن هذه القارة وكما تدعى «القارة العجوز» تبلغ نسب المسنين فيها أعلى من 23 % وعند مقارنتها بالسعودية فإن «الدولة الفتية» تبلغ نسبة المسنين فيها 0.5 % فقط، فالشباب يشكلون قرابة 70 %.

أما السبب الثاني: فهي أن حكوماتهم لم تفعل كما فعلت المملكة بضخ عشرات المليارات لأزمة كورونا لوحدها ناهيك عن ميزانية الصحة التي تقارب ثلث الميزانية العامة للدولة، فدول أوروبا شحيحة جدًا في الإنفاق الصحي وهذا أمر يعرفه الجميع.

أما السبب الثالث: فهو أنهم في دولهم تلك قد استهتروا أو بخلوا بالحجر الصحي في بداية الأزمة مما نشر الفايروس بينهم بشكل واسع، ومصداقًا لهذا السبب، فإن إيطاليا انخفضت فيها نسبة الإصابات 50 % عندما عادت إلى الحجر المنزلي وفعلوا حظر التجوال بصرامة.

ولعلي بهذا أقول: ها هو «الحجر الصحي» ينتشل القارة العجوز من أعلى نسب الوفيات؛ فما بالك بنا نحن، ماذا سيفعل بنا خصوصًا وأنه تم فرضه لدينا منذ وقت مبكر ولله الحمد، فما أجدرنا بالمواصلة على الانضباط تجاه هذا الحجر «المنقذ».

قبل الختام، فإنه من باب التفاؤل سأذكر ما ذكرته جامعة سنغافورة الوطنية قبل يومين في دراستها للمنحنيات الوبائية ودورة حياة الفيروس، فقد توقعت أن يكون الأول من يونيو هو موعد نهاية الأزمة في السعودية والله على كل شيء قدير.

وأما ختامًا فأقول: اطمئنوا واطمئنوا واطمئنوا ولا تجعلوا للتوتر والقلق طريقًا إلى نفوسكم، فالتوتر والقلق يؤثران سلبًا على جهاز المناعة الذي أنتم في أمس الحاجة إلى رفع كفاءته حاليًا، بل اطمئنوا وثقوا بربكم ثم بجهود دولتكم ورجالها من جنود الصحة والأمن، واعلموا يقينًا أننا في وزارة الصحة نقدم لكم أرواحنا على أكفنا عن قناعة تامة في سبيل سلامتكم؛ واعملوا بالأسباب من اتخاذ الإجراءات الوقائية ورفع جهاز مناعتكم بالطرق الصحية ولا يكون كما قلنا آنفا داعيا للاتكال وترك الإجراءات الوقائية، بل لتساعدونا ببقائكم في منازلكم والالتزام بالحجر المنزلي كي نواصل هذا النجاح الباهر لنصل جميعًا إلى بر الأمان، واطمئنوا.. دمتم بصحة.