في البروتوكولات الملكية في بلادنا يقفز عامل (تقدير السن) ليحتل الصدارة في المناسبات والاحتفالات والاستقبالات العامة، ويصبح هو المعيار الفصل والمثالي في ترتيب أفراد الأسرة المالكة الكريمة.. إذ لا يمكن لك ـ أبدا ـ أن تشاهد أميرا يجلس في مكان متقدم على أمير أكبر منه سناً.. مهما كانت المناصب، والمواقع الحكومية.
الأمر موجود في كل عائلة ولا شك، لكنه في العائلة المالكة شديد الوضوح وكبير الأهمية، وله دلالات بالغة القيمة.. حينما تشاهد احترامهم وتقديرهم لبعض تدرك أن بنيان هذه الأسرة الكريمة لن يهتز ـ بإذن الله ـ مهما كانت العوامل والظروف.
في حياتك العامة، حينما تحترم من هو أكبر منك سناً، يأتي من يحترمك.. أشياء كثيرة في حياتنا تسير دون أن نشعر وفق قاعدة: "كما تدين تدان".
في إحدى المناسبات العامة كنت واقفا أتحدث مع أحد الزملاء حينما شاهدت أحد كبار السن يستدير باحثا عن كرسي ليجلس فلم يعثر.. الذي أزعجني هو أن أغلب الكراسي مشغولة بأناس أصغر سناً من هذا الشيخ الكبير!
وفي كثير من المناسبات العامة والاحتفالات تشاهد ما يزعجك من تصرفات ليس لها ما يبررها إلا الركض والبحث عن الوجاهات المزيفة.
تحول الأمر إلى ظاهرة مزعجة.. أناس في سن الشباب يتصدرون الأماكن، دون ذرة خجل.. بينما يستدير كبير السن يبحث عن كرسي ليجلس عليه دون أن يجد، ودون أن يتكرم أحد ويقوم عنه، "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم".
لو أن هؤلاء تعلموا في منازلهم ومحيطهم الصغير أهمية احترام كبير السن، وتوقيره، وتقديره، لوجدتهم أكثر الناس حرصا على ذلك في الأماكن العامة.. لكن؛ فاقد الشيء لا يعطيه.