اعتاد المستهلكون في السوق المحلية السعودية أن تكون الاتهامات الموجهة للتجار برفع الأسعار من قبلهم، أو من قبل جمعية حماية المستهلك، إلا أن الأمر الجديد هو أن تكون هذه الاتهامات موجهة من قبل أحد رجال قطاع التجارة في المملكة، وهو رئيس اللجنة التجارية بالغرفة التجارية والصناعية في المدينة المنورة محمود رشوان الذي أكد في تصريحات إلى"الوطن" أن التجار يعلقون أسعارهم الجديدة للملابس الجاهزة على شماعة لا أساس لها من الصحة، لافتا إلى أن 95% من مستوردي البضائع للسوق المحلية أجانب.

واتهم رشوان تجار الملابس الجاهزة بأنهم يضعون فياضانات باكستان شماعة لهم لتبرير رفعهم للملابس الرجالية الجاهزة بنسبة تصل إلى 60% خلال هذا العام، وقال في حديثه إلى "الوطن" أمس "التجار يعتمدون حاليا على بضاعة رجيع من العام الماضي، و لا يمكن القبول بمبرراتهم بأن فيضانات باكستان التي تعد أكبر دولة مصدرة للقطن هي السبب الرئيس في ارتفاع الأسعار في السوق المحلية".

وأضاف رشوان :"المستوردون يحرصون غالبا على جلب البضائع الأقل كلفة، وتمر هذه البضائع من تاجر الجملة إلى تاجر جملة الجملة، ومن ثم إلى تاجر التجزئة وجميع هذه التنقلات ترفع سعر البضاعة قبل أن تصل إلى المشتري، مما يرفع سعرها النهائي على المستهلك".

واتهم رشوان التجار برفع الأسعار بمجرد إعلان الدولة عن الميزانية أو عقب زيادة الرواتب، مشيرا إلى أن 95% من الأجانب مسيطرين على استيراد البضائع إلى السوق المحلية، وقال "يأتي هذا إضافة إلى تكتلات هؤلاء الأجانب التجارية في الأسواق والتلاعب بالتالي في الأسعار النهائية".

وقال رشوان :"انخفاض إنتاج القطن لا يؤثر بشكل مباشر على الملابس المتوفرة في السوق المحلية، وإنما تؤثر قلة الإنتاج على الدول الكبرى التي يصدر لها القطن مثل كندا وأميركا".

من جهة أخرى كشف فهد السهلي وهو صاحب أحد محلات بيع الملابس الرجالية الجاهزة بالمدينة المنورة عن وجود ارتفاع في أسعار الملابس الداخلية الرجالية بنسبة عالية منذ بداية العام الهجري الجاري، مبينا أنه لا يعرف سبب ارتفاع الأسعار بشكل محدد.

وأضاف السهلي :"نعم ارتفعت الأسعار حيث كانت أسعار الملابس الداخلية للرجال كالسروال الطويل عند 12 ريالا وأصبح بعد الزيادة بـ17 ريالاً، والسروال القصير قفز إلى 11 ريالا، بعد إن كان 8 ريالات، أما الفانيلة الداخلية فقفزت أسعارها من 8 ريالات إلى 12 ريالا.

إلى ذلك قال حسن المصري وهو بائع في إحدى محلات الملابس الجاهزة إنه قام ببيع الملابس الرجالية الجاهزة حسب السعر الجديد المرتفع، بحسب توصيات كفيله.

يذكر أنه كان قد وصف الخبير الاقتصادي إحسان بوحليقة الارتفاعات التي تشهدها أسواق الملابس "بالكبيرة وغير المبررة"، مؤكداً في الوقت ذاته أن تلك الارتفاعات تعد إجحافاً بحق المستهلك المحلي.

وأضاف بوحليقة في حديثه إلى "الوطن" ونشر في عدد يوم أمس أن ارتفاع أسعار الملابس القطنية في محلات التجزئة بنسبة 50% يلحق الضرر بقطاع واسع من المستهلكين، مبيناً أن أسعار جميع السلع الرئيسية تشهد ارتفاعات حادة ومتلاحقة في الوقت الراهن لغياب الجهود الرقابية.

وفيما يتعلق بأسعار القطن في الأسواق العالمية قال بوحليقة :"إن ارتفاع أسعار القطن تكون عاده خاضعة لعدة أسباب مختلفة كما أن القطن عرضة أيضا لارتفاعات مثل باقي السلع الأساسية"، لافتا إلى أن أسعار المواد الخام كالقطن شهدت ارتفاعات حادة خلال عام 2010، وفي الربع الأول من عام 2011، موضحا أنها دخلت في منحنى سلبي أواخر فبراير الماضي.