برهن تعامل أرامكو السعودية الاحترافي مع أزمة كورونا على أن شعار «السلامة أولًا» الذي تتبناه ليس عبارة دعائية عابرة تقرؤها الأعين، بل كان نهج الشركة في مواجهة الأزمة، فالشركة التي ينتسب لها أكثر من 242 ألف موظف ومقاول لم تُسجل وقوع أي إصابة في مناطق أعمالها بفيروس كورونا، الذي لم يعترف بحدود أو تدابير وضرب شركات نفط عالمية، اضطر البعض منها لتعليق أعمالها في بعض أقسامها وخطوط إنتاجها، بعد أن استشرى المرض في موظفيها وقَيد حركتها وهدد خططها متوسطة وطويلة الأجل.

15 ألف موظف في عرض البحر

ظهرت جاهزية الشركة وإستراتيجيتها في السلامة متمثلةً في العلاقة الخاصة التي تربط 15 ألف موظف يعملون في عرض البحر، حيث استطاعت الشركة المحافظة على معنوياتهم في أصعب وأحلك الظروف المناخية والعملية، وقدمت لهم المُؤْنَة الراقية والمسكن المريح، لتجعل منهم سواعد بشرية كرّست جهودها للمساهمة في تأمين إمدادات الطاقة للوطن والعالم بانتظام وبمصداقية عالية، عبر مئات المراكب ومنصات الإنتاج والحفر البحرية، يعملون بجد وليس لهم صديق خلال وقت الاستراحة إلا الأسماك المحيطة بهم وجلسات السمر على ظهر المنصة مع زملائهم، يتبادلون أفكارهم على وقع أمواج الخليج ويستمرون في أداء أعمالهم بعد أن أمّنت الشركة لهم كل وسائل السلامة لمواجهة وباء كورونا.


سفينة الحجر البحري

مع انتشار رقعة كورونا حول العالم، بدأت الإدارة البحرية بالشركة بابتكار سفينة إخلاء طبية، تجوب مناطق الأعمال البحرية، وتنقل أي حالة إصابة مشتبه بها على وجه السرعة، وتقوم بحجر الحالة بحريًا لمنعها من مخالطة زملائها، وذلك بعد أن تَكشف المتابعة اليومية لصحة الموظفين الحالة سواء لموظف أو مقاول بدأت عليه أعراض المرض ليتم طلب السفينة، وفور حضورها يتم التعامل مع الحالة وتسليمها إلى إحدى الفرض البحرية تمهيدًا لنقل المصاب إلى المستشفى، وكل ذلك يمضي ضمن آلية إخلاء تتبعها أرامكو السعودية لو تعرض أحد كوادرها باشتباه بفيروس كورونا في منصة بحرية بعرض البحر، وتتضمن هذه الآلية الخطوات التالية:

يتحقق الكادر الطبي على منصة الحفر من أعراض الموظف ودرجة حرارة الجسم وتاريخ السفر.

عزل الحالة المشتبه بها حتى وصول السفينة البحرية تمهيدًا لنقلها لأقرب رصيف بحري.

اتخاذ الترتيبات اللازمة لسيارات الإسعاف لنقل الحالة المشتبه بها على الفور إلى المستشفى.

يبدأ فريق التطهير والتعقيم أعماله.

التنسيق مع الطيران لإخلاء المخالطين مع تأمين فريق آخر لمواصلة عمل المنصة.

شركات النفط العالمية تترنح

في مقابل نجاحات شركة أرامكو السعودية في مواجهة أزمة كورونا، انبطحت بعض شركات النفط العالمية أمام تأثيرات الأزمة، حيث ضغطت تداعيات جائحة فيروس كورونا على الخطط المستقبلية لأكبر شركات النفط والغاز في العالم التي باتت تسارع لإعلان تخفيضات الإنفاق مع تلميح بعدم القدرة على توزيع الأرباح على مساهميها، ووصلت التخفيضات المعلنة في الإنفاق لـ7 شركات نفط كبرى مجتمعة إلى 28 مليار دولار، وهو ما يمثل انخفاضًا بـ20% عن الإنفاق الذي كان مقررًا بـ142 مليار دولار خلال 2020.

الأرباح في زمن كورونا

كشف الوجه الشرس لأزمة كورونا أن بعض كبرى شركات النفط لم تكن بالقدر المأمول بعد أن تهاوت قوائمها المالية وسرّحت موظفيها وقلّصت نفقاتها، وعلى النقيض من ذلك، فإن شركة أرامكو السعودية، والتي لم تخطط لتسريح موظفيها بل أتاحت لهم العمل من المنزل بهدف التباعد الاجتماعي، كانت قد حققت أرباحًا مالية خلال العام الماضي (330 مليار ريال)، كما وزعت أرباحًا نقدية لمساهميها بقيمة 14.8 مليار ريال عن الفترة من 5 ديسمبر إلى 31 ديسمبر 2019، ورغم الظروف منحت كافة موظفيها مكافأة استثنائية ضمن برنامج الحوافز السنوي تقديرًا لإخلاصهم وإنجازاتهم العام الماضي.

قرع جرس الأزمة مبكرا بخطة الـ 13 بندا

كانت الخطة الوقائية لأرامكو السعودية تسير بخطى متسارعة؛ على كافة الإدارات بما يتناسب مع طبيعة أعمالها، فقررت الشركة وضع 13 بندًا لحماية كوادرها ومرافقها:

• عزل جميع منشآتها التي تقع في مناطق الأعمال لمدة 14 يومًا، وإعادة تقييم أعداد الموظفين لتعزيز مبدأ التباعد الاجتماعي

• عدم العودة إلى مقار أعمالهم إلا بعد 7 أيام شريطة إحضار تقرير طبي يؤكد سلامته من فيروس كورونا

• استخدام الكاميرات الحرارية التي تستطيع التقاط حرارة الجسم وتمركزها على مداخل البوابات في المكاتب والمعامل وفي حالة الاشتباه بأي موظف يتم منعه من الدخول حفاظًا على سلامة الآخرين

• استحداث خطة طوارئ في حال الكشف عن أي حالة ورفع مستوى الوعي لدى الموظفين

• إجراء فحوص طبية للموظفين والمقاولين داخل المكاتب باستخدام مقياس يعمل بالأشعة تحت الحمراء

• إلزام المقاولين برفع مستوى الثقافة الصحية لدى كوادرهم بعدة لغات، وإلزامهم باستخدام المعقمات بشكل مكثف

• التوقف عن استخدام المركبات الخاصة والاستفادة من حافلات الشركة التي وفرت بها أجهزة تعقيم عالية الجودة

• تعليق استخدام طائرات الشركة التي تنقل الموظفين من وإلى جدة وينبع والرياض، في حين تواصل الطائرات نقل الموظفين العاملين في مناطق أعمالها بالمنطقة الشرقية، تحديدًا من وإلى الأحساء، الدمام، حرض، خريص، الشيبة، تناقيب

• تقليل عدد العاملين في الأقسام غير الحرجة، والسماح للموظفين المعرضين لخطر الإصابة أو من لديهم ظروف صحية خاصة والذي يستطيعون العمل عن بُعد بهدف تعزيز التباعد الاجتماعي

• تفعيل خطة «استمرارية العمل» وعمل فرضيات بشكل مستمر وهي تهدف إلى القدرة على تشغيل مرافق الشركة بأقصى طاقتها في حالة وجود طارئ منع حضور الموظفين

• إلغاء المناسبات في الشركة، والدورات التدريبية، وحصر الاجتماعات بعدد محدود جدًا، وفرض الاجتماعات والتواصل عبر التقنية

• الحصول على معلومات السفر للموظفين والمقاولين والتوقيع على تعهد الإفصاح عن المعلومات.

• تعيين ممرض أو أخصائي فحص الموظفين في كل مرفق للشركة للقضاء على أي حالة محتملة في مرحلة مبكرة

خسائر شركات النفط العالمية في الأزمة

رويال دتش شل

خفضت الإنفاق الرأسمالي بـ 5 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار

شركة «بي بي»

خفضت خطتها للإنفاق بنسبة 25% إلى 12 مليار دولار

شركة بتروبراس

خفضت الإنفاق الرأسمالي بـ 29% إلى 8.5 مليارات دولار، كما خفضت الإنتاج وأجلت توزيعات الأرباح

بتروبراس

أعلنت عن إصابات في كوادرها في منصاتها البحرية بلغت 59 حالة مشتبه بها و19 حالة مؤكدة

126 حالة مؤكدة

من الإصابة بالفيروس و897 مشتبه به بين عمال النفط والغاز في البرازيل

74 حالة مؤكدة

كانوا على منصات النفط البحرية في البرازيل وكشفوا عن تفشي أسوأ بكثير مما كان يعتقد سابقًا

شركة إكسون موبيل

خفضت الإنفاق الرأسمالي بنسبة 30%

شركة النفط النرويجية

خفضت النفقات الرأسمالية بنسبة 20% بمبلغ 700 مليون دولار

شركة توتال

قامت بتخفيض النفقات الرأسمالية بنسبة 18% بمبلغ 800 مليون دولار

شيفرون

خفضت النفقات الرأسمالية بنسبة 20% بمبلغ مليار دولار

شركة لينسون

أجلت الإغلاق المخطط لنظام خطوط الأنابيب من 80 حقلًا إلى أغسطس لتجنب التزاحم البشري

شركة كايرن

خفضت الإنفاق على استكشاف احتياطيات جديدة من النفط والغاز بمقدار 100 مليون دولار

شركة ريستيد إنيرجي للدراسات

تتوقع فقدان أكثر من مليون وظيفة في صناعة خدمات حقول النفط العالمية

هيئة تنظيم النفط النيجيرية

تقليص قوتها العاملة في الخارج والانتقال إلى مناوبة الموظفين لمدة 28 يومًا

شيفرون وتوتال وبي بي وإكسون موبيل ورويال داتش شل

الديون المشتركة بلغت 131 مليار دولار في نهاية 2019