واصلت الآلة العسكرية للنظام السوري مهاجمة المدن والبلدات، فقد اقتحمت دبابات الجيش أمس اللاذقية وقرية قرب الحدود اللبنانية مما تسبب في فرار السكان، فيما شنت قوات الأمن حملة اعتقالات لم يسلم منها النساء والأطفال.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "قوى كبيرة تضم عشر شاحنات عسكرية وسبع سيارات للمخابرات رباعية الدفع و15 حافلة للشبيحة دهمت قرى تابعة لمدينة القصير" في محافظة حمص.

سياسيا كشفت مصادر دبلوماسية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان استطاع إقناع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مكالمة هاتفية بينهما منذ ثلاثة أيام بمنح الفرصة الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد ولعدة أيام. وأضافت المصادر أن أوباما أكد أنه "في حال عدم نجاح المبادرة التركية فسيكون ذلك تطورا مهما لإسراع مجلس الأمن باتخاذ القرار لأنه لا يمكننا أن نصبر أكثر من ذلك".

وعلى صعيد العقوبات، عززت كندا أمس عقوباتها بحق السلطات السورية، بتجميد أصول وممتلكات عدد إضافي من كبار الشخصيات المرتبطة بالنظام.

وقال وزيـر الخارجـية الكـندي جون بيرد "اتخذنا هـذه الإجـراءات لمنع الذين يدعمون التصرفات المشينة لنظام الأسد من القدوم إلى كندا".




دخلت آليات عسكرية سورية أحد أحياء مدينة اللاذقية وقرية قرب الحدود اللبنانية أمس مما تسبب في فرار السكان. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إطلاق نار سمع في اللاذقية حيث تمركزت آليات عسكرية قرب أحد أحياء جنوب المدينة الساحلية بينما تقوم قوات الأمن بمداهمات في مدينة حمص. ويأتي ذلك غداة مقتل 16 شخصا في "جمعة لن نركع" التي شهدت تظاهرات في عدد من المدن السورية برصاص قوات الأمن، بينما يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا جديدا لمناقشة الأزمة السورية الخميس المقبل.

وقال المرصد إن "عشرين آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند تمركزت بالقرب من حي الرملة الجنوبي الذي يشهد حركة نزوح كبيرة وخصوصا بين النساء والأطفال باتجاه أحياء أخرى من المدينة خوفا من عملية عسكرية مرتقبة بعد تمركز آليات عسكرية مدرعة قربه". من جهة أخرى، قال المرصد إن "قوى كبيرة تضم عشر شاحنات عسكرية وسبع سيارات للمخابرات رباعية الدفع و15 حافلة للشبيحة داهمت قرى تابعة لمدينة القصير" في محافظة حمص. وتابع أن قوات الأمن "بدأت تنفيذ حملة اعتقالات لم يسلم منها النساء والأطفال". وتحدث ناشط عن دخول دبابتين إلى قرية الجوسية على الحدود مع لبنان، ما أدى إلى فرار عدد من السكان إلى مناطق مجاورة.

إلى ذلك ذكرت مصادر استخباراتية غربية أن إيران وافقت على تمويل إنشاء مجمع عسكري جديد في مطار اللاذقية السوري يتكلف ملايين الدولارات. ونقلت صحيفة "ديلي تلجراف" أمس عن المصادر قولها إنه تُوصل إلى الاتفاق الخاص بإقامة القاعدة عقب زيارة محمد نصيف خير بك مساعد نائب الرئس السوري للشؤون الأمنية وحليف للرئيس السوري بشار الأسد لطهران في يونيو الماضي. ويقضي الاتفاق بأن تساعد إيران في تطوير مجمع عسكري في مطار اللاذقية سينتهى من إقامته مع حلول نهاية العام المقبل. وأضافت الصحيفة أن الهدف من الاتفاق هو فتح طريق إمدادات سوف يساعد إيران عن نقل المعدات العسكرية مباشرة إلى سورية.

ومن جهته أعلن القائم بالأعمال السوري في روسيا سليمان أبو دياب أن السلطات السورية ترحب بإجراء روسيا اتصالات مع المعارضة السورية المحلية، معللا ذلك بأن موسكو ستحاول خلال هذه اللقاءات إقناعها ببدء الحوار مع السلطات الرسمية. وقال أبو دياب إن "روسيا تقول إنها تلتقي مع المعارضة من أجل إقناعها بالموافقة على الحوار وهذا جيد وطبيعي" موضحا أن "السلطة السورية تؤيد كل قوة تساعد الشعب السوري على الخروج من الأزمة وتدعو المعارضة السورية إلى الحوار وإذا أبدت روسيا أو أميركا أو فرنسا الرغبة في المساعدة في تحقيق هذه المهمة فليتفضلوا".

من جانبه قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إن"الأوضاع في سورية لن تتحسن، إلا إذا أبدت السُلطات هناك قدراً كبيراً من ضبط النفس، ودخلت في حوار جدي مع المعارضة، وباشرت في تطبيق إصلاحات فورية وجذرية. نأمل أن تسمح السُلطات لوسائل الإعلام العالمية، وللمنظمات التابعة للأمم المتحدة، بالدخول إلى أراضيها".

وفي سياق متصل يعقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعا استثنائيا الخميس المقبل لبحث التطورات في سورية ونتائج زيارة وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لها الثلاثاء الماضي.

وكشفت مصادر دبلوماسية عن أن رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان استطاع إقناع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مكالمة هاتفية بينهما منذ يومين بمنح الفرصة الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد ولعدة أيام. وتتوقع تركيا أن يقوم نظام بشار الأسد بوقف إراقة الدماء واتخاذ خطوات إصلاحية لتنفيذ مطالب الشعب.

وأضافت المصادر الدبلوماسية أن أوباما أكد أنه "في حال عدم نجاح المبادرة التركية فسيكون ذلك تطورا مهما لإسراع مجلس الأمن الدولي باتخاذ القرار لأنه لا يمكننا أن نصبر أكثر من ذلك".

وفي واشنطن تركز إدارة أوباما حاليا على قطاعي السلاح والنفط في تحركها نحو فرض عقوبات دولية ضد النظام السوري. فقد بدأت واشنطن اتصالات مكثفة بحلفائها الأوروبيين وبكل من روسيا والصين والهند لحملها على الموافقة على مسودة أولى للعقوبات المقترحة التي تستهدف هذين القطاعين لاسيما بعد أن أوضحت الإدارة الأميركية أن هامش الحركة المتاح أمامها لاستهداف التعاملات الأميركية مع هذين القطاعين محدود للغاية بسبب غياب أي تعاملات تذكر من الأصل.

وتتضمن المسودة الأولية عقوبات ترمي إلى إلحاق أضرار كبيرة بالشركات والمنشآت الحكومية السورية التي تعمل في قطاع تطوير الصواريخ الموجهة متوسطة المدى وبرامج تصنيع الأسلحة الكيماوية.