أحرز الثوار في غرب ليبيا تقدماً باتجاه الشمال إلى نحو 25 كلم من مدينة الزاوية الساحلية أمس بعد قتال استمر لست ساعات ضد قوات القذافي. ودفع مقاتلو المعارضة القوات الحكومية إلى التراجع نحو سبعة كلم عن مواقعها السابقة لتنشأ جبهة مواجهة جديدة على بعد نحو خمسة كلم شمال قرية بئر شعيب.
إلى ذلك اتهمت ليبيا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باللعب على الكلام بعدما رأى أنه على علم بجهود حلف شمال الأطلسي لتجنب سقوط ضحايا مدنيين بعد يوم على دعوته جميع الأطراف إلى ضبط النفس بعد ارتفاع عدد القتلى المدنيين "بشكل غير مقبول" في النزاع. وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق قال للصحفيين إن "الأمين العام دعا باستمرار إلى ضبط النفس والحذر من أجل تجنب إيقاع قتلى من المدنيين. وبالطبع فإنه يقر ويقدر جهود حلف الأطلسي في تجنب إيقاع قتلى من المدنيين". وأعرب بان كي مون في بيان عن قلقه من العدد المتزايد من القتلى في صفوف المدنيين في النزاع الليبي بما في ذلك غارات حلف شمال الأطلسي.
لكن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم قال أمس إن بيان بان كي مون "غير مقبول" لأنه لم يشر إلى "مسؤولية الحلف الأطلسي عن القتلى المدنيين في ليبيا". وأضاف أن "الطرف الوحيد الذي يجب لومه على الخسائر المدنية هو الحلف الأطلسي". ونفى الكعيم أيضاً أن يكون المتمردون وصلوا إلى مشارف البريقة بعد ستة أشهر من الانتفاضة ضد القذافي. وكان الثوار الليبيون قالوا إنهم تقدموا في شرق البلاد حيث بلغوا مشارف البريقة. وقال فوزي بوكتاف المهندس المدني الذي تحول إلى أحد قادة الثوار العسكريين "إننا نتقدم كل يوم" مؤكداً "الأفضل أن نتقدم ببطء ونحقن الدماء ونؤمن ما نحرزه من تقدم".
وتمتد مدينة البريقة على نحو عشرة كلم من الشرق إلى الغرب، على طول الطريق الساحلية، وقد أقامت قوات القذافي خطوطاً دفاعية قوية زرعت فيها مئات الألغام وشبكة من الدهاليز تحت الأرض لإخفاء دباباتها وآلياتها من غارات الحلف الأطلسي. وقال صحفي إن المتمردين دفنوا أول من أمس "خمسة شهداء" بينهم قائد وحدة متطوعين مدنيين قتلوا على جبهة البريقة، وأكد أحد الثوار "اليوم نحزن وغداً سننتقم".